يحتار الكثيرون في تعريف الحب، وكيف يمكن أن يتغلغل الى قلوب البشر، فمنهم من قال إنه يتولد من النظرة الأولى للطرف الآخر، فيما ذهب آخرون إلى القول إنه ينشأ مع العشرة والمعاملة الحسنة. ففي عهد الأجداد مثلاً كانت هناك زيجات تحكمها عادات تمنع الرجل من رؤية زوجته إلا في يوم الزواج، لكنهم عاشوا أياماً جميلة ربما لا يعرف إحساسها أبناء جيل « الآيباد «، رحل أجدادنا وخلفوا آباءنا وأمهاتنا قليلاً منهم فقط من اكتسب خبرات « الطيبين «.ربما تختلف نظرة كل جيل للحياة الزوجية ويعالجون الأمور بأساليب جديدة لم تكن معهودة في جيل سابق، ولكن ما يشدني في الموضوع حديثي مع « أمهات لول « للاستماع إلى حزاويهم التي لا تنتهي، عندما يقولون « راحوا جنات لول اللي كانت الوحدة منهم تشيل لها بيت». في يوم كانت الزوجة ربة منزل تربي الأجيال، وتنظف البيت، وتطبخ ما لذ وطاب من قائمة الطعام، وترعى الزوج والأبناء على أكمل وجه، ولكن الآية قد تغيرت وأصبحت الزوجة ترى أن في ذلك مذلة لها، وتعتبر نفسها خادمة لا ترضى القيام بهذه الأعمال لأم الزوج، كما إن دخول المرأة مجال العمل قد غير الكثير من الأمور.
لكن تبقى هناك مواصفات يتطلبها الرجل من المرأة ولا يستغني عنها أي جيل، حتى مع الانفتاح على الثقافات العالمية وكون العالم قرية صغيرة، إلا أن الاحترام والالتزام بالمبادئ الإسلامية والعربية هو المطلب الأول في فتاة الأحلام. وعلى ذلك فإن تفكير الفتاة أنه بمسايرتها للموضة وتماديها في وضع المكياج طريق لكسب قلب الزوج فهي مخطئة، لأن الرجل أساساً لا يريد لأحد غيره أن يرى مفاتن زوجته، وللأسف فإن بعض الفتيات يكنن غريبات المظهر حتى على الأخريات من جيلهن، فترى الكائنات الغريبة التي تسمى باسم فتاة لكنك لا تعرف ما هو تصنيفها، فتلبس عباءة تملؤها المغريات والصور، وترفع فوق رأسها قمة إفرست، وترصع وجهها ألواناً صارخة، أو تلبس قطعاً تبدي أكثر مما تستر، ولا نعلم لماذا كل هذا التصنع والابتذال؟!
يتطلع الرجل إلى تلك العيون التي لا ترتفع عن الأرض حياءً حين يتقدم لخطبتها، يحمر خدها عندما يتحدث لها عن نفسه، تكاد لا يسمع منها إلا همسات عندما تجيب على أسئلته، ولربما سكتت لتجيب عنها أمها أو خالتها، معتدلة محتشمة لا يرى منها إلا وجهها وكفيها، على سجيتها لم ترسم على وجهها أي لون، ليس مهماً أن تكون ملكة جمال لكنها مقبولة الشكل، والأهم أن يأسره جمال مخبرها قبل مظهرها. فالجمال جمال الروح والأخلاق، تنظر للرجل على أنه ملك، تبادله المشاعر والأيام بحلوها ومرها، تحاول أن تصارح زوجها في كل صغيرة وكبيرة، وتتغاضى عن المشاكل التافهة لكي لا تستفحل وتدور دائرتها على الجميع.
ويقال إن أقرب طريق لقلب الرجل هو معدته، لكن التي تجيد الطبخ في هذا الزمان عملة نادرة صعبة الحصول، لكن ما المانع من أن تحاول طهي أصناف قليلة، علها تكون تغييراً لعادة الأكل من المطاعم ولو على سبيل التجربة في نهاية الأسبوع، مع محاولة إبعاد الخدم عن تربية الأبناء بقدر الإمكان لما له من السلبيات على الطف. فالأبناء محتاجون إلى جناحين يرعونهم وكل منهما مكملاً للآخر، فالزوج له مسؤوليات كما للزوجة وعليهما أن يقوما بها، وإن استقامة أي طرف معتمدة على تعاون الطرف الآخر، والواجب أن يختار الرجل أو المرأة الشريك الذي يراه أهلاً لتحمل المسؤولية، وأن لا يكونوا علاقات خارج الأطر المسموحة بل ينهونها بالزواج.
عبدالله الشاووش