قال الخبير الأثري د.عبدالرحيم ريحان، إن صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين ومحرر القدس يشهد له التاريخ والآثار بالتسامح الديني، حيث بنى قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون بطابا سنة 1171 لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج عبر سيناء وترك كنيسة بيزنطية بناها الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي دون أن يمسها بسوء.
وأضاف «حين استغل البيزنطيون جزيرة فرعون على رأس خليج العقبة وبنوا بها فناراً لإرشاد السفن لخدمة تجارتهم عن طريق أيلة، بنوا بها تلك الكنيسة على الطراز البازيليكي السائد في معظم كنائس مصر قبل مجيء صلاح الدين وبناء قلعته الشهيرة»، لافتاً إلى أن أحجار الكنيسة مازالت باقية في صلب البناء وأخرى متساقطة بفعل الزمن وعليها كتابات يونانية ورموز مسيحية وصلبان.
ونبه الخبير إلى أن صلاح الدين حفظ كهفاً مسيحياً رائعاً بسيناء يعود للقرن الرابع الميلادي، يقع على الطريق الحربي الذي اتخذه عبر سيناء لقتال الصليبيين، وكان يسلكه في غزواته إلى الشام، وأنشأ عليه مراكز محصنة ونقاط حراسة وبنى قلعته برأس سدر «قلعة الجندي»، وقلعته بجزيرة فرعون بطابا لتأمين طريق صدر- أيلة.
وقال إن الكهف يقع بمنطقة حمام فرعون 110 كم من نفق أحمد حمدي، ويحوي رسوماً لآباء الكنيسة المصرية منهم البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك رقم 20 من آباء الكنيسة المصرية الذي عاش في القرن الرابع الميلادي، لافتاً إلى أن المسيحيين هربوا لهذه الكهوف بسيناء خوفاً من الاضطهاد الروماني.
وأكد الخبير الأثري أن الكهف مازال قائماً برسومه الجميلة وكتاباته اليونانية ولم يمس بسوء، رغم وقوعه على طريق حربي لقائد أخذ على عاتقه نصرة الإسلام والمسلمين وتحرير القدس من الصليبيين.