كتب - حسين التتان:
تعشق مرام ركوب الخيل، ولا يكاد يمر يوم إلا وتذهب إلى إسطبل عمها لممارسة هوايتها المفضلة، فيما وطدت رؤى عزمها على الالتحاق بمدرسة لتعليم ركوب الخيل قريباً.
وترفض أسرة زينب علي ممارسة ابنتهم لهذه الرياضة «باعتبارها رياضة رجالية بامتياز»، وتستغرب عنود من نظرة البعض للفتيات الممارسات لرياضة ركوب الخيل، وتجد وصفهن بالمتمردات غير الملتزمات مجافياً للواقع.
الفارسة تقتحم
لا تخفي مرام عشقها للفروسية ومتابعة كل ما يتصل بشؤونها، وفي كل إجازة تتابع سباقات القدرة، وتهتم أيضاً بركوب الخيل بشكل شبه يومي، لأن عمها يملك إسطبلاً يضم كل أنواع الجياد العربية والأجنبية.
فيما تهوى رؤى رياضة ركوب الخيل، ووطدت عزمها على الالتحاق بمدرسة لتعليم الفروسية «في كل إجازة أسبوعية أو صيفية، أذهب برفقة والداي لممارسة هواية ركوب الخيل في إحدى الإسطبلات المملوكة لأصدقاء الوالد، هناك أجد متعتي الكاملة بركوب الجياد، وعما قريب ألتحق بمدرسة تعليم رياضة الخيل في منطقة البديع».
وتقول رؤى إن هناك الكثير من الفتيات يتدربن على هذه الرياضة «هن في العدد يفقن أعداد الذكور، وهذا يعني أن رياضة ركوب الخيل لم تعد حكراً على الرجال».
وتبدي زينب علي ولعها الشديد بالفروسية، لكن ما يقف حائلاً دون هوايتها المفضلة طبيعة بيئتها المحافظة «هم يرون أن ركوب الخيل رياضة رجالية بامتياز»، وهي اليوم تحاول أن تقنع أهلها أنها الفروسية باتت رياضة يتشاركها الرجال والنساء.
وتجد زينب مبرراً لرفض بعض الأسر على ممارسة بناتهم هذه الرياضة «مازالت هناك بعض السلوكيات غير المنضبطة في بعض الإسطبلات، ومخافة أن يستغل بعض أصحابها حاجة الفتيات، فيلجأن لسلوكيات مشبوهة، ومن هنا يكون خوف الأهل مشروعاً» وتستدرك «ولكن هناك مدارس خاصة لتدريب الفتيات على ركوب الخيل، يمكن للفتيات ممارسة الهواية بأمان».
الرياضة المشتركة
نور محمد تذهب في كل إجازة برفقة صديقاتها لاستئجار الخيول، وممارسة هوايتهن المفضلة في العدو على ظهور الجياد، ولا تكتفي نور وصديقاتها بركوب الخيل داخل الإسطبل، بل يأخذن جولة في الشوارع والطرقات برفقة أحد المدربين.
ساجدة أحمد تحب رياضة قفز الحواجز، وهي ستلتحق قريباً بإحدى المدارس المخصصة لللتدريب على امتطاء الجياد وقفز الحواجز «أعشق الخيل، وعما قريب أتدرب على قفز الحواجز، وفي حال أجدت الرياضة، وعدني الوالد بشراء فرس يخصني».
وعن أسباب موافقة أهلها على أن تمارس هوايتها بأريحية تقول ساجدة «والدي أيضاً يحب الخيل وكذلك والدتي، وهما لا يريان بأساً فيها، لأن كل ما يحدث يقع تحت ناظريهما، وهما لا يريان عيباً في أن تمارس الفتاة هواية ركوب الخيل».
وتستغرب عنود نظرة البعض غير الصائبة للفتيات حين يمارسن ركوب الجياد، وترفض وصفها بالفتاة المتمردة وغير الملتزمة «الوضع اليوم تغير كثيراً، حتى أصبحت رياضة الخيل بكل أنواعها من قفز وسباق قدرة وسباق خيل سريع، تمارسه كل فتيات العالم، بل إن الفتاة البحرينية قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، بينما نجد البعض مازال ينظر للموضوع بعين الريبة».
تقول عنود «رغم معارضة بعض الأسر لممارسة الفتاة هذه الهواية، إلا أن النظرة السلبية تجاهها بدأت تتلاشى وتضمحل، وبعد أعوام قليلة نجد كل الفتيات يركبن الخيل في شوارع البحرين دون مشكلة».