فاز الباحث د.جميل حسين بجائزة خليفة التربوية بدورتها السادسة للعامين 2012 ـ 2013، كأول بحريني يفوز بجائزة رئيس الإمارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
ونال مشروع «تنمية مهارات التفكير في الرياضيات بالمرحلة الابتدائية في البحرين» ترشيحات جائزة حملت هذا العام شعار «لأنك تستحق التكريم.. ميز نفسك»، لتركيزه على تدريس مادة الرياضيات من مدخل العمليات ومهارات التفكير عوضاً عن التلقين.
ويقول حسين «أصبحت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لبرامج تدريبية تنمي مهارات التفكير، ما دعاني إلى تصميم برنامج تدريبي لتنمية مهارات التفكير في الرياضيات لتلاميذ المرحلة الابتدائية، لأهميته ودوره في تحسين بعض المتغيرات المعرفية كالذكاء المعرفي والتحصيل الدراسي وتحسين المتغيرات الوجدانية كتقدير الذات والدافع للإنجاز وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو المدرسة والتعلم».
وحدد الباحث بعد تتبع متأن للأدب التربوي لموضوع التفكير 10 مهارات يعتقد أنها تغطي مساحة واسعة من نماذج مهارات التفكير، وصمم أنشطة رياضية متوافقة مع منهج الصف الخامس الابتدائي للفصل الدراسي الأول، ليخرج البرنامج من دائرة الموهوبين ويعممه من خلال تدريسه للصف الدراسي بالكامل بما فيه من فروقات فردية لقناعته أن الجميع في حاجة لبرامج التفكير.
وأكد حسين الحاصل على دكتوراة الفلسفة في التربية من جامعة القاهرة عام 2010، أنه طبق مشروعه في مدرسة البسيتين الابتدائية للبنين، لافتاً إلى افتقار المعلمين للخلفية النظرية لموضوع التفكير، فضلاً عن طرق تنميته لدى التلاميذ.
ونبه إلى دور وأهمية التفكير في تشكيل الشخصية، وتحسين بعض المتغيرات المعرفية والوجدانية، وخلو بعض المناهج الدراسية من برامج تنمية مهارات التفكير، فيما استهدف مشروعه الفائز المدراء والمعلمين والمشرفين التربويين وتلاميذ المرحلة الابتدائية.
ويهدف المشروع إلى تزويد المعلمين والمعلمات بخلفية نظرية عن التفكير ومهاراته وأنواعه وطرق تنميته، وتدريبهم على طرق تنمية المهارات، وتوفير بعض البرامج بهذا الخصوص، ومعالجة نواقص تشوب المناهج الحالية التي تفتقد لخطة مبرمجة للتنمية، عبر استخدام وسائل متعددة كورش العمل وبرنامج تنمية المهارات في الرياضيات، وإجراء اختبار تحصيلي بهذا الشأن، وإعداد دليل المعلم، وإجراء دراسة حول أثر تنمية مهارات التفكير على بعض المتغيرات المعرفية والوجدانية.
وعن النتائج المحققة من المشروع يقول «تمكن مجموعة كبيرة من المعلمين من إتقان استراتيجية تنمية مهارات التفكير في الرياضيات أثناء الحصص الدراسية، وما رفع التنمية المهنية لدى المعلمين، وعزز التوجهات الحديثة في التربية والتعليم وضمن أهدافها الرئيسة الاهتمام بالعمليات العقلية والمعرفية وتخريج أفواج من المفكرين، لما للتفكير من تأثيرات كبيرة على الفرد والمدرسة والمجتمع».
ويرمي المشروع إلى تقليل الاعتماد الكلي نحو تصنيفات «بلوم» للأهداف التربوية التي تركز بالدرجة الأولى على المعارف والمعلومات دون الاكتراث بما يتعلق بالتفكير، إذ أوجد المشروع نوعاً من التوازن بين أهداف «بلوم» وعمليات التفكير، عبر أكثر من طريقة لتطبيقه في المدارس الابتدائية.
وتشمل مجالات جائزة خليفة التربوية التعليم العام «فئة المعلم المبدع والمعلم التقني والمهني، والأداء المدرسي المؤسسي»، وذوي الاحتياجات الخاصة، وبناء شبكات المعرفة، والإعلام الجديد والتعليم، والتعليم والبيئة المستدامة، والتعليم وخدمة المجتمع والتعليم العالي، والبحوث التربوية، والمشروعات التربوية المبتكرة، والتأليف التربوي للطفل، والكتابة العلمية عن شخصية رئيس الإمارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وتسعى الجائزة التي تأسست عام 2007 إلى إثراء الميدان التربوي بالمبادرات التربوية الخليجية والعربية والدولية في مجال المناهج والبحوث والمشروعات التربوية والإعلام الجديد والبيئة المستدامة وخدمة المجتمع، والاهتمام بالتقنيات الحديثة واستخدامها كبرامج متطورة في العملية التربوية، والاهتمام بالطفولة سلوكاً وتربية ونمواً، وتعزيز الهوية اللغوية باعتماد اللغة العربية لغة رسمية، والإسهام في تطوير الميدان التربوي عبر رفده بالتجارب والبرامج والمشروعات التربوية المبتكرة، والكشف عن إبداعات العاملين في المجال التربوي، ومكافأة المميزين منهم في العمل التربوي المباشر والإدارة المدرسية.
تأصيل العلاقات الثقافية مع جامعة فرساي
بحثت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، مع وفد جامعة فرساي الفرنسية برئاسة جان لوك فيسيار أول أمس، تأصيل العلاقات الثقافية بين البلدين، خاصة في مجال التنقيب عن الآثار بموقع قلعة البحرين. واستعرض الجانبان سبل تطوير التعاون البناء بين البلدين وتفعيل اللقاء الثقافي الممتد إلى فترة طويلة، حيث تحضر فرنسا في تاريخ البحرين منذ زمن عبر البعثات الفرنسية التي ما زالت تنقب عن الآثار وتعود بالمملكة إلى الحضارات القديمة، وعملت بعثتها العلمية على كشف الكنوز الحضارية للحقب التاريخية المتعاقبة في موقع قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي الإنساني لليونيسكو. واستمدت زيارة الوفد حيويتها من خلال سنة المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013، عن طريق وضع استراتيجيات قصيرة وبعيدة الأمد للتعاون مع أقسام الجامعة المعنية بالثقافة وإدارتها، ترسيخاً للتبادل الثقافي الذي لا يعترف بالجغرافيا حدوداً للتعرف على الآخر. وأعربت وزيرة الثقافة عن سعادتها للقاء مسؤولي جامعة فرساي المرتبطة جغرافياً وأكاديمياً بمتاحف قصر فرساي التي تحمل عبق التاريخ وجمال الهندسة وتألقها، مرحبة بالتعاون الثنائي للاستفادة من خبرة الجامعة في مجال إدارة المواقع الثقافية والتراثية. من جانبه استعرض السيد فيسيار نشاطات الجامعة في ما يتعلق بالبرامج الأكاديمية والتدريبية وبالمختبرات العلمية المعنية بالتراث والآثار والثقافة، مشيراً إلى وجود تعاون بين جامعة فرساي وأهم المتاحف الباريسية قصر فرساي واللوفر وكي بران لي، والتعاون مع معاهد وجامعات أخرى كجامعة «إيسيك» الموجودة في البحرين عبر ماجستير إدارة أعمال بجامعة الخليج العربي. حضر اللقاء سفير فرنسا لدى البحرين كريستيان تيستو والمستشار الثقافي الفرنسي سيدريك دوفيه.