النوم بدون مشكلات ممكن، حتى مع تقدم العمر، الأمر الذي حفز الرابطة العالمية لطب النوم (WASM)على اختيار "النوم لدى كبار العمر" موضوعا رئيسا لهذا العام خلال مؤتمر اليوم العالمي لاضطرابات النوم، والذي وافق 15 مارس من هذا العام.
يقول الدكتور أيمن بدر كريّم، استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النّوم والمشرف على مركز اضطرابات النّوم بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة، إن "الدراسات الحديثة أظهرت أن أكثر من 50% من كبار العمر - فوق 65 عاما - يعانون من صعوبات في النوم، إلا أن اضطرابات النوم لديهم ليست بالضرورة مرتبطة بالتقدم في العمر، لكنها نتيجة بعض الأمراض العضوية والنفسية المصاحبة لهذه الفترة من الحياة".
وأوضح، أن أمراض التنفس، والروماتيزم، والقلب، واضطرابات الساعة الحيوية، وبعض الأمراض العصبية وأمراض الحركة، تكون سببا في أعراض اضطراب النوم، الأمر الذي يؤدي إلى الخمول وزيادة النعاس أثناء النهار، وارتفاع خطر الإصابة بمضاعفات عضوية ونفسية، تصل الى احتمال الوفاة.
وعن أهم أهداف اليوم التوعوي العالمي لاضطرابات النوم لهذا العام، يقول د. كريّم، "يهدف هذا اليوم على تشجيع الأطباء والمرضى على مناقشة مشكلات النوم، وأعراضها التي قد تفيد الشخص المصاب بتلك الاضطرابات من تشخيص وعلاج حالته، وتجنب مضاعفاتها على جهاز الدورة الدموية بشكل فعال".
أما بالنسبة للمضاعفات التي يمكن أن تلحق بالشخص المصاب باضطرابات النوم، فيقول عنها الدكتور أيمن: "هناك الكثير من المضاعفات، منها الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم، والذي يصيب قرابة 17% من الأفراد، أكثرهم من الرجال، بالإضافة إلى الأرق المزمن الذي يعاني منه قرابة الـ 45% من البالغين، وصولا إلى متلازمة الساقين غير المستقرتين التي تصيب نسبة تتراوح بين 3 إلى 10% من الأفراد، وذلك بحسب دراسات مختلفة.
كما يلفت اليوم التوعي العالمي باضطرابات النوم إلى ارتباط هذا المرض بهدر الكثير من الأموال والمقدرات، كنتيجة للمضاعفات الناتجة عن عدم تشخيص وعلاج اضطرابات النوم، فعلى سبيل المثال، يوضح الدكتور أيمن أن كلفة مضاعفات وعلاجات الأرق تصل إلى 107 مليارات دولار سنويا في الولايات المتحدة، كما يصاب في المجتمع الأمريكي سنويا 71 ألفا ويقتل 1550 شخصا بسبب حوادث السيارات الناتجة عن اضطرابات النوم المختلفة، وعلى رأسها متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم.
وناشد الدكتور أيمن بضرورة الوصول لآلية اجتماعية صحية تربوية، تضمن نشر التوعية باضطرابات النوم، في مجتمعنا العربي، حيث يندر وجود المتخصصين والمهنيين في طب النوم، على حد تعبيره.
وأضاف، "لا تفي مراكز تشخيص وعلاج اضطرابات النوم المتوفرة بالاهتمام بأعداد المرضى المتزايدة، كما لا يلقى طب النوم حظه الوافي من الاهتمام والدعم من مجموعة الأطباء والمتخصصين، على الرغم من معاناة جميع فئات المجتمع من بعض تلك الاضطرابات في فترة من فترات حياتهم، وتأثرهم بمضاعفات نفسية وسلوكية وعضوية كثيرة، جراء قلة الاهتمام".