رفعت كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة مستوى المراقبة العسكرية المشتركة بينهما في مواجهة «تهديد حيوي» من كوريا الشمالية التي قد تكون على وشك إطلاق صاروخ أو اكثر مع اقتراب ذكرى عيد ميلاد مؤسس البلاد في 15 الجاري.
وقال مسؤول عسكري لوكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية إن القيادة المشتركة للقوات الأمريكية والكورية الجنوبية رفعت من 3 إلى 2 مستوى المراقبة المشتركة ما يشير إلى «تهديد حيوي». وفي أوقات السلام يكون مستوى المراقبة 4 ويكون 1 في أوقات الحرب. وقال وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ سي أمام البرلمان إن إطلاق صاروخ يمكن أن يحصل «في أي وقت اعتباراً من الآن» محذراً بيونغ يانغ من العقوبات الجديدة التي ستفرض عليها في حال قيامها بمثل هذا العمل. كما أعلنت اليابان «حالة الاستنفار» لاعتراض أي صاروخ يهدد الأرخبيل.
ونشرت اليابان صواريخ باتريوت في قلب عاصمتها استعداداً للدفاع عن سكان طوكيو الكبرى البالغ عددهم 30 مليوناً من أي هجوم كوري شمالي محتمل. ومن المرتقب نشر بطاريات أيضاً لاعتراض صواريخ في جزيرة اوكيناوا جنوب البلاد. ونصبت بيونغ يانغ على ساحلها الشرقي صاروخي «موسودان» اللذين يمكن أن يبلغ مداهما 4 آلاف كلم أي نظرياً يمكن أن يطالا كوريا الجنوبية أو اليابان أو حتى جزيرة غوام الأمريكية بحسب سيؤول.
وتقول الاستخبارات العسكرية الكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية أصبحت مستعدة لإطلاق صاروخ، مشيرة إلى ان ذلك قد يحصل قرابة 15 ابريل في ذكرى عيد ميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سونغ الذي توفي في 1994. وتتساءل كوريا الجنوبية وحلفاؤها الغربيون حول النوايا الفعلية للزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ اون الذي لم يبلغ الثلاثين من العمر بعد وخلف والده كيم جونغ ايل بعد وفاته في ديسمبر 2011.
وكان أمس أبرز مركز حدودي صيني مع كوريا الشمالية في داندونغ شمال شرق البلاد مغلقاً أمام مجموعات السياح كما قال مسؤول في الجمارك في هذه المدينة مشيراً في المقابل إلى أن الحدود مفتوحة أمام الأعمال.
وسحبت بيونغ يانغ الموظفين الكوريين الشماليين البالغ عددهم 53 ألفاً الذين يعملون في موقع «كايسونغ» الصناعي المشترك مع كوريا الجنوبية الواقع على أراضيها، والذي حظرت منذ 3 أبريل على العمال الكوريين الجنوبيين دخوله. من ناحية أخرى، أعلنت السلطات في سيؤول أن وكالة الاستخبارات العسكرية الكورية الشمالية تقف وراء الهجوم الواسع النطاق على شبكات المعلوماتية الذي تعرضت له عدة شبكات تلفزة ومصارف كورية جنوبية الشهر الماضي.
ويرى محللون أنه ربما يكون أي موقف قادم ينم عن تحدٍ من جانب كوريا الشمالية بمثابة اختبار حاسم لما إذا كانت سياسة «التريث الاستراتيجي» التي يتبعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما معها منذ فترة قد بدأت تستنزف.
ويرى المحللون أن بكين تشعر بإحباط متزايد في مواجهة كوريا الشمالية التي تهدد شبه الجزيرة بحرب نووية ولا تعرف كيف يمكن أن تتصرف مع «الأخ الأصغر» الذي يبدو غير مكترث كثيراً بالاستقرار الإقليمي العزيز على الصين.
من جانبه، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تأثير المناورات العسكرية على الأزمة مع كوريا الشمالية، لكنه قال ان موسكو وواشنطن متفقتان في موقفهما من الوضع.
«وكالات»