كتب ـ حسين التتان:
شعر أحدهم برهبة وخوف شديدين للمرة الأولى في حياته، كان في الطابق 15 بإحدى مباني ضاحية السيف، عندما اهتزت البناية تحت أقدامه وارتجت، وشعر لوهلة أنها ستنهار على رؤوس ساكنيها بأية لحظة.
يقول المواطن «شعرت بخوف شديد جداً، أحسست بشعور متعاظم من الخوف لم أشعر به قبلاً، نحن نسمع بالزلازل لكننا لم نعش أجواءها ولم نشاهد آثارها المدمرة عياناً، هذه المرة أحسسنا بقربها وبحركاتها».
الخوف فطري
أم محمود كانت في السيف عندما ضربت الهزة، لكنها لم تشعر بها «بعد أن شاهدت الناس وهم يترقبون في الشوارع، بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي، وأخذت الوساوس تجتاحني بقوة، ولولا وجود الكثير من الناس في الشوارع لبكيت من شدة الهلع».
ويرى الشاب يحيى محمد أن الهزة كانت خفيفة وشعر بها وانتابه فزع كبير «كنت أمام موقف من الفزع الفطري لا يمكن الإفلات منه، لكن سرعان ما اختفى هذا الإحساس بعد ساعات».
شعر يحيى بخوف مع الشعور الأول للهزة «لكن بدأ هذا الشعور يتلاشى من قلبي بعد ساعات، وهذا ليس شعوري فقط، بل شعور غالبية من التقيتهم».
سمر جواد لم تكن في منطقة السيف ولا في أية منطقة شعر فيها البحرينيون بالهزة الأرضية، لكنها «ماتت من الخوف» لمجرد أنهـــا عرفـــت أن ارتـــدادات الهزة وصلت البحرين، كما تؤكد أن الإناث أكثر خوفاً من الذكور في مثل هذه المواقف، لطبيعـة تركيبتها العاطفية.
ويختلف صادق علي فيما ذهبت إليه سمر، ويرى أن الخوف من الكوارث الطبيعية لا يفرق بين ذكر وأنثى «ربما نجد بعض الإناث أكثر رباطة جأش من الذكور أحياناً.. الخوف حالة إنسانية ولا تخص جنساً دون آخر».
يقول صادق «لم أشعر بالهزة على الإطلاق، ولذا فإن الشعور بالخوف لم يكن حاضراً لدي، ولو شعرت بالهزة أو حتى بارتداداتها لربما كان الأمر مختلفاً بعض الشيء».
الكوارث لا تفرق
أبو رضا كان في المنطقة الدبلوماسية وقت شعور بعضهم بالهزة الأرضية، لكنه لم يشعر بها مطلقاً، ويصف المشهد «كان الناس يخفون خوفهم من الزلزال، لكن علامات القلق كانت بادية على محياهم بوضوح، فمن ينكر هذا الشعور الفطري لدى الإنسان عند الكوارث الطبيعية فهو غير سوي على الإطلاق، بل إني لا أشعر أن إبداء حالة الخوف من الظواهر المرعبة، تتنافى مع سلوك الإنسان وفضائله».
رباب جاسم كانت تترقب بخوف ما قد يخلفه زلزال إيران، لكنه وبحسب تعبيرها «عدا على خير»، ومع ذلك فهي لم تنف خوفها الشديد ولحد هذه اللحظة من الزلزال، وتشير إلى أن ما تشاهده من برامج علمية حول الزلازل، يؤكد حالة الذعر التي يمكن أن تصيب الإنسان بسبب علمه بمدى الأضرار الحقيقية للزلازل، مؤكدة أن غالبية البحرينيين شعروا بخوف طبيعي من الزلزال وإن بدرجات متفاوته.
فاطمة المطوع شابة بحرينية تعمل في إحدى شركات التأمين بمنطقة السيف «شعرنا بمجموعة من الارتدادات جراء الزلزال، وبعضنا سجل وفي غضون دقيقة واحدة أكثر من 14 هزة في المبنى، وشعر بعضنا بدوار غير مسبوق، كانت الأدوات المكتبية تتحرك فوق سطح المكاتب، حتى طلب منا النزول إلى خارج المبنى».