تقرير - عبدالله إلهامي:
فشلت الجماعات الإرهابية التي تجعل من العنف سبيلاً لها لتحقيق غاياتها في جر البحرين إلى مستنقعات لا أول لها ولا آخر، إذ تتعمد في كل مناسبة أو فعالية تحتضنها المملكة أن تثير القلاقل وتبث الفزع في قلوب المواطنين والمقيمين إضافة إلى السيّاح والوافدين، كما إنه لشدة حقدها على تميّز البحرين فإنها تسعى لتشويه صورتها حتى في المحافل الدولية بإلقاء التهم جزافاً وتلفيق القضايا الكاذبة للنظام والقيادة.
وعلى صعيد أعمال التخريب التي تقتات منها جماعات الوفاق الراديكالية المدربة من قبل حزب الله والمدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني، فإنها لم تألو جهداً في استنزاف الجهود التي تدخرها المملكة لتأمين سباقات الفورمولا!، ذلك الحدث التاريخي المترقب من قبل أقطار العالم، إذ لا يلبثون أن يسدوا الطرقات ويحرقوا الإطارات، في أساليب اعتيادية تململ منها الوطن والمواطن، إلا أنها تطورت في الآونة الأخيرة لتصل إلى تفجير سيارات في الطرقات العامة مثلما حدث قبل أيام قليلة في وسط المنامة.
ومما يثير رعب تلك الجماعات ويضعها في مواقف سيئة أمام أتباعها فإنها تنفق الآلاف من الدنانير على حرق الإطارات وضرب الاقتصاد البحريني، بدلاً من توجيه تلك الأموال لدعم المشاريع التنموية التي يزعمون أنهم ينتفضون من أجل تحقيقها وتحقيق نهضة المملكة، إلا أنهم يرسمون شعارات التهديد في قلوب المواطنين من أرباب العمل والموظفين بعمل نقاط تفتيش على أبواب القرى لتنفيذ الإضراب الإجباري بالقوة، ومنع المواطنين من الذهاب لأعمالهم والأطفال من الذهاب إلى مدارسهم، ظناً منهم أن المملكة ستقف عاجزة عن الحراك رضوخاً لتفاهة عقولهم.
ويبدو أن سلسلة الفعاليات والمؤتمرات العالمية الكبرى المحتضنة من قبل المملكة، بمشاركة شخصيات دولية مرموقة تبث الخوف في قلوبهم من أن تزداد النظرة السوداوية للعالم ولأتباعهم تجاههم، الذين يأسوا من فشلهم الذريع في تعجيز الوطن عن الدفع بعجلة التنمية والإصلاح، فلم يستطيعوا النيل ولو بشعرة من سباق البحرين الدولي للفورمولا1 الذي أكد نجاحه مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم لسباقات الفورمولا إيكليستون بقوله «لا سبب يحول دون نجاح استضافة البحرين لسباق الفورمولا1».
وحول إثارة الفتنة وتعمد لفت الأنظار أكد النائب أحمد الملا أنه متوقع ذلك من الجماعات الإرهابية التي دأبت على تشويه صورة المملكة منذ افتعالها فتنة البحرين عام 2011، وذلك بضرب الفعاليات المستضيفة من قبل المملكة، مؤملاً من السلطات وبالأخص وزارة الداخلية أن تكون لهم بالمرصاد وتكثف من تواجد رجال الشرطة في الشارع، مثلما قضت نيويورك على الجريمة بزيادة أعداد أفراد الشرطة، فهبطت نسبة الجريمة التي كانت الأكبر في الولايات المتحدة.
ولا ريب في أن كل ما يُدعى من قبل أتباع الولي الفقيه وجماعات «الوفاق» من مناداة بالديمقراطية والسلمية والمطالب العادلة غطاء للأسباب الحقيقية وراء الأزمة التي عانت منها المملكة، إذ أوضح الملا أنهم لا يسيرون إلا بناءً على تحريض من داخل البحرين وخارجها وفق إملاءات حزب الله وإيران وغيرها، وكافة الادعاءات الأخرى ما هي إلا كذب وتلفيق، مستغرباً من تسمية الإعلام لهم بالجمعيات المعارضة، في حين أنهم يتهربون حتى من إدانة الإرهاب، الذي تحاربه معارضة الدول المتقدمة حفاظاً منها على منجزات ومكتسبات أوطانها.