عواصم - (وكالات): تجهد أجهزة الإسعاف في تكساس للعثور على ناجين محتملين بعد الانفجار القوي الذي شهده مصنع للأسمدة قرب مدينة واكو وتسبب بسقوط 15 قتيلاً و160 جريحاً. والانفجار الذي وقع صباح أمس في المجمع في مدينة وست قرب واكو كان عنيفاً إلى درجة أن عصفه دمر العديد من المنازل الواقعة في محيطه وكان أشبه بهزة أرضية قوتها 2.1 درجة وشعر به السكان حتى مسافة 80 كلم، وفق المركز الأمريكي للجيوفيزياء. والانفجار الذي نتج من حريق لاتزال أسبابه مجهولة، أحدث كرة نار بلغ شعاعها 30 متراً وقال عنه تومي موسكا رئيس بلدية مدينة وست إن «الأمر كان كما لو أن قنبلة نووية انفجرت». وقال المتحدث باسم الشرطة المحلية السرجنت باتريك سوانتون إن السلطات لا تستبعد أية فرضية.
وأعلن الرئيس باراك أوباما أنه يصلي «من أجل سكان وست المدينة الغالية على قلوب كثيرين من سكان تكساس».
و75% من سكان وست يتحدرون من أصول تشيكية وسيتوجه سفير جمهورية تشيكيا في واشنطن بيتر غاندالوفيتش إلى المدينة وفق ما أفادت الخارجية التشيكية في براغ.
وأسفر الانفجار عن تدمير 80 منزلاً ومبنى ومأوى للعجزة.
وتبدي أجهزة الإغاثة قلقها من نوعية الهواء بسبب السنة اللهب التي قد تحوي سموماً. وأوضح سوانتون أنه قد يتم تنفيذ عمليات إجلاء بحسب سرعة الرياح واتجاهها.
ويأتي انفجار المصنع بعد التفجيرين الذين هزا الإثنين الماضي مدينة بوسطن وأسفرا عن 3 قتلى و180 جريحاً.
في غضون ذلك، يسعى المحققون المكلفون بالتحقيق في تفجيري بوسطن إلى تحديد هوية رجلين شوهدا وهما يتحدثان بالقرب من خط نهاية ماراثون المدينة التي وصل إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتكريم الضحايا. ورافق أوباما زوجته ميشيل للمشاركة في قداس في كاتدرائية الصليب المقدس لتكريم القتلى والجرحى.
وحضر التكريم أيضاً المرشح السابق للانتخابات الرئاسية ميت رومني، وهو الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس بين العامين 2003 و2007. من جهته، قال الرئيس الأمريكي في بوسطن متوعداً منفذي التفجيرين «نعم سنعثر عليكم، ونعم ستواجهون العدالة»، مضيفاً «إذا كانوا يريدون ترويعنا وإرهابنا وزعزعة القيم التي تجعلنا ما نحن عليه كأمريكيين، يجب أن نكون واضحين جداً: لقد أخطأوا في اختيار المدينة».
في الوقت ذاته، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» 3 صور للرجلين أرسلت إلى قوات الأمن عبر الإنترنت من أجل التحقق من هويتهما.
وذكرت الصحيفة أنه «لا يوجد دليل مباشر بينهما وبين التفجيرين إلا أن السلطات تريد معرفة هويتهما». وصرح مصدر قضائي أن لدى المحققين صوراً «لشخص نعتقد أنه مشتبه به» مضيفاً «نسعى إلى معرفة هويته. هذا الشخص ليس قيد الاحتجاز ولم نتعرف عليه بوضوح». وبعدها أشارت الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية إلى وجود مشتبه فيه ثان. وبعد يومين على أخطر اعتداء تشهده الولايات المتحدة منذ اعتداءات 11 سبتمبر، لا يملك المحققون دافعاً ولا إعلان تبن، ولا أي ترجيح بين احتمالي الإرهاب الدولي أو المحلي.
غير أنه بات لديهم تصور أوضح لتركيبة العبوتين اليدويتي الصنع اللتين انفجرتا حيث كان عشرات الآلاف متجمعين على طول مسار الماراثون. ونشر آلاف بي اي 12 صورة لعناصر عثر عليها في الموقع، بينها أجزاء ممزقة من حقيبة سوداء وأجزاء من إناء ضغط استخدم في العبوة، إضافة إلى مسامير وكريات معدنية أضيفت إلى العبوة لزيادة مفعولها، وقسم من دائرة كهربائية. وانفجرت العبوتان بفارق 12 ثانية وعلى مسافة 100 متر تقريباً الواحدة من الأخرى قرب خط وصول ماراثون المدينة الشهير الذي شارك فيه هذه السنة 23 ألف شخص. وتمكن أكثر من 100 جريح من أصل 180 من مغادرة المستشفى.
غير أن هناك 10 جرحى خضعوا لعمليات بتر بعضهم بترت ساقاه الاثنتان بسبب عمق الجروح الناتجة عن المسامير والأجزاء المعدنية والكريات الفولاذية المستخدمة في صنع القنبلتين. وفي وقت لم تخرج البلاد بعد من وقع صدمة تفجيري بوسطن أعلنت وزارة العدل اعتقال رجل يدعى بول كيفين كورتيس يشتبه في أنه أرسل 3 رسائل تحتوي على سم الريسين إحداها موجهة إلى أوباما.
وقد عمدت الأمم المتحدة إلى تزعيز الإجراءات الأمنية في مقرها الرئيس ومكاتبها في أمريكا والعالم، بعد التفجيرين.