منعت روسيا أمس 18 مسؤولاً أمريكياً من دخول أراضيها رداً على نشر لائحة في الولايات المتحدة أمس الأول بأسماء 18 شخصاً فرضت عليهم عقوبات اقتصادية أمريكية للاشتباه بضلوعهم في وفاة القاضي سيرغي مانييتسكي في السجن. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان يتضمن أسماء 18 مسؤولاً أمريكياً «متورطين في انتهاكات لحقوق الإنسان»، إن «حرب اللوائح ليست من خياراتنا، لكننا لا نستطيع تجاهل وجود ابتزاز حقيقي».
وأضافت «بعكس اللائحة الأمريكية التي وضعت اعتباطياً، لائحتنا تشمل هؤلاء الضالعين في تشريع التعذيب والاعتقالات مدى الحياة في سجن غوانتنامو وصولاً إلى اعتقال وخطف مواطنين روس».
وتتضمن اللائحة اسم جون يوو المستشار السابق في إدارة جورج بوش، والمحامي السابق لدى الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي.آي.ايه» ديفيد سبيرز ادينغتون، واثنين من المسؤولين السابقين في غوانتنامو ومسؤولين ممن قاموا بمحاكمة مهربي أسلحة مدانين مثل فيكتور بوت.
وأصدرت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الأول لائحة بأسماء 16 روسياً لتورطهم المفترض في وفاة المحامي سيرغي مانييتسكي في السجن، إضافة إلى اثنين من الشيشان لدورهم المفترض في انتهاكات لحقوق الإنسان، منعتهم من السفر إلى الولايات المتحدة وجمدت أرصدتهم هناك بموجب قانون صدر في 2012 سمي «قانون سيرغي مانييتسكي». وأثارت هذه الخطوة غضب موسكو التي توعدت بالرد بالمثل. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله إن «هذه الخطوة ستضفي مزيداً من السلبية على العلاقات الروسية الأمريكية المعقدة». وأضاف المصدر أن نشر هذه اللائحة «سيحمل الجانب الروسي على اتخاذ تدبير مماثل».
وتتضمن اللائحة الروسية أسماء 4 أشخاص لتورطهم المفترض في انتهاكات لحقوق الإنسان في معتقل غوانتنامو، بينهم ادينغتون الذي كان رئيس موظفي نائب الرئيس السابق ديك تشيني، ومستشار بوش، ومسؤولان سابقان في غوانتنامو هما جيفري ميلر وجيفري هاربسون. ووجهت إلى الأشخاص الأربعة عشر الآخرين تهمة انتهاك حقوق المواطنين الروس في الخارج، كالقاضي جيد راكوف وعدد آخر من المدعين في ولاية نيويورك وعدد من أعضاء إدارة مكافحة المخدرات والعنصر في مكتب التحقيقات الفيدرالي غريغوري كولمان. ومعظم الأمريكيين الذين شملتهم اللائحة الروسية وردت أسماؤهم في قضايا ضد مهرب الأسلحة الروسي فيكتور باوت ومهرب المخدرات كونستنتين ياروشينكو. وأعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي المشرع البارز الكسي بوشكوف «حرب تأشيرات» على حسابه على «تويتر».
وكتب بعد دقائق من إعلان وزارة الخارجية «مرحلة إعادة إطلاق العلاقات ماتت» في إشارة إلى الإعلان عن إعادة إطلاق العلاقات بين الدولتين في 2009.
وصرح نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف لوكالة ايتار تاس للأنباء أن اللائحة الروسية تحتوي على مقطع سري يتضمن مزيداً من الأسماء، شبيهاً بلائحة جمعتها واشنطن تتضمن أسماء مسؤولين روس كبار.
وقال ريابكوف «اللائحة تتضمن جزءاً سرياً» مضيفاً «الأمريكيون يعرفون بوجوده». وتوفي سيرغي مانييتسكي في 2009 في السجن حيث كان ينتظر محاكمته، عن 37 عاماً بعد أن تم توقيفه واتهامه بتدبير مؤامرة تزوير بقيمة 230 مليون دولار. وأصبحت القضية رمزاً لفشل الكرملين في مكافحة الفساد وتسببت بأزمة في العلاقات الروسية الأمريكية. وردت روسيا بغضب على «قانون سيرغي مانييتسكي» الصادر العام الماضي والذي يتضمن أسماء عشرات الروس الذين لم تكشف أسماؤهم، منعوا من دخول الولايات المتحدة وفرضت عليهم عقوبات.
وأصدرت روسيا قانوناً يعاقب الأمريكيين المتهمين بانتهاك حقوق الإنسان ويتضمن أيضاً فقرة تمنع الأمريكيين من تبني الأطفال الروس.
وبرر الرئيس فلاديمير بوتين ذلك القرار بالحاجة للرد على «تحرك سياسي محض وغير ودي، ضحى بالعلاقات الروسية الأمريكية». وبدأ العمل بالقانون وقرار منع التبني في الأول من يناير الماضي رغم احتجاجات واسعة في روسيا وانتقادات دولية. من ناحية أخرى، اعتقلت الشرطة الروسية 10 ناشطين حاولوا تنظيم احتجاج في الساحة الحمراء في موسكو تأييداً لمتظاهرين معارضين اعتقلوا العام الماضي. وكان المحتجون المعتقلون من بين مجموعة من نحو 40 شخصاً تجمعوا في الساحة وهم يحملون صوراً للسجناء وأشرطة حمراء ترمز للحركة ضد الرئيس فلاديمير بوتين.
وطالب المتظاهرون بالإفراج عن 25 شخصاً اعتقلوا بعد احتجاج كبير بالقرب من الكرملين في 6 مايو 2012 عشية أداء بوتين اليمين الدستورية لتولي الرئاسة.
وصعدت المعارضة في الأسابيع الأخيرة احتجاجاتها دعماً لمن اعتقلوا في أعقاب التظاهرة التي جرت في مايو 2012. وقبل أسبوعين اعتقل نحو 10 من أعضاء المعارضة في الساحة الحمراء خلال تظاهرة. وتعتزم المعارضة تنظيم مسيرة حاشدة في 6 مايو المقبل إحياء للذكرى الأولى للتظاهرة.
«فرانس برس»