وسط تنافس شديد تشهده مطارات دول الخليج لتنفيذ عمليات توسعة وتطوير متسارعة، خاصة في دبي وأبوظبي بجانب الدوحة، انضمت مؤخرا الكويت لقائمة هذه العواصم، عبر التوجه لإنشاء مطار جديد بطاقات استيعابية لعشرات الملايين من المسافرين، وذلك ضمن خطة تنموية تهدف لإحداث نقلة نوعية في قطاع الطيران المدني في البلاد.
وقالت مصادر , إن الكويت دخلت السباق الخليجي المحموم لتوسعة المطارات، فضمن خطة تنموية طموحة، تنوي الكويت المنافسة بمطار جديد بطاقة استيعابية تصل إلى 25 مليون مسافر سنويا، بعد أن ضاق المطار الحالي بأعداد المسافرين المتزايد
ويقول سالم الأذينة، وزير المواصلات الكويتي "الآن الخطوط الكويتية هي شركة تتبع الهيئة العامة للاستثمار لمدة 3 سنوات، شُكل أخيرا مجلس إدارة، تم الآن حسب رغبة الموظفين خروج ألف موظف من الذين تجاوزوا سن التقاعد، ونحن نعمل إعادة هيكلة هذه الشركة والنظر في تحديث الأسطول".
من جانبه، يقول عصام الزامل، مدير إدارة العمليات في الطيران المدني الكويتي"طبعا ليس هناك شك في أن الطاقة الاستيعابية في مطار الكويت اليوم وصلت إلى 8.877 مليون راكب سنويا، ومطارنا الحالي صُمم على أساس طاقة استيعابية تبلغ 5 ملايين راكب، والزيادة تضر بإعطاء خدمة مميزة لهؤلاء الركاب".
وحتى موعد افتتاح المطار الجديد المتوقع في 2020، لن تستطيع الكويت مجاراة المنافسة مع المطارات الخليجية النشطة. فعلى سبيل المثال، تزيد حركة المسافرين حاليا في مطار دبي الدولي عن 50 مليون مسافر سنويا، وتنوي الإمارة مضاعفة هذا العدد في سنة 2020 بتوسعات جديدة.
أما قطر الداخلة حديثا في منافسة بميزانيات سخية، فهي على بُعد عامين تقريبا من انطلاق مطار جديد بطاقة استيعابية تصل إلى 50 مليون مسافر، أي بزيادة 65% عن الوضع الحالي.
ورغم ذلك، تظل السوق الكويتية فرصة مهمة لشركات الطيران الخليجية التي تتنافس عليه بلا هوادة.
أحمد الحمزاوي، مدير عام شركة مباشر لخدمات السياحة والسفر، يقول:
"في 2012 نرى الأرقام التي خرجت من الكويت، والمصروفة على تذاكر الطيران والفنادق البالغة تقريبا، حوالي 7.8 مليار دولار، ولذلك شركات الطيران مثل الإماراتية والقطرية وطيران الاتحاد وحتى التركية تحاول أخذ أكبر حصة سوقية من السوق الكويتية".
ولأن الطلب كبير على السياحة والسفر مقابل عرض تحدّه إمكانات المطار المتواضعة، تغيرت عادات المسافرين وأحيانا يقعون ضحايا ذلك.
بدر المنيفي، المتحدث باسم قطاع السياحة والسفر، يقول "اليوم لأن الطلب أكثر من العرض، صارت لدينا ثقافة في الكويت لم تكن موجودة من قبل، وهي الحجز المسبق قبل مدة طويلة، بسبب أن الطلب عال، ومساحة المطار صغيرة.. ولهذا السبب أيضا اليوم شركات الطيران تلقى سهولة في رفع أسعار التذاكر على المسافر".
قطاع الطيران الكويتي هو مجموعة قصص تُروى مستغربة نوعا ما، حيث في ظل دولة غنية وهذا الكم الهائل من حركة الطيران والسياحة، أفلست شركة طيران محلية قبل عامين تقريبا، ويعاني الناقل الوطني من أزمات متلاحقة ولم تنجح خطط لخصخصته، ما اضطر الحكومة أخيرا إلى أن تأخذ على عاتقها إعادة هيكلة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية على أن تبيعها لاحقا.
وأمام هذه المتغيرات، قد يشهد قطاع الطيران نقلة نوعية في السنوات المقبلة، وقد يكون فرصة استثمارية جيدة في شركته ومطاره.
مشروع مطار جديد طال انتظاره، ويتوقع أن تنطلق أعمال البناء فيه هذه السنة، على أمل أن يغير صورة قطاع الطيران المحلي في السنوات المقبلة، ويرفع من تنافسية الكويت مع جيرانها في حركة السياحة والسفر والتجارة.