عواصم - (وكالات): أعلن رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور أن بلاده التي استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين السوريين قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعرض التداعيات الجسيمة لهذه القضية التي وصلت إلى «مرحلة التهديد للأمن الوطني الأردني».
وقال النسور في البيان الوزاري لحكومته الذي تلاه أمام مجلس النواب إن «الحكومة تعتبر أن الأزمة السورية وتداعياتها وصلت إلى مرحلة التهديد للأمن الوطني الأردني، وعليه فإنني أعلن أمام مجلسكم الموقر أنه تقرر أن يتوجه الأردن إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة لنعرض عليهم قضية اللاجئين السوريين في الأردن والتداعيات الجسيمة المترتبة على ذلك». وأضاف «لنضع العالم أمام مسؤولياته الأمنية والإنسانية ونبلور توجهاً دولياً واضحاً للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين».
وأوضح النسور أن «التبعات التي يتحملها الأردن جراء استمرار المأساة التي تمر بها سورية الشقيقة لعظيمة وملحة، وتتمثل في بعض من جوانبها بالمخاطر المتشعبة والكبيرة جراء استمرار تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وبأعداد متزايدة على الأردن».
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن «أكثر من 485 ألف مواطن سوري دخلوا الأردن منذ مارس 2011 وهو يوفر لهم كل ما يحتاجونه من رعاية» مناشداً العالم أن «يشارك الأردن في تحمل هذا العبء الإنساني».
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إنها قلقة للغاية جراء ما يحدث جنوب سوريا من قصف جوي ومدفعي، ما يدفع بمزيد من السوريين إلى اللجوء إلى الأردن الذي بات يؤوي نحو نصف مليون لاجئ.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد اللاجئين في الأردن الى 1.2 مليون سوري بنهاية العام الجاري.
وفي الإجمال فإن نحو 1.3 مليون سوري فروا من بلادهم إلى الدول المجاورة منذ بداية النزاع الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
في الوقت ذاته، وصلت قافلة سعودية محملة بمساعدات إنسانية للاجئين السوريين في الأردن، حسب ما أفاد مصدر رسمي أردني. وتتألف القافلة من 41 شاحنة محملة بمختلف المواد الغذائية والتموينية والبطانيات والملابس والمياه.
في الوقت ذاته، رفض لبنان الاعتداءات على أراضيه سواء أتت من النظام السوري أو المقاتلين المعارضين له، وقرر إعداد مذكرة لرفعها إلى جامعة الدول العربية بشأن تكرار سقوط قذائف على مناطقه الحدودية، وذلك إثر اجتماع وزاري أمني عقد أمس.
وأتى الاجتماع في القصر الجمهوري غداة مقتل شخصين في سقوط قذائف على قرى شيعية تعد معقلاً لحزب الله، حليف دمشق، في البقاع شرق لبنان، مصدرها مواقع مسلحي المعارضة في الجانب السوري، بحسب تقارير أمنية.
كما شهدت مناطق ذات غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية شمال لبنان وشرقه خلال الأشهر والأسابيع الماضية، غارات من الطيران الحربي السوري وسقوط قذائف مصدرها الجيش السوري.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور بعد الاجتماع أن «سلامة أي مواطن أو قرية لبنانية هي مسؤولية الدولة اللبنانية، وإن أي اعتداء أو قصف من أي جهة أتى هو أمر مرفوض». وأضاف أن «الاعتداءات أو الخروقات تحصل من أكثر من طرف، مرة من قبل جيش النظام، ومرة من قبل أطراف أخرى، وسواء أتى الخرق من الجيش النظامي وا من أي جهة أخرى فهو مرفوض وغير مقبول».
ميدانياً، نفذت طائرة حربية سورية غارة أمس على حي القابون شمال دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. في الوقت ذاته، قالت وسائل إعلام حكومية ومعارضة إن قوات الحكومة السورية كسرت حصاراً يفرضه مقاتلو المعارضة منذ 6 أشهر شمال سوريا وإنها تقاتل الآن لاستعادة السيطرة على طريق سريع مهم.