يجسد المخرج الفلسطيني الشاب محمد عيد معاناة المواطن العربي في ظل أنظمة تتعامل بالرشوة والوساطة والمحسوبية في مسرحيته (رحلة رضا). وقال عيد لرويترز بعد عرض خاص للمسرحية أمام جمهور محدود مساء الخميس على خشبة مسرح (عشتار) في رام الله بالضفة الغربية «هذه المسرحية مقتبسة عن النص المسرحي ??)??رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة) للكاتب السوري الكبير سعد الله ونوس التي نشرت عام 1978».
وجاء في كتيب وزع قبل العرض «المسرحية تتناول حياة مواطن عربي طيب القلب مستسلم لقدره فهو زوج حنون وموظف تقليدي غير طموح».
ويضيف الكتيب عن الشخصية الرئيسة في المسرحية «رضا يمثل الضحية المثالية لأنظمة القمع بأشكالها الاجتماعية والسياسية المختلفة التي مازالت قائمة بثبات وإن لبس بعضها أثواب الخير والديمقراطية».
وتبدأ المسرحية التي يشارك في أدائها ستة ممثلين بينهم فتاة بمشهد عنيف يظهر فيه رضا يقاد إلى السجن مقيد اليدين بطريقة تجعله يجيب على أسئلة المحقق بصعوبة.
وينتقل رضا الذي أدى دوره الممثل مؤيد عودة في رحلة طويلة من المعاناة بدءاً من الزج به في السجن بتهمة لا يعرفها مروراً بدفعه كل ما يملك رشوة لسجانيه كي يغادر سجن يتعرض فيه لكل أنواع التعذيب النفسي والجسدي.
وتتواصل معاناة رضا حتى بعد الخروج من السجن فزوجته التي كانت تخونه لم تسمح له بالدخول إلى البيت إضافة إلى طرده من العمل ليبدأ رحلة بحث عن علاج ليفهم الواقع ينتقل فيها من الشعوذة والدين إلى الطب.
وقال عيد إن اختياره لهذه المسرحية «نابع من ملامستها للواقع الذي يعشه المواطن العربي الذي يتشارك في المعاناة من قمع الأنظمة وفسادها».
وأضاف «أن اختيار الممثلين الشباب لأداء هذه المسرحية ومعظمهم من الوجوه الجديدة على المسرح لأنهم سيكونون الأقدر على تجسيد أدوار» عايشوها.
ويرى الممثل الشاب عودة الذي جسد شخصية رضا أن تعرضه للعنف ساعده في إيصال الإحساس الحقيقي للجمهور.
وقال لرويترز بعد العرض الذي امتد ثمانين دقيقة «شعرت وأنا أقدم هذا العمل المسرحي أنني أقدم تجربتي الشخصية فلقد حدث معي أن تقدمت بشكوى على أحد لديه قريب في الحكومة لم يفعلوا له أي شيء».
وأضاف أن رحلته في هذه المسرحية التي انتهت بمعرفته كل ما يجري من حوله هي فعلاً «ما يجري في عدد من الدول العربية التي بدأت تصحو وتثور على أنظمة القمع لديها».
ووصف المخرج ادوار معلم المسرحية بعد مشاهدتها أنها «عرض مجنون يستحق المشاهدة».
وقال لرويترز «نحن أمام جيل مسرحي شاب واعد لديه طاقات كبيرة بحاجة إلى مساعدته لإخراجها وتقديمها على خشبة المسرح».
وأضاف «أن المخرج محمد عيد نجح في استغلال هذه الطاقة فالمسرحية تعتمد على حركة الجسد وقوة التعبير إضافة إلى الموسيقى والإضاءة المستخدمة».
ويرى مخرج المسرحية (رحلة رضا) أنها «مغامرة إبداعية تؤصل لمسرح سياسي وشعبي لأنها تعطي بعداً نقدياً جديداً لا يصل من دون البعد الجمالي الفني».
تعرض المسرحية أمام الجمهور يوم غد السبت على خشبة (مسرح وسينماتك القصبة) على أن تواصل عروضها خلال الأسابيع القادمة في عدد من المدن الفلسطينية.