كتبت ـ شيخة العسم:
الجيران عامل حاسم لدى اختيار أي شخص منزله المستأجر أو المشترى، فالجار الحسن لطيف المعاشرة يتقدم كافة الامتيازات الأخرى في المنزل، فكل شيء قابل للتحسين والتطوير إلا الجار!.
مجاورة مسؤول رفيع المستوى.. وزير.. نائب.. ضابط كبير.. فنان ذائع الصيت والشهرة أمر محبب لدى كثيرين على قاعدة «جار الوزير وزير»، بينما يجدها آخرون تكليفاً لا يطيقونه.
عز وراحة بال
يجد محمد حسن في سكنه قريباً من مسؤول رفيع المستوى «راحة بال لا تعوض» ويقول «المميزات تأتينا بالمجان ونحن نضع رجلاً على أخرى، الشوارع نظيفة وأجهزة الإنارة ولا أحلى وخدمات الصرف سالكة وما عليها إشكال والكهرباء ما تنقطع أش بدنا بعد».
ويعترف محمد أن سكنته الـ»خمس نجوم» تزعج كثيرين من معارفه وأصدقائه، ويتمنون أن يرزقهم الله كما رزق «جاراً طيب المنبت.. مسؤول كبير لا يبخل عليهم بالتفاتة».
يسكن محمد إحدى أشهر مناطق البحرين، قريباً من الجار «ذو الحظوة والمنزلة الرفيعة» ويضيف «قبل الانتقال إلى السكن الجديد سُئل عنا وعن عائلتنا وسمعتنا قبل السماح لنا بالسكن، فالمنطقة لا يسكنها كل من هب ودب، لابد أن يكون حسن السيرة جيد السمعة».
سلمان عبدالله يقطن قريباً من شخصية مهمة لها وزنها في المجتمع البحريني ويحبها الجميع «كريم جداً لحد يعجز الوصف.. بمناسبة أو بدون يرسل لنا الخدم محملين بالهدايا ولذيذ الطعام والشراب.. في شهر رمضان والأعياد والمناسبات الدينية حدث ولا حرج».
ويرى سلمان في شخص جاره المسؤول «متواضع جداً، عكس ما يعتقده الناس، أهدانا ذبيحة كاملة عندما رزق بحفيده الأول، وعند زواج ابنتي زارتنا زوجته بعالي مقامها، وأهدتنا طقماً من الذهب الخالص».

أنت وجارك بأمان
«ف . م» تجاور فناناً بحرينياً صاعداً، وتحب أن تناكد زميلاتها على هذه الجيرة «صديقاتي يسألنني دوماً عن أخباره، ما جديده كيف يلبس ويتصرف ويعامل الآخرين وما يحب من الطعام والشراب وأسئلة أخرى كثيرة لا تنتهي».
صديقات «ف . م» يطلب منها توقيع «المطرب الشاب» باستمرار «بالمقابل أخجل حتى إني أتجاذب معه أطراف الحديث»، وفي أحد المواقف المحرجة تقول «كانت صديقاتي في زيارتي بالمنزل.. ولدى خروجنا التقينا الفنان خارجاً من منزله، فغنت إحدى الصديقات أغنية مشهورة للفنان وبصوت مرتفع فنظر إلينا باسماً، أحرجني الموقف ووبخت صديقتي على فعلتها».
منزل إبراهيم حمد يلاصق تقريباً منزل أحد النواب «السكن بالقرب منه نوع من التهديد، هو يتعرض لكثير من الاعتداءات من قبل المخربين، والجيران المحيطين به ينالهم نصيباً».
شعر أبو يوسف بالأمان ما أن استقر به المقام قرب جاره الجديد المسؤول رفيع المستوى «المحيطين بنا أغلبهم ضباط ذوي شأن ومراتب عليا، لم نشعر خلال الأزمة بأي خوف أو رهبة فالمنطقة آمنة ولا يعكر صفوها أحد».
أم محمد تسكن قريباً من منزل أحد الوزراء تقول «لم يكن جاري وزيراً عندما سكنا المنطقة، ولكنه الآن وزير ورجال الأمن يحيطون منزله، وسعدنا بمنصبه الجديد كثيراً فهو شخصية محنكة تستحق التقدير والإشادة، ولديه خبرات واسعة في مجال عمله».
وتشعر أم محمد بالفخر لأنها جارة أحد الوزراء «دائماً أقول لأبنائي أن يتخذوه قدوة، لأنه بخبرته الواسعة استطاع أن يصبح ما هو عليه اليوم، ولكل مجتهد نصيب».