شدد رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي السديري على ضرورة وجود أجهزة إعلامية قوية قادرة على مواجهة التحديات التي تمر بها منطقة الخليج العربي، مثل تمرير الأفكار غير المنطقية ومحاولات التشكيك بين نوايا المواطن الخليجي وأوساط مجتمعه، بالإشارة إلى عدم جدية تلك المجتمعات في بناء مستقبلها.
وقال السديري إن على الصحافيين الخليجيين مسؤولية كبيرة في الحفاظ على استقرار المجتمعات الخليجية وحمايتها ممن يريدون العبث والأخلال بأمنها، مؤكداً أن هناك دولاً لا تريد للخليجيين الاستمرار في مسيرتهم التنموية. وشدد على أن حرية الاعلام لا تعني العبث بمقدرات المجتمع وأمنه والتحريض على الفوضى، بل تعني عقلانية استخدام الكلمة في تنمية المجتمع وتسخير الطاقات والإمكانات الإعلامية لخدمة المواطنين الخليجيين.
ولفت إلى أن المنطقة الخليجية هي المنطقة الوحيدة المستقرة في العالم العربي ومتجهة فعلياً نحو التطوير، مشدداً على ضرورة استمرار الاجتماعات بين رؤساء تحرير الصحف الخليجية، وإيجاد نوع من التفاهم داخل أجهزة الإعلام الخليجية لتكوين نموذج قادر على مجابهة التحديات. وقال السديري «من منطلق العمل الإعلامي فإنه يجب على المواطن والإعلامي الخليجي إدراك الوضع القائم عربياً أولاً والخليجي ثانياً، وذلك لكون منطقة الخليج مستهدفة، ووجود بعض الخلافات بين الدول العربية وبعضها البعض. كما إن الانفتاح الذي شهدته منطقة الخليج في شتى المجالات الاقتصادية والتنموية والسياسية وموضوعية العلاقات مع العالم، والاتجاه نحو التطور بات يحتم على الإعلام الخليجي الحاجة إلى تطوير دائم لمواكبة الأحداث، كما إن الدول الخليجية من خلال المستوى العلمي الجيد والتطور الملحوظ تتجه في الطريق السليم بما يميزها عن كل أبعاد العالم العربي». وأضاف أن نشر الأخبار من شأنها إيجاد الخلافات داخل البيت الخليجي وبين دول المنطقة، مؤكداً أن ذلك لا يقع ضمن خط حرية الإعلام، إذ أنه ليس من المنطق أن يطلق على هذه الأفكار التي توجد الخراب، مسمى حرية الإعلام، لافتاً إلى أهمية دور اتحاد الصحافة الخليجية الذي جاء تتويجاً لجهود طويلة تمت في سنوات سابقة، لا يمكن نسيان فضل أصحابها المنتمين للجسم الصحفي الخليجي أو الداعمين له مادياً ومعنوياً وعلى رأسهم قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وبين السديري أن الاتحاد يجسد الإصرار الذي تعلمه العاملون في الصحافة من مؤسسين ورواد، أعطوا الأمثلة على تجسيد الأحلام وترجمتها إلى واقع ملموس، والاتحاد هو نتاج جهود كثيرة من العاملين في هذا المجال، إذ أن البعض كان له دور مباشر في التأسيس وتنميته. وأشار إلى أن الدول العربية تمتلك قدرات تمكنها من النهوض بمستوى العالم، لكن ينقصها الوعي الذي يعد غائباً في كثير من المواقع الهامة، إلى جانب عدم امتلاك موضوعية الإعلام الحقيقي القادر على صيانة هذه الدول.