كتب - وليد صبري:
قال أخصائي الطب العام د.أحمد كامل، إن ملح الطعام المدعم باليود من أبرز طرق مكافحة تضخم الغدة الدرقية، لافتاً إلى أن «الدرقية» تملك القدرة على النمو وزيادة الحجم وإفراز الهرمونات، فيما تعتبر الغدة النخامية المسؤول الرئيس عن التحكم في حجم الغدة الدرقية عن طريق الهرمون المنشط.
وأوضح أن الأسباب المؤدية لتضخم الغدة الدرقية بعضها يتعلق بأمراض مثل «جريفز» أو أورام الغدة الدرقية أو الالتهاب المناعي في الغدة.
وأضاف أنه «في أحيان أخرى يكون الهدف من تضخم الغدة محاولة زيادة فعاليتها، وزيادة نشاطها في ظروف خاصة تستدعي ذلك، فهناك فترات في العمر تزداد الحاجة فيها لهرمونات الغدة الدرقية، مثل فترة البلوغ والنمو وأثناء الحمل وانقطاع الدورة»، موضحاً أنه «في هذه الحالات، لا يعتبر تضخم الغدة دليلاً على مرض، بل هو وسيلة فسيولوجية لمواجهة الحاجة لزيادة نشاط الغدة، ويكون الهدف الرئيس هو الوصول إلى حالة تأقلم من الغدة الدرقية في أوقات الاحتياج لهرموناتها، لمنع حدوث نقص في إفراز الغدة الدرقية».
وذكر أن «نسبة التضخم البسيط للغدة في البنات في مرحلة البلوغ بالمدارس الثانوية تصل إلى نحو 2 إلى 3 بالألف، وهذه الفترة تتميز بنمو عظام الأطراف، والأعضاء التناسلية وبداية انتظام الدورة الشهرية، أما لدى السيدات الحوامل فإن الجنين في الأسابيع الأولى يعتمد على هرمونات الغدة الدرقية في الأم لتكوين المخ والنمو، ولذلك يحدث تضخم في الغدة الدرقية لمواجهة هذه الاحتياجات الطارئة».
ونبه إلى أن «تجاوز هذه الفترات الطارئة يعتبر مؤشراً على عودة الغدة الدرقية لحجمها الطبيعي، غير أنها في بعض الأحيان لا تعود لحجمها، وعلى العكس تزداد حجماً، مما دعا الباحثين لإجراء دراسات عديدة أثبتت أن بعض هذه الحالات يصحبها تغييرات في الجهاز المناعي مع الاستعداد في أوقات لاحقة للإصابة بأمراض الغدة الدرقية المصحوبة بخلل في الجهاز المناعي».
وقال إن «وجود نسبة عالية من التضخم البسيط في الغدة في مناطق جغرافية محددة، يعد مؤشراً على احتمال نقص اليود في البيئة المحيطة، ويتطلب ذلك اعتبارها مشكلة صحية تستدعي قياس نسبة تضخم الغدة الدرقية بين المواطنين خاصة لدى الأطفال والسيدات، وقياس كمية اليود في البول ثم توفير برامج المكافحة المناسبة لتوفير اليود سواء كزيت اليود أو بإضافة اليود إلى ملح الطعام وغيرها من الطرق الميسرة».
وتهدف تلك الطرق الوقائية وفقاً لـد.كامل، إلى منع حدوث مرض نقص إفراز الغدة الدرقية الناتج عن نقص إمداد الجسم باليود، وقد يحدث أيضاً تخضم بسيط في الغدة الدرقية نتيجة لبعض المواد المسببة للتضخم، وتابع «تشمل هذه المواد الأسبرين وأدوية علاج السكري واللبسيوم في علاج الاكتئاب واليود بكميات كبيرة، وبعض الخضراوات مثل الكرنب والقرنبيط».
وخلص إلى أن «حالة التضخم البسيط في الغدة الدرقية قد تكون الحلقة الأولى في حدوث التضخم المركب العقدي للغدة، حيث إن استمرار تضخمها يؤدي إلى تجميع خلاياها في تجمعات تختلف من حيث الحجم وعدد الخلايا»، موضحاً أنه «خلال سنوات عديدة تتحول هذه الحالة إلى تضخم متعدد، أما الأسباب المرضية المؤدية لتضخم الغدة الدرقية فتشمل الالتهابات المناعية بالغدة، وعيوب خلقية في تكوين هرموناتها والأورام الحميدة والخبيثة».