فاطمة عبدالله خليل

قالت الكاتبة فاطمة عبدالله خليل في عمودها أمس بعنوان الاقتصاد التركي و«جغرافية العثمنة» إن إسرائيل بدأت فور «قيام دولتها»، علاقاتها مع تركيا في 1949، إذ تطورت علاقتهما (....) تطوراً كبيراً حتى بلغت أوجهاً في عام 1996. ومن ثم بدأت تلك العلاقة بالانحدار تدريجياً مروراً بالخلاف المحتدم بين رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وبين رئيس إسرائيل التاسع والحالي شيمون بيريز، في «منتدى دافوس الاقتصادي» في سويسرا عام 2009، حول العدوان الإسرائيلي على فلسطين. ناهيك عن الأزمة بين البلدين حول «أسطول الحرية» في 2010 والتي تقدمت إسرائيل على إثرها بالاعتذار إلى تركيا مؤخراً بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية».
وأضافت «كان تدهور العلاقات التركية مع إسرائيل ثمرةً للتغيرات في السياسة التركية إقليمياً وداخلياً، نظراً لوعيها بأن سياستها السابقة من شأنها الإضعاف من مقدراتها والدور الذي تمارسه بصفتها قوة إقليمية في الشرق الأوسط».
وأشارت الكاتبة إلى أن «ولربما كان الاقتصاد الهاجس الأعظم لتركيا» مبيناً أن ذلك جعل من تركيا «في سعي دؤوب للقوة، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية.
وأكدت «بذلك نجد تركيا قد أقامت «ارتباطاً معززاً» بين السياسة والاقتصاد، واضعةً الأول في خدمة الأخير. ولكن.. يمكننا القول: إن الاقتصاد الذي تسخر له تركيا كافة سياساتها، إنما لا يعدو –على الأرجح- على كونه تأمين وسيلة، لتحقيق غاية كامنة في الضمير التركي «جغرافية العثمنة» مجدداً!!».
شمام
يا أختي الكريمة: وهل هناك دولة لا يسعد شعبها أن تبني قوتها وتحقق له الرخاء؟. أليست كل برامج الحكومات تصب في هذا الإطار؟ زيادة على ذلك، ألا ترين سيدتي، من باب الحيادية الموضوعية في الطرح أن تركيا الآن لا تغفل في طرح مواقفها السياسية الخارجية الجوانب الإنسانية والأخلاقية التي يرى قادتها ومنظرو مواقفها أنها مستمدة من موروث يدين به الشعب التركي؟ وهل يضير تركيا أن تضع مصالحها وأمنها القومي ورخاء مجتمعها، كأي دولة رشيدة، في سلم أولوياتها؟ أليس هذا هو ما انتخب الشعب التركي الحزب الحاكم من أجله وائتمنه على تحقيقه؟.
وما العيب في العثمنة سيدتي؟. فيما يخصنا كعرب ومسلمين تركيا هي الأقرب عاطفياً، بل ومصلحاً، لنا، إنها سليمة من إملاءات أحقاد تاريخية موروثة كإيران الفارسية. ما أورده طرحك، يصب في خانة الحسبة لصالح تركيا، ويحسب لها لا عليها!.بعيداً عن اتباع الهوى، قوة تركيا، أختي الكريم، قوة لنا. كفانا، ما جرتنا إليه الوعود البريطانية من إشعال الثورة العربية! خذلنا الدولة العثمانية وثرنا عليها باسم القومية وأمعنا في تصديق عرابيها من أمثال ميشيل عفلق وبكذبة الإغراء البريطاني بحلم الاستقلال ومملكة العرب، وانتهينا باتفاقية سايكس -بيكو وتقسيمنا إلى دويلات وإمارات ومشيخات سموها متصالحة، وأقاموا الدولة الصهيونية!؟. فهل نلدغ من نفس الجحر مرتين؟؟.
صلاح
فاطمة تحياتي لشخصك ... من يتعامل مع الأتراك من قرب وبأي مستوي اجتماعي أو ثقافي وصولاً للمستوى الديني العام ... يلحظ أنهم لديهم حب التملك والريادة والتميز ...وفي تحقيق ذلك لا يبخل على نفسه بالتنازل عن أشياء ما ينبغي له التنازل عنها ولكن للوصول إلى الهدف يسقط كل ما يقف في طريقهم من أجل تحقيقه ... وهنا تأكيد على ما تفضلتي بكتابته فهم يحلمون ويسعون بل وسيضحون بكل القيم المألوفة والغير مألوفة في سبيل تحقيق هواجسهم العثمانية في أراضي العرب كالسابق... فمع تنوع مصادر التملك فأعداء الأمس يسعون بغفلة (سلمية) منا بالعودة وافتراس ما تبقى منا ... فهل نحن واعون لذلك ...أم ننتظر فرمان الإعدام وفي ليلة مغبرة...أفيقوا ياعرب فمن ساعد وأقام دولة إسرائيل واعترف بها طرباً هو من يصرخ ويولول من أجل وصوله إلى هدفه.
يوسف
إن ما تفعله تركيا هو نظرياً الأطماع الأساسية في كل سياسة حيث تعمل على تعزيز رفع مستوى المعيشة لمواطنيها مع الاستمرار في تطوير القوى السياسية والعسكرية لتصعيب الدولة على الطامعين.
أما بالنسبة لعلاقات أمريكا مع تركيا فهي تعد في أوج حالاتها خلال العقد الأخير حيث تعرضت الدولتان إلى حالة توتر صعب في منتصف السبعينيات وأخذ بالتعافي مع رئاسة ريقن لأمريكا واستمرت بالتطور إلى يومنا الحالي.
إن العثمنة التي ذكرتها الكاتبة هي مثلها مثل العولمة حيث إن أكثر من ثلثي الاقتصاد العالمي يذهب لدولتين فقط بينما تستهلك الدول القليلة الحليفة الدولة الأكبر أكثر من 80% من موارد الكرة الأرضية.
إذن على كل دولة أن تعزز قواها الاقتصادية مع ضمان سياسة خارجية كفيلة بحماية النمو الاقتصادي للدولة.