كتبت - شيخة العسم:
يستهلــــك البعـــض المنومـــــات والمهدئات والمسكنات بشراهة ودون استشارة طبيب، ويأتي «البانادول» فـــي مقدمـــة هـــذه الأدوية، ولا يكاد يخلو منها بيت، وهو موجود في الصيدليات والمجمعــــات التجاريــــة وحتــــى «البرادات».
استعمال الأدوية دون استشارة أو مراجعة طبيب ظاهرة اجتماعية يمارسها كثيرون، وتحولت لدى البعض إلى شبه إدمان على منتجات دوائية محددة.
علاج الأرق
لولوة سلمان (51 سنة) تحتفظ بـ«ميز تواليت» عند سريرها وإلى جانبه أنواع مختلفة من «البانادول» و«الأدول» وأدوية «الكحة» والمعروف أنها تؤدي للنوم «لا أستطيع النوم قبل تناول حبتين منها، اعتدت على ذلك منذ فترة طويلة».
ويوافقها الرأي صالح خميس وهو طاعن في السن «أتناول يومياً 8 حبات من بانادول إكسترا تجعلني أستمر في نشاطي اليومي دون صداع، وزوجتي توبخني دوماً على كثرة تناوله، أشعر كمن أدمن على شيء».
ولا يتردد صالح عندما تقارب علبة «البانادول» في الثلاجة على النفاد من طلبها فوراً من «البرادة» القريبة من منزله «حتى لا أتوهق».
ويكتفي أسامة عبدالله باستشارة الصيدلاني عندما يصاب بالزكام أو احتقان البلاعيم «أتوجه إلى الصيدلية لإعطائي ما يلزم من الأدوية بدل الانتظار في صفوف المراكز وحجز المواعيد، وعلاج الصداع ليلاً متوفر ومضمون حبة بانادول إكسترا وينتهي الموضوع، وزوجتي توافقني الرأي وتتناول البانادول باستمرار».
وصفة سحرية
علي سلمان شعرت عند استيقاظي بأحد الأيام برعشة برد وسخونة في جسمي «نصحني أبي بالذهاب إلى المستشفى، هاتفت صديقي ليقلنـــي هنـــاك، فـــي الطريـــــق استوقفني ليطلب «كولا دايت» من البرادة واقترح علي تناول البانادول حتى يخفف عني بعض الألم».
عندما تناول علي الحبة وبعد أقل من 5 دقائق انخفضت الحرارة وبدأ بالتعرق «لم أعد أشعر بالبرد، غيرنا مسارنا إلى القهوة بدل المستشفى».
دانـــة الـــذوادي لا تدمـــن علـــى المسكنـــات، وتستخدمهـــا عنـــد الضرورة القصوى فقط «البعض يلجأ للنوم بالمسكنات هرباً من الواقع».
وتضيـــف «أتناول البانادول وقــت الحاجة، لأنها تؤدي للنوم ولا تفي بالغرض، أي لا تشفي، وهي ظاهرة غير صحية وحل مؤقت.. أسباب المرض لا تعالج بالبانادول فقط».
ويقول وليد «من المستحيل أن أتناول المهدئات أو المنومات أو حتى أدوية متداولة دون استشارة طبيب، لكنـــي لا أستغنـــي عـــن الباندول عند الضرورة».