كانت بمثابة الصعقة التي حلت بأهلنا خاصة وبأهل البحرين عامة، بل شعرت أنها مصيبة حلت بالعالم كله وقت رحيلك يا أبا مروان.
فبعد أن تعاركت مع المرض، وقاومت بقوة إيمانك وبعزيمتك العاليتين ذلك المرض، واستطعت بفضل الله أن تتغلب عليه، وعادت الابتسامة ترتسم على الشفاه، وعادت الضحكة تعلو محياي، وجوه كل من أحبوك، فرحت كثيراً وأنا أسامرك يومياً، ونستذكر سوياً أيام طفولتنا الماضية البريئة.
ما أجملها من أيام مضت، ولكن الموت. هو الموت الذي لا يقهر. جاء بغتة ودون أي سابق إنذار ليعلن أن وقت الوداع حان، وأن الرحيل لا محالة واقع.
كانت الصدمة كبيرة، وجلست أتحدث ونفسي، هل يعقل أني سأعيش أعارك في هذه الحياة دون أخي الغالي؟ هل انتهى وجود أبي مروان؟ لا، ولا لن ينتهي ذكرك يا أبا مروان.
إن كل من حضر جنازتك، وشيع جثمانك الطاهر ذهل بالعدد الهائل من المحبين المشيعين، كلهم حضروا ليثبتوا أنك محبوب، ومازلت موجوداً في قلوبهم، وإن رحلت جسداً، فإن روحك الطاهرة ترف كالرؤيا الناعمة في قلوب كل من عرفك وأحبك.
وها نحن وبعد أن تشربنا آلام الفراق، وتجرعنا مرارة البعد، ها نحن وقد مرّ عام كامل على الرحيل أجد نفسي تأبى إلا أن تكتب لك في ذكرى رحيلك السنوية، لتقول: إن عزاءنا أن أنفاسك الطيبة وأعمالك الخيرة مازالت تذكر ويذكرها الآخرون، ومازلت أتلقى الاتصالات الكثيرة من أصدقائك الذين أحبوك. رحلت ولن ترحل ذكراك يا أبا مروان، غبت ولن يغيب ذكرك يا أخي، فكل من عرفت وصادقت على صعيد المجتمع البحريني أو العربي أو حتى العالمي، وجد فيك الإنسان المخلص في عمله، المحب للناس، المتعاون مع الجميع، الذي لا يكنّ في قلبه إلا كل الحب والتقدير والاحترام للجميع.
فإلى رحمة الله الواسعة يا أبا مروان، وأسأل الله العلي القدير أن يلهمني وأهل بيتك، وأسرتك، وأصدقاءك، جميل الصبر والسلوان، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
أخوك/ إبراهيم جاسم محمد