أثار الزلزال الكبير الذي ضرب الأراضي الإيرانية، أمس الأول، المخاوف في المنطقة من حدوث كارثة إنسانية وبيئية في حال تعرض مفاعل «بوشهر» النووي أو أي من المواقع النووية الأخرى، لأضرار قد تؤدي إلى تسريبات إشعاعية، وفقاً لقناة «العربية».
وبعد زلزال أمس الأول الذي بلغت قوته 7.7 على مقياس ريختر والذي تسبب بانهيار مئات المباني والزلزال الذي سبقه الأسبوع الماضي «6.2 درجة على مقياس ريختر»، أعلنت السلطات الإيرانية عن خسائر محدودة جداً على الصعيدين المادي والبشري. كما لم يتحدث أي مسؤول إيراني عن المنشآت النووية، وما إذا كانت قد تعرضت لأية أضرار أو لا. وشكك الخبير في الشأن الإيراني ومدير مركز الدراسات الإيرانية العربية في لندن، الدكتور علي نوري زادة، في حجم الخسائر التي أعلنتها الحكومة الإيرانية من جراء الزلزالين، كاشفاً «أنها قد تكون أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه».
واتفق زادة مع التخوفات التي تسود منطقة الخليج حالياً من حدوث تسرب نووي أو كارثة بيئية تؤثر على المنطقة بأكملها. وقال: «إننا لا نثق بقدرات مفاعل بوشهر»، مشيراً إلى أن «العديد من المنشآت والمواقع النووية ممكن أن تكون قد تعرضت لأضرار بعد الزلزال بما في ذلك تلك التي يتم فيها تخصيب اليورانيوم». وشرح زادة أن مفاعل بوشهر كان في السابق بالغ التحصين، وخضع لدراسة قبل سنوات طويلة تؤكد أنه قوي، إلا أن السلطات الإيرانية انتقلت في السنوات الأخيرة للاعتماد على التقنيات الروسية المتخلفة، بما يثير المخاوف حالياً من حدوث تسرب إشعاعي أو حدوث كارثة بيئية بشكل أو بآخر.
وأكد الخبير أن إيران ذات طبيعة تشهد الكثير من الكوارث والمشاكل البيئية وهو ما يجعل من برنامجها النووي تهديداً للبشر وللبيئة.
وأدى الزلزال القوي الذي ضرب جنوب شرق إيران أمس الأول إلى مقتل شخص واحد وإصابات طفيفة على الأراضي الإيرانية بحسب الحصيلة الأخيرة التي نشرتها السلطات المحلية بعد أن أدى إلى مقتل العشرات في باكستان. وقدر المركز الإيراني للزلازل قوة الزلزال بـ7.7 درجات، مؤكداً «أنه أقوى زلزال في البلاد منذ 1957». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية ايرنا عن والي سروان محمد شريف خالقي قوله إن «عدد الجرحى بلغ حتى الآن 27 فقط». وقال مسؤول محلي في وزارة الصحة لوكالة أنباء فارس إن أكثر من 20 قرية أصيبت بأضرار كبيرة.
وأرسل 20 فريق إسعاف إلى مكان وقوع الزلزال لتقييم الأضرار، كما قال رئيس الهلال الأحمر الإيراني محمد مظفر في تصريح صحافي.
وفي باكستان، عمد الناجون من أعنف زلزال يضرب الأراضي الإيرانية خلال نصف قرن، والذي أسفر عن 41 قتيلاً، معظمهم في باكستان المجاور، إلى التفتيش عن أغراضهم وذويهم بين أنقاض منازلهم، فيما بدأت طلائع المساعدات بالوصول.
وطلب رئيس الوزراء الباكستاني بالنيابة هزار خان خوسو من السلطات في بلوشستان «مساعدة الأشخاص الذين تضرروا جراء هذه الكارثة» و»نقلهم» بالتالي إلى أماكن أخرى.
وانتشر الأنصار العسكريون في مدينة مشخيل الصغيرة المحزونة التي تبعد فقط 3 كلم عن الحدود الإيرانية. وتأخر وصول أولى المساعدات إلى المدينة الواقعة في منطقة معزولة والمحرومة من طريق معبدة ومن التيار الكهربائي، والتي يستخدم سكانها بنى تحتية ضعيفة.
وعرضت الولايات المتحدة مساعداتها على باكستان وإيران، رغم علاقاتها المتوترة مع طهران المشبوهة بالسعي إلى حيازة القنبلة النووية. وقال مسؤول في أجهزة الصحة الإيرانية إن أكثر من 20 قرية أصيبت بـ»أضرار فادحة» على الأرجح جراء الهزة الأرضية التي يبعد مركزها 80 كلم عن مدينة كاش عاصمة ولاية سستان بلوشستان.
«فرانس برس - العربية نت»