عواصم - (وكالات): جرت مطاردة واسعة النطاق قرب بوسطن التي أغلقت بالكامل للعثور على شاب في التاسعة عشرة من أصول شيشانية يشتبه في إقدامه مع شقيقه الذي قتل ليل أمس الأول على تنفيذ تفجيري ماراثون المدينة قبل 5 أيام. وصدرت الأوامر إلى سكان بوسطن وضواحيها البالغ عددهم نحو مليون نسمة بالبقاء في منازلهم، فيما توقف النقل المشترك وأغلقت المدارس الرسمية ومنع تحليق الطائرات.
واتخذ شرطيون بالخوذات وبزات القتال مراكز في الشوارع وعلى أسطح بعض المنازل في واترتاون بالضاحية الغربية لبوسطن حيث جرت مطاردة الشقيقين بعد تسريع هائل للتحقيق. والشقيقان من أصول شيشانية وتم التعريف بهما على أنهما تامرلان تسارناييف الذي قتل ليل أمس الأول ويبلغ من العمر 26 عاماً، وشقيقه الذي ما زال هارباً جوهر تسارناييف ويبلغ من العمر 19 عاماً. وهاجر الشقيقان إلى الولايات المتحدة قبل نحو 10 سنوات، وفقاً لخالهما رسلان تسارني، الذي أكد أنه يشعر «بالخزي» لفكرة انهما قد يكونان ضالعين في التفجيرين اللذين أسفرا عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 180. وصرح «أن الذين يستطيعون ارتكاب فظاعة مشابهة فاسدون» فيما بدا عليه الذهول أمام منزله في ضاحية واشنطن. وأفاد أن الشقيقين كانا يقيمان في كامبريدج في ضاحية بوسطن.
وتحدث رجل قدم نفسه على أنه والدهما ويدعى أنزور تسارناييف من محج قلعة، عاصمة داغستان، وأكد «برأيي أن أجهزة الاستخبارات أوقعت بولدي لأنهما مسلمان متدينان».
وتابع الرجل «الصغير يختبئ الآن. كنا ننتظر وصولهما لقضاء الإجازة» موضحاً أن جوهر يدرس الطب في الولايات المتحدة. أما الأكبر فكان طالب هندسة سابقاً وانتقل إلى الملاكمة وكانت لديه صفحة خاصة على موقع يوتيوب فتحها في أغسطس 2012 حيث أشار إلى تفضيله عدداً من التسجيلات في ملفي «إسلام» و«إرهاب».
وهو الرجل الذي نشر مكتب التحقيقات الفيدرالية صوره في موقع التفجيرين حيث بدا واضعاً قبعة سوداء وحاملاً حقيبة ظهر سوداء. أما الأخ الأصغر فوضع قبعة بيضاء بالمقلوب. ونشرت شرطة بوسطن صورة جديدة لجوهر بدا فيها فتى ذا عينين بنيتين وشعر كث. وقالت تقارير إن جوهر تسارناييف وضع روابط لمواقع إسلامية ومواقع أخرى تدعو إلى استقلال الشيشان فيما تبدو أنها صفحته على موقع للتواصل الاجتماعي باللغة الروسية.
وفي الخانة المخصصة لوجهة نظره تجاه العالم كتب «الإسلام» أما عن أولوياته الشخصية فكانت «الحياة المهنية والمال». ووضع روابط لصفحات تدعو إلى استقلال الشيشان وهي منطقة من روسيا فشلت مساعيها للانفصال بعد حربين في فترة التسعينات.
ويشتبه في وضع الشابين العبوتين اليدويتي الصنع اللتين انفجرتا قرب خط النهاية في الماراثون الإثنين الماضي وسط بوسطن.
وأثار الهجوم الذي لم يتبنه أحد الصدمة في المدينة وأحيا في الولايات المتحدة ذكريات هجمات 11 سبتمبر.
وفيما كانت الشرطة تبحث عن شريك ثالث أشار رئيس شرطة بوسطن أد ديفيس الى ان جوهر تسارناييف يعتبر خطرا. من جهته، اعلن حاكم ماساتشوسيتس ديفال باتريك ان «عملية مطاردة واسعة» جرت أمس في بوسطن وضواحيها للعثور على المشبوه الفار، داعيا السكان الى البقاء في بيوتهم. وأضاف أن «هذا الأمر ينطبق على واترتاون وكمبريدج وولثام ونيوتاون وبلمونت، وحالياً كل بوسطن». وأعلن مسؤول رفيع في الحكومة الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما اطلع على آخر تطورات الأحداث «طوال الليل» وجمع فريقه للأمن القومي في غرفة إدارة الأزمات في البيت الأبيض لبحث تقدم التحقيق.
وبدأت مطاردة الرجلين في كامبريدج في حرم جامعة مساتشوسيتس للتكنولوجيا غرب بوسطن.
وعثر على شرطي مقتولاً في سيارته حيث علمت الشرطة أن الفارين سرقا سيارة بعد تهديد مالكها بسلاح وأخذه رهينة. وأفرج عن الأخير بعد 30 دقيقة.
وبدأت بعد ذلك عملية المطاردة التي أصيب فيها شرطي آخر بجروح. في هذه المطاردة قتل الأخ الأكبر وأعلنت وفاته في المستشفى. ويأتي هذا التسارع الهائل في التحقيق بعد أقل من 12 ساعة على نشر الأف بي آي صور الشابين موجهاً نداءً إلى السكان للمساعدة على رصدهما.
ونشر الأف بي آي الصور الأولى للمشبوهين بعد ساعات قليلة من كلمة مؤثرة ألقاها الرئيس باراك أوباما في ذكرى ضحايا تفجير الماراثون في كاتدرائية المدينة.
وتفحص المحققون بدقة كميات كبيرة من الصور التي التقطت خصوصاً بواسطة كاميرات المراقبة في المحلات القائمة في محيط الماراثون، أو كاميرات الصحافيين الذين يتابعون الحدث.
وبعد 4 أيام من أخطر هجوم يرتكب في الولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر 2001، لم يتوصل المحققون إلى معرفة الدوافع في غياب أي تبن كما لا ترجح أي فرضية بين الإرهاب الدولي والداخلي.
ولكن لديهم فكرة أكثر وضوحاً عن تركيبة القنابل اليدوية الصنع التي أدمت وسط بوسطن حيث احتشد عشرات آلاف الأشخاص على مسار الماراثون السنوي الذي يعتبر تقليدياً مناسبة شعبية.
وجمعت القنابل في طناجر ضغط عثر على أحد أغطيتها على سقف فندق قريب مؤلف من 6 طوابق ما يدل على قوة الانفجار.
من جهته، أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تنتظر إعلاناً «رسمياً» من الولايات المتحدة في شان الضلوع المفترض لمواطنين شيشانيين في اعتداء بوسطن.
كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه يرفض «التكهنات والفرضيات» حول وجود رابط بين الأصل الشيشاني للشقيقين تسارناييف وبين الاعتداء الذي يشتبه في أنهما منفذاه. وفي شان آخر، سمع إطلاق نار وانفجارات في الشوارع الواقعة شمال جامعة التكنولوجيا في بوسطن أثناء وقتل مسلح شرطياً في حرم الجامعة بحسب السلطات المحلية.