فتحت مراكز الاقتراع ابوابها امس في بداية انتخابات خاصة لاختيار خلف للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، يتنافس فيها خليفته السياسي نيكولاس مادورو مع زعيم المعارضة هنريكي كابريليس في البلد الغني بالنفط والمنقسم بعد 14 سنة على «الثورة الاشتراكية». ودعي نحو 19 مليون ناخب للتوجه الى صناديق الاقتراع بعد حملة قصيرة لم تتجاوز 10 أيام هيمنت عليها ذكرى تشافيز الذي توفي بعد صراع مع مرض السرطان في 5 مارس الماضي، على خلفية تبادل الشتائم والكلام الحاد. ويشرف نحو 150 الف عنصر من قوات النظام على امن مراكز التصويت في سائر ارجاء البلاد التي اغلقت حدودها منذ بداية الاسبوع بامر من السلطات التي نددت بـ «مخططات لزعزعة الاستقرار» مدبرة من الخارج. وقد حض مادورو الذي كان الذراع اليمنى للرئيس تشافيز الذي اختاره خلفا له قبل وفاته، مناصريه على تحقيق اخر رغبات «القائد» و»متابعة إرثه» في وجه «البورجوازيين» و»الفاشيين». وينطلق مادورو من موقع قوة مدعوما بتقدمه الكبير في استطلاعات الرأي على منافسه كابريليس حاكم ولاية ميراندا. وتراوح نسبة تقدمه على خصمه بما بين 10 و20 نقطة بحسب الاستطلاعات.
وارتقى مادورو الاتي من الاوساط النقابية والذي كان سابقا سائق حافلة، بسرعة اعلى المراتب في النظام ليصبح وزيرا للخارجية اعتبارا من عام 2006 ثم نائباً للرئيس في 2012 قبل أن يتولى الرئاسة بالوكالة.
وقدم نفسه أسئثناء الحملة على أنه «الضامن الوحيد» للبرامج الاجتماعية الممولة من الثروة النفطية للبلاد التي تملك اكبر احتياطي للخام في العالم.
ففي خلال 14 عاما تراجعت نسبة الفقراء بصورة مذهلة من 50 الى 29% بحسب اللجنة الاقتصادية في الامم المتحدة. اما المعارضة الملتفة حول الحاكم الطموح لولاية ميراندا، فتعهدت من ناحيتها بعدم حصر مساعدة الحكومة بـ «المدعومين». وحض كابريليس انصاره عبر تويتر بالقول «لنتوجه إلى التصويت! أمل وثقة وشجاعة». وتعهد المحامي المؤيد لاقتصاد السوق، بوضع حد لـ «الهدايا» المقدمة إلى كوبا والحلفاء الآخرين للنظام الذين يستفيدون من أكثر من 100 الف برميل من الخام يومياً، في «دبلوماسية بترولية» بنت عليها فنزويلا نفوذها الإقليمي.
«فرانس برس»