كتب ـ أحمد الجناحي:
أثار مسلسل «الحلال والحرام» جدلاً واسعاً في عالم «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعي، وقسم الجمهور إلى فريقين، بين معارض يرى في العمل تشويهاً لصورة المجتمع البحريني المحافظ وحطاً من قدره ومكانته، وبين من يجده دليلاً على انفتاح المملكة وقبولها الانتقاد وفتحها أبواب التعبير على اتساعها.
المسلسل الذي أوقفته قناة mbc بعد بث 12 حلقة منه، قبل أن تعيد اختصار ما تبقى من حلقات في ثلاث وعرضها، قدم صورة مغلوطة عن مجتمع البحرين، حين صور المجتمع كيف يتحلل ويتفسخ، ويرتكب ما لا يخطر على بال من رذائل، ويتمادى في الغي والفسق والفجور، خلافاً لصورته المعروفة بالحفاظ على التقاليد والقيم العربية الأصيلة، المستمدة من شرائع الدين الإسلامي الحنيف، فيما زعم مخرج المسلسل محمد القفاص عبر تغريدة في «تويتر» إن عمله أوقف بـ»أوامر عليا».
غياب الرقابة
ويرى البعض أن غياب رقابة وزارة الإعلام ترك بعض المخرجين يسرحون ويمرحون في فضاء الإخراج غير الحيادي والمشخصن، ناسين انتماءهم وعاداتهم وتقاليدهم وسمعة بلادهم عبر مسلسلات أقل ما يقال عنها إنها هابطة، بينما اعتبرها البعض الآخر مساحة من حرية التعبير والديمقراطية تكفلها البحرين ضمن دستورها وقوانينها النافذة.
المخرج القفاص وعبر كتاباته في «توتير»، أثار جدلاً وترك أسئلة كثيرة معلقة دون إجابات، فبعدما أعلن المخرج وقف المسلسل ناقض نفسه بتغريدة قال فيها «إنها شائعة قابلة للتصديق أو التكذيب».
وسط هذا الجدل والشائعات عرض المسلسل في اليوم التالي لإعلان وقفه على قناة MBC، وكتب في بداية الحلقة التالية بعد الشائعة «الحلقة 12 والأخيرة»، تاركاً سؤالاً آخر لدى المشاهدين، هل هي الحلقة الأخيرة فعلاً؟ أم الحلقة الأخيرة المسموح بعرضها؟ ولم تقف الأسئلة المعلقة عند هذا الحد، بل في نهاية الحلقة أعلنت القناة أن المسلسل يعرض غداً في نفس التوقيت.
وأعادت MBC بعد وقف المسلسل، مونتاج ما تبقى من حلقاته واختصارها في 3 حلقات.
عالم متخيل
فيصل العلي ناشط ومغرد شبابي بـ»تويتر»، يضع اللوم والعتب على قناة MBC لبثها مسلسلاً يمس تقاليد البحرين والخليج عموماً، ويقول العلي «مساحة الحرية والديمقراطية في البحرين واسعة، بدليل أنها سمحت بتصوير مسلسل يحمل تلميحات سياسية واضحة دون قيود».
ويعتبر العلي قرار السماح بتصوير المسلسل دليلاً قاطعاً أن الحكومة لا تمنع حرية الرأي والتعبير كما ألمح إليها مخرج العمل في لقطات ومشاهد كثيرة.
ويضيف أن المسلسل ركز على عبارات وشعارات تخص طائفة معينة دون سواها «صمود، مظلومية، اضطهاد»، ويأسف لوجود فنانين وممثلين كبار وافقوا على الظهور بالعمل وأداء أدوار البطولة فيه.
قناة MBC علقت على الموضوع بقولها إن «الحلال والحرام» يناقش قضية حياتية مهمة تمس كل مواطن عربي وهي مفهوم الحلال والحرام، ويرصد السلوكيات المتناقضة داخل الشخص الواحد، وكيف يبحث الإنسان عن غطاء اجتماعي أو شرعي لأي خطأ يرتكبه.
وذكرت عبر موقعها على الإنترنت «نجد رجلاً كبيراً يتزوج من فتاة صغيرة حلالاً، لأنه يريد أن يحميها رغم حرمانه لها من أن تكون أماً لأن لديه أبناء، ويرى آخرون أنه حرام لأن الفتاة الصغيرة تزوجت من شخص لا تحبه ويكبرها بأعوام، ويقدم المسلسل مجموعة قصص يتعامل معها المجتمع بازدواجية، ويضع في قالب درامي أحاسيس ظلت طريقها عن النور، أشخاص من واقع الحياة تعيش صراع الرهبة والرغبة، المسموح والممنوع، ليؤكد جلياً أن الحلال والحرام مثل الأبيض والأسود لا يختلف عليهما إثنان».
دعوة للابتذال
الناشط الشبابي في «تويتر» سالم المسيفر تابع حلقة واحدة من المسلسل بعد ما دار حوله من جدل ونقاش «المجتمع البحريني محافظ وملتزم خلافاً لما يصوره المسلسل، العمل يمثل مخرجه ومؤلفه فقط، هو عمل يهدم قيماً ومبادئ نشأ عليها المواطن الخليجي وترعرع، المسلسل يشوه سمعة الخليج والبحرين من خلال عرض مشاهد الانحطاط والفساد الأخلاقي ووصفها وكأنها ظاهرة».
ويرى سالم في المسلسل دعوة لفتح عيون الناس على المعاصي ونشر ثقافة العري الأخلاقي «قمة في الابتذال والانحدار، يشبه فيلماً أجبنياً يعرض لقطات مخلة بالآداب».
(أ . ع . أ) تقول إن المسلسل طائفي بحت «الأعمال الدرامية يجب ألا تتضمن عبارات سياسية طائفية مقصودة وموجهة بشكل مباشر وفج ضد دولة بعينها أو شعب بعينه».
وترى أن الصورة التي نقلها المخرج عن البحرين خاطئة وتحتاج للتصويب ولا تمثل الشعب البحريني «المسلسل صور المجتمع البحريني يسوده الظلم وغصب الأراضي والحاجة للتسول» ووجهت رسالة لكل الجهات المعنية بضرورة التدخل السريع لإيقاف بث مثل هذه السموم ومحاسبة القائمين عليها.
بيان سياسي
وقال أحد المتابعين للمسلسل رفض الكشف عن اسمه «المسلسل كله نغزات عن محاولة الانقلاب الفاشلة في البحرين، كأن يقول أحد المتحاورين في المسلسل (الحكومة ما بتقدر تسكت الثورات اللي يمكن تستمر 20 سنة) وحوارات أخرى ذات مضامين ودلالات سياسية موجهة».
وعد العمل تشجيعاً على الإرهاب والعنف ويثير موضوع «المظلومية» لدى الشعب البحريني وقضية استملاك الأراضي، ويرتكز على الحالتين المفبركتين ويجدهما حجة كافية لقيام «الثورة».
ويضيف «الموسيقى التصويرية تحمل نغمات سياسية معروفة»، ويرى أن التصوير كان متعمداً أن يكون في البحرين ليعطي صورة أنه يمثل الواقع البحريني.
المسلسل من تأليف أحمد الفردان، وإخراج محمد القفاص، وبطولة عبدالعزيز الجاسم، أمل العوضي، مرام، يلدا، مشاري البلام، حسين المهدي، محمد رمضان، عبدالله بهمن، عبدالمحسن القفاص، ملاك وآخرون.