استيقظ العراق أمس على هجمات انتحارية قبل ساعات من انطلاق انتخابات مجالس المحافظات. فقد قتل 8 أشخاص وأصيب 27 أمس في هجومين استهدفا مسجداً سنياً في بعقوبة شمال شرق بغداد وحسينية في كركوك شمال بغداد، بحسب مصادر أمنية وطبية. وقال ضابط في شرطة بعقوبة إن «7 أشخاص قتلوا وأصيب 12 في هجوم بأربع قذائف هاون استهدفت جامع قرية أبو تمر». وأضاف أن «الهجوم وقع بعد انتهاء صلاة الجمعة ضد الجامع الذي يحمل اسم القرية نفسها» والتي تسكنها غالبية سنية. وفي كركوك، قال مدير مكتب التيار الصدري في المدينة الشيخ رعد الصريخي إن «شخصا قتل وأصيب 15 جراء انفجار عبوة ناسفة داخل حسينية خزعل التميمي بعد الانتهاء من صلاة الجمعة». ويتخذ مكتب التيار الصدري من الحسينية ذاتها مقراً له، وتقع في شارع اطلس وسط كركوك. وتأتي هذه الهجمات قبل ساعات من إجراء انتخابات مجالس المحافظات في عموم البلاد، وبعد ساعات قليلة من هجوم بعبوة ناسفة مساء أمس الأول ضد «مقهى دبي» في منطقة العامرية السنية في بغداد قتل فيه 27 شخصاً وأصيب نحو 50 بجروح. وبمقتل ضحايا اليوم، يرتفع عدد قتلى أعمال العنف في العراق في أبريل الجاري إلى أكثر من 200. كما قتل جندي برصاص متظاهرين مناهضين للحكومة في كركوك، واغتال مسلحون مجهولون موظفاً في وزارة التعليم في حي العامل غرب بغداد. وتلقي أعمال العنف مزيداً من الشكوك حول قدرة القوات الأمنية على تأمين انتخابات اليوم، وهي ثالث انتخابات لمجالس المحافظات منذ الغزو الأمريكي عام 2003، وأول انتخابات منذ الانسحاب الأمريكي نهاية 2011. ويتنافس 8143 مرشحاً على أصوات 13 مليوناً و800 ألف ناخب مسجلين للفوز بـ 378 مقعداً موزعة على مجالس 12 محافظة عراقية، بعدما قررت الحكومة في 19 مارس الماضي تأجيل الانتخابات في محافظتي الأنبار ونينوى لفترة لا تزيد على 6 أشهر بسبب الظروف الأمنية في هاتين المحافظتين. وتستثنى من هذه الانتخابات محافظات إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، أربيل والسليمانية ودهوك، وكذلك محافظة كركوك المتنازع عليها. وفرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة. ورأى المحلل السياسي عصام الفيلي أن «هذا الانفجار يعد جزءاً من استراتيجية سياسية لبعض الأحزاب تهدف إلى منع مشاركة أكبر عدد من الناخبين في العملية الانتخابية». وأضاف «كلما قل عدد الناخبين كلما زادت فرص التزوير».
«وكالات»