كتب ـ حسين التتان:
يرى سعيد عبدالغفار أن إطالة الرجل لشعره مسألة شخصية لا يحق لأحد التدخل فيها، فيما يقول شاب أطلق شعره حتى كتفيه ورفض الإفصاح عن اسمه إن الموضوع ينطوي على خصوصية وتتبع ثقافة الزمن المتغير.
ويجد الشاب أنور جاسم موضة إطالة الشعر عند الرجال تشبهاً بالنساء ليس إلا، فيما يشير محمد ناصر إلى أن ظاهرة إطالة الشعر لدى الرجال عادة عربية أصيلة معروفة تاريخياً.
مسألة شخصية
ينظر سعيد عبدالغفار إلى مسألة إطالة الشعر عند الرجال على أنها قضية شخصية بحتة، لا يحق لأحد التدخل فيها «هي تماماً كقضية اللباس والشراب والأمور الشخصية الأخرى، ولا يحق لأحد أن ينعت شاباً أطال شعره بالفسق وما شابه، فإيمان الإنسان المسلم لا يقاس بطول الشعر وإنما بالعمل».
ويرى شاب أطال شعره حتى انسدل تحت كتفيه، ورفض الإفصاح عن اسمه، أن لكل زمان وعصر أدواته المناسبة، ولكل جيل ثقافته الخاصة «الثقافات تتغير عبر الزمن ولا تظل ثابتة، ولهذا كانت بعض الممارسات والثقافات مرفوضة في زمن الآباء، اليوم نجدها طبيعية ومتداولة في المجتمع، ومن هذه الأمور الزينة وإطالة الشعر».
أطال الشاب شعره لأنه يراه أكثر جمالاً منه قصيراً «الأمر يتعلق بالخصوصيات الفردية للإنسان، ولا يحق للغير أن يتدخل في شأني الخاص، ربما أعطيه المجال كي يبدي رأيه بكل حب واحترام، لكن ليس من حقه فرض رأيه وأسلوبه، فلكل إنسان حرية التصرف، شريطة ألا يتعدى على حرية الآخرين».
ليس من الرجولة
يرى الشاب أنور جاسم أن موضة إطالة الشعر عند الرجال هذه الأيام «ليست من الرجولة بمكان، ومخالفة للعرف والتقاليد العربية، وأقرب لعادات النساء وثقافتهن، ومن هنا على الرجال أن حفظ رجولتهم من خلال مظهرهم العام، وألا يتشبهوا بالنساء، لأن ذلك ليس من قيم الإسلام والعروبة».
وفي رأي مضاد تماماً يشير محمد علي ناصر إلى أن ظاهرة إطالة الشعر لدى الرجال، هي عادة عربية أصيلة «العرب ومنذ قديم الزمان، كانوا يطيلون شعورهم، وكثير من الصحابة كانوا يطيلون شعورهم فتسقط على ظهورهم، ومن لا يؤمن بهذا فهو لا يفقه في التاريخ شيئاً».
ويقول عبدالأمير محمد إن إطالة الشعر «حتى لو كان من عادات العرب المستحبة، إلا أن لكل زمان عاداته وتقاليده، فإذا كان العرب يطيلون شعورهم بالأمس، فإن إطالة شعر الرجل بطريقة طويلة جداً حتى يصل لكتفيه اليوم يعتبر مهزلة وإضحوكة، إلا إذا كنا نعيش في دول الغرب حيث التحرر من القيم والمثل والتقاليد».
خير الأمور أوسطها
محمد حسين يشير إلى أن الاعتدال في إطالة الشعر أمر مهم للغاية «يمكن للشاب أن يطلق شعره لكن ليس بصورة تلفت الأنظار، فمهما يكن، يظل الرجل يعيش في مجتمع محافظ له عاداته وتقاليده، ولا يحق الخروج عليها بصورة شاذة وقبيحة، وما دون ذلك يجوز لكل إنسان أن يمارس حريته الشخصية في إطار القيم والمبادئ الإسلامية والعربية».
من جهته يرى الشاب أحمد عبداللطيف أنه لا يمكن له أن يطيل شعره على الإطلاق، لأنه لا يحبذ هذا الأمر، لكنه في ذات الوقت، يرى أن مسألة حدود الشعر وقضايا الملبس والمشرب وغيرها، هي من الأمور الشخصية لكل إنسان «لا يحق لأحد أن يتعدى على خصوصية الآخرين، مهما كانت أذواقهم، إلا في حالة واحدة فقط، وهو أن تتعدى حرية الشخص على حرية الآخرين، وعدا ذلك لا يحق لنا أن نكون فضوليين أكثر من اللازم».
ويرى إبراهيم السندي أن إطالة الشعر، وإن كانت من الأمور الشخصية للإنسان «لكن يجب أن يحافظ الرجل على رجولته ولا يستنقص منها بلباس أو مظهر أو أي سلوك لا يليق برجل عرف عنه التزامه بالعادات الحسنة الحميدة».