كتبت ـ عايدة البلوشي:
ينتظر الطلبة عادة حصة الفراغ بصبر نافد، فما إن يتغيب المدرس لطارئ حتى يهرعون لتقضية ساعة من مرح، وقل من تجده يراجع ما فاته من دروس.
حصص الفراغ واقع ملموس تمارس وجودها بقوة على ساحة الحياة المدرسية، وتمثل ثقوباً في جسر الجدول الدراسي يصعب رتقها أو إغفالها لتبقى سجلاً مغلقاً في غرف المعلمات والمعلمين يبحث عمن يفتحه ويقرأ تفاصيله.
يرى الطلبة أن حصص الفراغ هي فترة استجمام واستعداد لما بعدها، أو استرجاع لما مضى من دروس وواجبات، وغالباً تنقضي في اللعب والترفيه والتسلية.
فرصة ذهبية
تعلق الطالبة بالمرحلة الثانوية فرح عبدالرحمن أن الطالب يحضر يومياً ما بين 6 و7 حصص، بمعدل 6 ساعات على أقل تقدير «عندما تغيب المعلمة عن حصتها، يجدها الطالب فرصة للترفيه وممارسة الأنشطة المسلية والمسابقات، وهناك عدد محدود من الطلبة يستغلون الفرصة في مراجعة الدروس وحل الواجبات، ومنهم أيضاً من يذهب إلى المكتبة، وفئة أخرى تشارك في تنظيم نشاط أو فعالية».
وتشاركها الرأي ندى أنور «عندما تتخلف مدرسة عن الحضور، تحضر مكانها مدرسة الاحتياط للإشراف على الطالبات وحفظ النظام والهدوء»، وتضيف «لأنه بصراحة غياب المعلمة 30 دقيقة يكاد يسبب كارثة، لأن الطالبات بطبيعتهن يملن للفوضى والصراخ واللعب، وإشراف مدرسة الاحتياط يجعل الطالبات أقل ضجيجاً وفوضى».
ولا تحب ندى نهائياً استغلال حصة الفراغ في المراجعة أو حل الواجبات «أكون متبعة من الدراسة والكتب بطبيعة الحال، فأستغل الفرصة الذهبية في الدردشة مع الزميلات».
فسحة للترفيه
ويقول الطالب حسن محمد «حصة الفراغ عندما يغيب المدرس يتحول خلالها الصف إلى مكان فوضوي بامتياز، وأحياناً لا تجد في الصف سوى طالب أو اثنين، من يذهب إلى المقصف ومن يدور وكأنه في أحد المجمعات التجارية وكأنهم كانوا في سجن وأطلق سراحهم»، ويضيف «قل أن تجد من يستغل الحصة في المفيد النافع، وغالباً ما تنتهي بالعقاب من قبل المشرف أو المدرس بسبب الفوضى».
وتؤكد المعلمة منى عبدالله إمكانية استغلال حصص الفراغ في شرح درس أو تمرين أو جعلها حصة تقوية ومسابقات أو توعية وإرشاد «يمكن تعليم الطالب قواعد اكتساب الثقة بالنفس والاهتمام بالنظافة والصحة واختيار الصديق وتنمية قوة الإرادة لديه والقدرة على اتخاذ القرار السليم وأخذ رأيه في مشكلة معينة».
وتضيف «هذه الحصة تعطي فرصة للطالب في اكتساب مهارات جديدة والاستفادة من خبرات المعلم، وتسمح للطالب أيضاً بحل الواجبات المنزلية، علماً أنه لا يوجد ما يسمى بحصة فراغ في الجدول الدراسي نهائياً في جميع مدارس البحرين، إنما قد يغيب مدرس ويحضر مكانه مدرس آخر للإشراف على الطلبة، وجرى العرف على تسميتها بحصة الفراغ».