عواصم - (وكالات): اعتبرت المعارضة السورية أمس إن الحديث المتلفز للرئيس بشار الأسد أمس يعكس «انعزاله عن الواقع واتباعه نهج الطواغيت»، بعد إعلانه «غلق الحوار مع المعارضة»، بينما رفض الأردن «التدخل العسكري في الأزمة السورية» غداة تحذير الأسد من أن يطال «حريق» بلاده المملكة المجاورة.
في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحذر من دعوات تسليح مقاتلي المعارضة السورية الذين يواجهون القوات النظامية على الأرض، في يوم شددت الأخيرة الضغط عليهم بسيطرتها على قرية بين مدينتي القصير وحمص وسط البلاد.
وغداة قول الأسد لقناة «الإخبارية» السورية إن بقاءه أو رحيله مرتبط بما «يقرره الشعب» السوري وتشكيكه بـ «وطنية» المعارضة، اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن هذه التصريحات «مشهد يكشف انعزال الأسد المطبق عن الواقع وعماه عن الفساد والخراب والدماء التي أوغل فيها».
ورأى الائتلاف أن «ادعاء السيطرة وإنكار الآخر والغياب عن الواقع واقتراح حلول لا علاقة لها بالأزمات التي يدعي حلها» لدى الأسد يماثل «نهج من سبقه من الطواغيت». وأقفل الأسد عملياً أي باب حوار مع المعارضة، سائلاً «كيف يكون الشخص وطنياً إذا كان هناك من يدفع له؟»، معتبراً أن كل معارضة في الخارج «لا يمكن أن تكون وطنية»، وأن حجمها تحدده «الانتخابات».
ورد الائتلاف بتأكيد أنه «الهيئة الممثلة لكل السوريين، والمنبثقة عن ثورتهم وتضحياتهم وإرادتهم»، وأنه لا يستمد «وجوده وشرعيته إلا من هذه الثورة».
وحذر الأسد الأردن من «أن الحريق لن يتوقف عند حدودنا. والكل يعلم أن الأردن معرض كما هي سوريا معرضة».
وسارعت عمان إلى تأكيد موقفها «الثابت» رفضاً لأي تدخل عسكري في سوريا، وذلك غداة إعلان الولايات المتحدة إرسال 200 جندي إلى الأراضي الأردنية.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إن «موقف المملكة مما يجري في سوريا لم يتغير وهو ثابت ضد أي تدخل عسكري ويدعو لحل سياسي شامل يوقف دوامة العنف والدم هناك».
وكان المسؤول الأردني يعقب على إعلان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل تعزيز وجود بلاده العسكري في الأردن لتدريب الجيش الأردني واحتمال التدخل لضمان أمن مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا.
ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين «من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام السوري وحزب الله اللبناني حليف دمشق وجنود من القوات النظامية» سيطروا على بلدة ابل جنوب مدينة حمص، والقريبة من الطريق الدولي دمشق - حمص - حلب.
وتحاول القوات النظامية في الأيام الماضية عزل المقاتلين المعارضين بين مدينتي حمص والقصير القريبة من الحدود اللبنانية. وتدور في المنطقة اشتباكات عنيفة يشارك فيها بحسب المرصد مقاتلون موالون لحزب الله اللبناني، بهدف عزل مقاتلي المعارضة في هذه النقطة الأساسية لربط دمشق بالساحل.
وقبل ساعات من هذا التقدم، كان مقاتلو المعارضة قد سيطروا على مطار الضبعة العسكري في ريف القصير إثر اشتباكات عنيفة استمرت أياماً.
وقد قصف الطيران مناطق عدة في سوريا، منها مدينة داريا تزامناً مع اشتباكات فيها، كما قصف مناطق في محافظتي حماة ودير الزور. وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 34 شخصاً، بحسب المرصد.
من جانب آخر، أعلنت الأمم المتحدة ان الكويت تبرعت بـ 15 مليون دولار لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الآتين من سوريا.
في الوقت ذاته، أعلنت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس أمام مجلس الأمن الدولي أن نحو 7 ملايين سوري بحاجة لمساعدة إنسانية متحدثة عن عراقيل تضعها دمشق أمام توزيع المساعدات.