كتب - حذيفة إبراهيم:
ناقض مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان نفسه، من خلال تصريح له أمس، زعم فيه عدم تدخل بلاده في الشأن البحريني الداخلي، قبل أن يعود إلى التدخل بشؤون المملكة، في التصريح ذاته، عبر الدعوة إلى ما أسماه «ردود فعل أكثر» حيال ادعاءات أن «الحكومة البحرينية تستخدم الغازات السامة القاتلة وتستهدف الشعب البحريني بالرصاص». ولم يكد عبداللهيان من إنهاء الجزء الأول من تصريحه الذي تناقلته وكالات أنباء عالمية، والمتعلق بأن «اتهامات البحرين لإيران لا أساس لها من الصحة» محذراً من «مواصلة المنامة توجيه الاتهامات التي لا أساس لها ضد طهران»، حتى عاد إلى التدخل السافر حين قال إن «حكّام البحرين يعلمون جيداً أنه لو أرادت الجمهورية الإسلامية الإيرانية التدخل ولو بشكل طفيف في هذا البلد لكان الوضع بشكل آخر»، معتبراً أن «الحل في هذا البلد سوريا يمكن فقط تحقيقه عبر السبل السياسية والحوار المؤثر والوطني الشامل والاهتمام بمطالب الشعب المشروعة». وجدد عبد اللهيان مزاعم بلاده حول «استخدام الغازات السامة القاتلة واستهداف أبناء الشعب البحريني من خلال إطلاق الرصاص بشكل مباشر»، داعياً المجتمع الدولي إلى ما أسماه «إبداء ردود فعل أثر من الماضي».
من جانبه استنكر النائب أحمد الملا تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين عبداللهيان ضد البحرين والتي حذر فيها المملكة من مواصلة اتهام طهران بالتدخل في شؤون البحرين، مطالباً وزارة الخارجية والجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال تلك التصريحات المتكررة من قبل المسؤول الإيراني وغيره من المسؤولين هناك، وأن البحرينيين لا يقبلون بتلك التجاوزات.
وأضاف أحمد الملا، في تصريح لـ»الوطن»، أن السياسة الخارجية الإيرانية مع جميع الدول العربية قائمة على التدخل في شؤون تلك البلدان سواء من خلال الاستثمارات أو الخلايا النائمة التي دربت على أيادي حزب الله والنظام السوري في معسكرات تدريب خاصة بهم.
وأوضح أن القنوات الإعلامية الإيرانية تواصل حملتها ضد البحرين ليل نهار دون توقف، إضافة إلى باقي دول مجلس التعاون، فضلاً عن ممارستها للتحريض والتضليل لما يحصل على أرض الواقع وقلب للحقائق.
وبيّن الملا أن التصريح يناقض نفسه، حيث يتحدث تارة عن عدم تدخل إيراني في الشأن البحريني، ليعاود بعدها الفبركة بوجود مئات القتلى والجرحى نتيجة لإطلاق الرصاص الحي على الشعب، وهو الأمر الذي لم يحدث في المملكة إطلاقاً وبإقرار من لجنة تقصي الحقائق الدولية.
وتابع: «يبدو أن المسؤول الإيراني يتحدث عن بلاده التي تشهد إعدامات بالجملة دون محاكمات، والقتل في الشوارع وقمع حرية الرأي، فالبحرين لا تتعامل بتلك السياسة القمعية رغم ما تشهده من أعمال إرهابية يومية من قبل جماعات مولتها ودربتها إيران».
وأكد أن الخلايا التي تم إلقاء القبض عليها مرات عديدة والتي تم تدريبها في معسكرات خاصة في إيران وسوريا والعراق ولبنان هي ليست أكذوبة، إضافة إلى التمويل والدعم اللوجستي والإعلامي. وقال الملا إن أحد الضباط المنشقين من جيش الأسد أكد وجود معسكرات تدريب خاصة لعناصر بحرينية وخليجية تشرف عليها قوات خاصة من جيش الأسد بتمويل من الحرس الثوري الإيراني.
واختتم الملا بأن البحرين لا تتدخل في شؤون أي دولة عربية أو جارة أو حتى أجنبية، وهو النهج الذي اتبعته منذ تأسيسها، مؤكداً أن على باقي الدول احترام سيادة المملكة والتعامل معها بالمثل.