عواصم - (وكالات): قالت مصادر رسمية إن الاجتماع الذي كان من المقرر أن يجمع مساء أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض وكان من المحتمل أن يقدم فيه فياض استقالته، قد تم تأجيله، وذلك بعدما استبعدت واشنطن رحيل فياض. فيما أكدت مصادر فلسطينية أن الرئيس عباس يتعرض لضغوط من الدول الغربية الحليفة كي لا يقبل استقالة فياض في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى إحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط.
وأكدت مصادر فلسطينية رسمية أن اللقاء الذي كان من المقرر أن يجمع عباس الذي عاد أمس إلى رام الله عبر عمان من اجتماعات عربية في قطر، وفياض، تم تأجيله إلى أجل غير مسمى.
وذكر ممثل وزارة الخارجية الأمريكية في لندن أن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لن يستقيل من منصبه، وقال «إنه باق في منصبه على حد علمي».
وفي وقت سابق، صرح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» إن «اجتماعاً سيعقد بين رئيس الوزراء سلام فياض والرئيس عباس بعد عودته الى ارض الوطن من قطر لحسم استقالة فياض من عدمها بعد الخلاف الذي حصل بينهما إثر قبول رئيس الحكومة استقالة وزير المالية نبيل قسيس».
وأوضح أن «الرئيس عباس يصر على أن قسيس لا يزال وزيراً للمالية واليوم يجب أن يقرر فياض» ما إذا كان سيبقى قسيس وزيراً وإلا يقدم رئيس الحكومة استقالته. وفي وقت سابق، قال مسؤول فلسطيني إن فياض «جهز رسالة استقالته تمهيداً لتقديمها للرئيس عباس». وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أن فياض أعد استقالته منذ 23 مارس الماضي، لكن تأخر تقديمها بسبب زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورحلات عباس الخارجية.
وتنذر الاستقالة المحتملة لفياض الذي يحظى بمصداقية المجتمع الدولي في بناء مؤسسات دولة، بالإضرار بالتفاهم الذي أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هذا الأسبوع بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، من أجل «النهوض بالتنمية الاقتصادية في الضفة الغربية» المحتلة.
وجاء في بيان للمجلس الثوري لحركة فتح الجمعة الماضي «إن سياسات الحكومة الفلسطينية الحالية مرتجلة ومرتبكة في الكثير من القضايا المالية والاقتصادية».
وقال مسؤول من فتح إن عباس خاطب أعضاء المجلس الثوري خلال الاجتماعات التي انتهت قائلاً «إنني غاضب على الحكومة أكثر منكم جميعاً».
في الأثناء، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي أن «حكومة فياض عليها أن تقدم استقالتها من أجل إفساح الطريق للبدء بالمصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام».
وتمر السلطة الوطنية الفلسطينية بحسب العديد من الوزراء بـ «أسوأ أزمة مالية» منذ قيامها في 1994 بسبب تضييقات إسرائيلية وعدم دفع المانحين مساعدات وعدوا بها وذلك رغم ان الولايات المتحدة قررت في الآونة الأخيرة دفع 500 مليون دولار للسلطة. من جهة أخرى، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على شاب فلسطيني معوق في محاولة لاعتقاله. وأورد بيان صادر عن نادي الأسير الفلسطيني أن معتز عبيدو «أصيب بجروح بليغة خلال عملية اعتقاله» فجر أمس في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية وحمل إسرائيل «المسؤولية عن حياته»، مشيراً إلى أنه تم نقله إلى مستشفى إسرائيلي.
وفي سياق منفصل، قالت منظمتان حقوقيتان فلسطينيتان إن الجيش الإسرائيلي اعتقل الأسبوع الماضي فتى يحمل الجنسيتين الأمريكية والفلسطينية يبلغ من العمر 14 عاماً بتهمة رمي الحجارة.
وفي سياق آخر، حضت منظمة مراسلون بلا حدود الجيش الإسرائيلي على التحقيق في «إطلاق النار المتعمد» على صحافي فلسطيني «في الوجه برصاصة مطاط» في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية في 8 أبريل.
وفي سياق آخر، فازت حركة فتح بزعامة الرئيس عباس على حركة حماس في انتخابات جامعة بيرزيت قرب رام الله في الضفة الغربية التي جرت أمس الأول.
وقال عميد شؤون الطلبة محمد الأحمد «حصلت حركة فتح على 23 مقعداً فيما حصلت حركة حماس على 20 مقعداً».