عواصم - (وكالات): بايعت «جبهة النصرة» الإسلامية الناشطة في قتال نظام الرئيس السوري بشار الأسد، زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وتنصلت في الوقت نفسه من إعلان الفرع العراقي للتنظيم دمجهما تحت راية واحدة.
في غضون ذلك، يلتقي وزراء خارجية عدد من دول مجموعة الثماني بينهم الأمريكي جون كيري المعارضة السورية اليوم في لندن، قبل اجتماع غد للدول الصناعية الكبرى سيهيمن على جدول أعماله النزاع السوري والدعم الغربي للمعارضة.
وقال المسؤول العام للجبهة أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي بث عبر مواقع جهادية «هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري فإننا نبايعه على السمع والطاعة».
وشدد الجولاني على أن الجبهة لم تستشر في إعلان «دولة العراق الإسلامية» تبنيها وتوحيد رايتهما تحت اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
وقال «دار حديث حول خطاب منسوب للشيخ أبي بكر البغدادي «زعيم دولة العراق الإسلامية» وذكر في الخطاب المنسوب للشيخ تبعية الجبهة لدولة العراق الإسلامية، ثم أعلن فيه إلغاء اسم دولة العراق وجبهة النصرة، واستبدالهما باسم واحد».
أضاف «نحيط الناس علماً أن قيادات الجبهة ومجلس شورتها لم يكونوا على علم بهذا الإعلان سوى ما سمعوه من وسائل الإعلام»، مؤكداً «أننا لم نستشر ولم نستأمر».
وبدا الجولاني متحفظاً على هذا الإعلان والطريقة التي تم بها، ملمحاً إلى أنه لم يكن ضرورياً وقد يؤثر على العلاقة بين الجبهة وسائر الكتائب المقاتلة في سوريا.
وقال إن «تأجيل إعلان الارتباط حكمة مستندة على أصول شرعية وتاريخ طويل وبذل جهد في فهم السياسة الشرعية التي تلائم واقع الشام والتي اتفق عليها، من قيادات الجبهة وطلبة علمها، ثم قيادات الفصائل الأخرى وطلبة علمهم».
ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء النزاع السوري قبل عامين، وظهرت في الأشهر الأولى للنزاع مع تبنيها تفجيرات استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وأمنية، ثم برزت كقوة قتالية أساسية. وأدرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية.
وقال محللون إن إقدام جبهة النصرة على مبايعة الظواهري، قد يسيء إليها وينسف بالتالي الدعم الذي تتمتع به في سوريا.
وكان لؤي مقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين، أكد ألا قرار لقيادة هذا الجيش بالتنسيق مع الجبهة، وأن السوريين هم الذين سيحددون شكل الدولة في صناديق الاقتراع.
ويشكل تنامي نفوذ المجموعات الإسلامية المقاتلة في سوريا سبباً رئيساً في إحجام الدول الغربية الداعمة للمعارضة عن تزويدها بالسلاح.
في الوقت ذاته، بدأت ميليشيات شيعية عراقية تقر علناً بأنها تقاتل في سوريا فيما تعتبره معركة جديرة بأن تخوضها ضد المعارضة المسلحة الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد ولاسيما المقاتلون السنة.
وباعترافهم بالقيام بدور في الحرب السورية ربما يكتسب مقاتلو الميليشيات الشيعية قوة دفع في مجال التجنيد لمساعدة الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية في حرب تقسم المنطقة على أسس طائفية.
واجتذبت الحرب بالفعل مقاتلين إسلاميين سنة من خارج سوريا انضموا إلى صفوف المعارضة المسلحة. ويقول مقاتلون إن سوريا بدأت بدورها في إرسال ميليشيات موالية للأسد للتدريب في قاعدة في إيران الحليف الرئيس للأسد.
من جهة أخرى، أعلن مندوب عن وزارة الخارجية الأمريكية أن مجموعة «أصدقاء سوريا» التي تضم بلداناً عربية وغربية معارضة لنظام بشار الأسد، ستجتمع في 20 أبريل الجاري في إسطنبول في حضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وفي لندن، يتوقع أن يجدد رئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو ونائبا رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرا وسهير الأتاسي طلب المعارضة السورية إمدادها بالأسلحة لمواجهة القوة النارية الضخمة لقوات الرئيس بشار الأسد.
في غضون ذلك، تستمر أعمال العنف على وتيرتها التصعيدية في مناطق من البلاد، غداة مقتل 162 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي لبنان، منعت عائلات لبنانيين شيعة خطفوا في سوريا منذ نحو عام، عمالاً سوريين من التوجه إلى أعمالهم في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله» الشيعي الحليف لدمشق، في خطوة ضاغطة دفعهم إليها اليأس من حل قضية أقاربهم.
وفي الأراضي المحتلة، قدمت النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام إلى المحكمة المركزية في مدينة اللد ضد عربي يدعى حكمت مصاروة، من مدينة الطيبة وسط البلاد نسبت إليه فيها تهمة الانضمام إلى تنظيم جهادي بعد دخوله إلى سوريا.
وجاء في لائحة الاتهام أن مصاروة ارتكب مخالفات تتعلق بالاتصال مع عميل أجنبي والخروج من إسرائيل بصورة غير قانونية والخضوع لتدريبات عسكرية ممنوعة وذلك بعد انضمامه إلى مجموعة تحارب ضد النظام السوري.