عواصم - (وكالات): أكد الرئيس الســوري بشـــار الأســـد أن قواتــــه تخوض «معركة أساسية» في منطقة القصير وسط البلاد، مبدياً ثقته بثبات الدعم الروسي لنظامه، في يوم أيدت حليفته طهران بقاءه رئيساً حتى الانتخابات الرئاسية المقررة في 2014. في غضون ذلك، قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تخفيف الحظر النفطي المفروض على سوريا في بادرة دعم للمعارضة، بينما أقرت إسرائيل بأنها «تحركت» لمنع وصول أسلحة سورية متطورة إلى المتشددين، في إشارة إلى غارة داخل سوريا قبل أشهر.
ونقل عبد الرحيم مراد، وهو نائب سني سابق كان ضمن وفد من الأحزاب اللبنانية الموالية لسوريا زار الأسد أمس الأول، قول الأخير أن «معركة أساسية» تدور في القصير الحدودية مع لبنان، و»نريد أن ننهيها مهما كان الثمن»، قبل الانتقال إلى شمال البلاد الذي تسيطر المعارضة على أجزاء واسعة منه. وتشهد منطقة القصير معارك عنيفة في الأيام الماضية، حيث استعادت القوات النظامية عدداً من قرى الريف وتحاول التقدم نحو المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة، بمساعدة عناصر من النخبة في «حزب الله» اللبناني حليف دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويسعى النظام إلى السيطرة على القصير لما تشكله من نقطة ارتباط بين الحدود اللبنانية ومحافظة حمص، ونقطة وصل بين دمشق والساحل السوري، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، حيث توجد قاعدة بحرية روسية في ميناء طرطوس.
ونقل مراد عن الأسد قوله إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن معركة سوريا هي معركة روسيا»، مؤكداً أن الأسد «يقدر تقديراً عالياً هذا الموقف».
واعتبرت المعارضة أن مشاركة «حزب الله» في المعارك المتواصلة منذ أيام في ريف محافظة حمص، يمثل «إعلان حرب» على الشعب السوري. ومن دمشق، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجوردي «نعتقد أن أفضل خيار هو استمرار بشار الأسد في مقام رئاسة الجمهورية إلى صيف 2014».
وفي لوكسمبورغ، وجه الاتحاد الاوروبي رسالة دعم للمعارضة السورية من خلال السماح بتصدير النفط من المناطق التي تسيطر عليها في حين يستمر النقاش بشان جدوى تزويد المعارضة بالسلاح.
وقرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي رفعا جزئياً للحظر النفطي على سوريا المطبق منذ سبتمبر 2011.
ومن القدس المحتلة، قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون في مؤتمر صحافي مع نظيره الامريكي تشاك هيغل أن إسرائيل لن تسمح بوقوع «أسلحة متطورة» في أيدي «حزب الله أو عناصر مارقة أخرى». وأضاف «عندما تجاوزوا الخط الأحمر تحركنا»، في إشارة إلى الغارة التي نفذت في 30 يناير الماضي قرب دمشق. وقال مسؤولون أمريكيون في حينه أن القصف استهدف صواريخ أرض جو كان يتم نقلها إلى حزب الله، في حين قالت دمشق أن مركزاً عسكرياً للبحث العلمي هو الذي تعرض للقصف. من ناحية أخرى، كلف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرة بمهام رئيس مؤقت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، غداة تأكيد الخطيب استقالته التي تقدم بها في مارس الماضي.
وفي الدوحة، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الداعية الشيخ يوسف القرضاوي، جبهة النصرة إلى العودة إلى «دائرة الجيش السوري الحر» الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، والابتعاد عن تنظيم «القاعدة»، وذلك حفاظاً على وحدة «الثورة» السورية. في غضون ذلك، أسفرت أعمال العنف في سوريا أمس عن مقتل العشرات.وقال المرصد إنه وثق مقتل 101 أشخاص في بلدة جديدة الفضل بريف دمشق، والتي سيطرت عليها القوات النظامية بعد معارك ضارية استمرت أيام.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات العراقية أنها اتخذت «إجراءات ووضعت خططاً» تحسباً لحدوث انهيار في سد الفرات في سوريا الذي أعلن مسلحون معارضون السيطرة عليه في فبراير الماضي.