عواصم - (وكالات): دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الحكومة اللبنانية إلى منع حزب الله حليف دمشق من تنفيذ عمليات داخل سوريا، مطالباً مقاتلي المعارضة السورية بـ «ضبط النفس» وعدم استهداف مناطق لبنانية. في غضون ذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس عفواً يشمل عدداً من الجرائم تستثني تلك المتعلقة بتنفيذ الأعمال الإرهابية، ويمنع العقوبة عن العسكريين الفارين وحاملي السلاح في حال تسليم أنفسهم وسلاحهم خلال مهلة محددة. ويأتي ذلك بمناسبة عيد الجلاء «جلاء آخر جندي فرنسي عن سوريا في 1946»، وعشية إطلالة إعلامية جديدة للرئيس السوري عبر قناة «الإخبارية» السورية للحديث عن آخر تطورات الأزمة المستمرة في بلاده منذ أكثر من سنتين.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن رئيس الوزراء وائل الحلقي قوله خلال جلسة لمجلس الوزراء أن المرسوم «يؤدي إلى إطلاق سراح نحو 7 آلاف مواطن ممن ارتكبوا جنايات مختلفة». وقال وزير العدل نجم حمد الأحمد أن المرسوم لم يستثن من أحكامه إلا عدداً محدوداً للغاية من الجرائم وخاصة جرائم الخيانة والتجسس والجرائم الإرهابية». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن هذا العفو «ليس الأول، ولن يؤدي إلى الإفراج عن عشرات الآلاف من المعتقلين»، مجدداً الدعوة إلى «إطلاق معتقلي الرأي والضمير وآلاف الثوار المعتقلين» في السجون السورية.
في الوقت ذاته، صرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لصحيفة «الغارديان» البريطانية «إنه لن يعود هناك سوريا إذا استقال الأسد».
وفي تداعيات النزاع على لبنان المجاور، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض الحكومة اللبنانية إلى منع حزب الله، حليف دمشق، من تنفيذ عمليات داخل سوريا. ويأتي هذا الموقف بعد قصف مقاتلين معارضين في منطقة القصير وسط سوريا معاقل للحزب الشيعي في منطقة الهرمل شرق لبنان، ما أدى إلى مقتل شخصين. وقال مقاتلون إن الخطوة أتت رداً على قتال الحزب إلى جانب النظام وقصفه مواقع المعارضين.
وحض الائتلاف الحكومة اللبنانية على «ضبط حدودها والإيقاف العاجل» لكل العمليات «المنسوبة لحزب الله» في سوريا. كما دعا الجيش اللبناني إلى «ضبط النفس والتزام الحكمة في التصرف»، و»كتائب الجيش الحر في ريف حمص الغربي إلى ضبط النفس واحترام الحدود السيادية للبنان».
وأعلن لبنان أنه سيطلب اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الدولي من أجل البحث في مشكلة اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم في أراضيه 400 ألف شخص. ودفع النزاع السوري بأكثر من مليون شخص إلى الدول المجاورة ونزوح نحو 4 ملايين داخل البلاد، وهي أرقام في تصاعد دائم مع استمرار الوتيرة التصعيدية لأعمال العنف.
ميدانياً، انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الفحامة وسط دمشق أسفرت عن وقوع جرحى، بينما تشهد مناطق واسعة شمال سوريا اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 49 شخصاً، وفقاً للمرصد.
من جهتها، أوقفت الشرطة التركية 10 أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة القاعدة وتجنيد وتدريب وتسليح أفراد للقتال في صفوف معارضي الأسد.