وقد طالعتنا صحف اليوم أن هناك حراكاً وطنياً ينطلق من تصور شامل لإدارة الحوار وفق أصول مشروعة تدور حول التمسك بالدولة المدنية التي هي دولة المؤسسات والقانون وكذلك الإصلاح السياسي في إطار ما يقرره الدستور والقانون واحترام كل مكونات المجتمع البحريني وعدم تجاهل أي منها مع نشر ثقافة التسامح والتوافق والتكامل ونبذ العنف والكراهية والطائفية. ويسعدني أن أقول إنها المبادئ ذاتها التي قامت عليها وثيقة الأزهر الأولى التي اتفقت عليها كلمة المجتمع المصري بكل أطيافه ومؤسساته السياسية والفكرية وانعكست بوضوح في مواد الدستور الجديد لمصر.
ونحن إذ نسعد بزيارة مملكة البحرين في ظل هذا التوجه المبارك نثق أنه سيبلغ جهدكم المشكور غايته المنشودة لتحقيق آمال شعب البحرين في حياة آمنة كريمة مستقرة.
وأثق أن جلالتكم تتفقون معنا في أن المقصد الأعلى للمسلمين هو توحيد كلمتهم وتحقيق تضامنهم وحماية استقلال شعوبهم والعيش في ظل الحرية والكرامة والمساواة وأن الوحدة الوطنية لكل شعب من الشعوب الإسلامية هي الأساس لكل قوة حقيقية تجمع ولا تفرق تدوم ولا تنقطع وصدق الله العظيم: «ولا تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين».
ولنتذكر دوماً حكمة شاعرنا العربي القديم
تأبى الرمـــــــاح إذا اجتمعن تكســــراً وإذا افترقـــن تكســـرت آحادا.
حضرة صاحب الجلالة إن الأزهر الشريف إذ يشعر بالامتنان العميق والتقدير البالغ لجلالتكم يكرر شكره الجزيل واعتزازه بهذه الأريحية الكريمة وما لقيناه في رحابكم من حفاوة ومودة وأخوة وحسن استقبال. ويطيب لي أن أقول في ختام كلمتي إن الأزهر الشريف سيظل إن شاء الله معكم وإلى جواركم وجوار شعب البحرين الشقيق. حفظكم الله من كل شر وحفظ شعب البحرين من كل سوء ومكروه، اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا وتجمع بها شملنا وترد بها عنا الفتن يا رب العالمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين».
وأقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، مأدبة عشاء تكريماً لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حضرها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وأصحاب السمو وكبار أفراد العائلة المالكة الكريمة، ورئيسا مجلسي النواب والشورى، وأعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والوزراء، ونواب رئيسي مجلسي النواب والشورى، ومحافظ المحافظة الجنوبية، والقائم بأعمال السفارة المصرية لدى المملكة.
رافق فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر، أعضاء هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية الشقيقة، للسلام على جلالة الملك المفدى، بمناسبة زيارته للمملكة تلبية لدعوة رسمية.
وكان شيخ الأزهر الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب قد وصل، على رأس وفد من أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في زيارة رسمية إلى البلاد تستغرق عدة أيام، تلبية لدعوة كريمة من عاهل البلاد المفدى.
واستقبل شيخ الأزهر والوفد المرافق لدى وصوله إلى مطار البحرين الدولي نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، ووزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة وعدد من المسؤولين.
ويضم الوفد المرافق لشيخ الأزهر في عضويته، أعضاء هيئة كبار العلماء، كلاً من رئيس مجمع اللغة العربية د. حسن الشافعي، مفتي الديار المصرية السابق د. نصر واصل، د. محمد المهدي، رئيس تحرير مجلة الأزهر د. محمد عمارة، وزير الأوقاف السابق د. محمد أبوالنور، أستاذ الحديث الشريف د. أحمد عبدالكريم، إلى جانب مستشار شيخ الأزهر القاضي محمد عبدالسلام، عضو مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر د. محمد السليماني، وسكرتير شيخ الأزهر. د. عبدالرحمن حجازي.
وتأتي هذه الزيارة الهامة -وهي أول زيارة يقوم بها شيخ الأزهر إلى البحرين- في إطار توطيد العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية بصفة عامة، وبين الأزهر والمؤسسات الدينية في البحرين بصفة خاصة، وتوطيد وترسيخ العلاقات بين الجانبين لدعم التضامن الإسلامي.