كتب - حسين التتان:
استطاع المخرج العالمي جندي تارتاكوفسكي في فيلمه الكارتوني «فندق ترانسلفانيا»، تقريب عالمين مختلفين لم يتجانسا يوماً، عالم الإنس وعالم الوحوش والأشباح والأخيلة.
تدور فكرة الفيلم حول إمكانية التعايش بين هذين العالمين بطريقة سلسة لا تعقيد فيها، شريطة أن يدع كل عالم خوفه ورهبته من الآخر جانباً، باعتبارها ضمانة حقيقية للاستئناس بعوالم لا تتشابه وتتنافر وعوالمنا الواقعية.
الفكرة الفلسفية للفيلم الكارتوني، قدمها تارتاكوفسكي بقالب القص الكوميدي، وتدور أحداثها حول إحدى أشهر شخصيات السينما العالمية «دراكولا».
بعد وفاة زوجته ماثا في حريق اشتعل في عش الزوجية، بسبب أشخاص من بني البشر كما كان يعتقد، قرر «دراكولا» بناء فندق فاخر وضخم من فئة خمس نجوم في أعلى قمة جبل، لتربية ابنته «مافيز» بأمان وبعيداً عن أعين الإنسان، وكانت هناك وحوش ترتاد الفندق الخالي من البشر بطبيعة الحال، لقضاء الوقت والاستمتاع بالألعاب الغريبة والمتطابقة -حسب الأساطير- مع طبيعة الجنس الوحشي.
في عيد ميلاد ابنته رقم 118، يسمح دراكولا لابنته بالخروج من الفندق لاستكشاف عالم الإنس، ثم يعدل عن رأيه خوفاً عليها من مخالطة الأنس، ويضع خطة لمنعها، مستعيناً بـ»زومبيز» على هيئة بشر لإخافتها وإعادتها للفندق.
تنجح الخطة، ولكن -دون قصد- يستدرج الشاب المراهق إلى داخل بهو فندق ترانسلفانيا، وهناك تبدأ الأحداث وتتطور وتتسارع ويقع الشاب أسيراً لغرام «مافيز» ابنة دراكولا.
في الفندق يعلم دراكولا بمفرده أن الشاب العاشق من فصيلة أنسية، وخوفاً من خسارة زبائنه الوحوش في حال علموا أن أنسياً يعيش معهم، يحاول بكافة السبل أن يخفيه عن أنظارهم، ويوهم نزلاء الفندق من الوحوش أن الشاب هو المسؤول عن تنظيم حفل عيد ميلاد ابنته «مافيز»، ومن أجل ذلك يغير هيئة الشاب ليكون قريباً من شكل الوحوش.
في هذه الأثناء تحصل مواقف كثيرة طريفة ومضحكة، وتقع «مافيز» في غرام الشاب الأنسي، ولم يكن لها أن تعرف ذلك إلا في نهاية المغامرة، بعدها أقاموا حفلة غنائية رائعة أحياها جميع من في الفندق يتقدمهم دراكولا وابنته وعشيقها.
استطاع الفيلم الكارتوني طرح مفاهيم غريبة بعض الشيء عما تستأنسه النفس البشرية، بمحاولته خلق حالة من التجانس بين عالمي الأنس والوحش، وما يقرب هذه الحقيقة ويجعلها واقعاً -حسب طرح الفيلم- هو أن يتحرر النقيضين المتنافرين من عقدة الخوف تجاه الآخر، ومحاولة بناء علاقة جديدة غير متشككة، ولربما هذه الفكرة الفلسفية يمكن سحبها على كثير من حيوات مجتمعات يغلب عليها التمييز العنصري تجاه الآخر المختلف.
استطاع الفيلم الكارتوني الأمريكي من صياغة مفاهيم جديدة حول مسألة التعايش بين الأجناس، وأن يكون الحب هو العامل الأساس في توليفات غريبة، ربما لم تخطر يوماً على بال أي مخلوق إنساً كان أم وحشاً.
الفيلم من إخراج جندي تارتاكوفسكي، وإنتاج ميشيل موردوكا، وهو من إصدار أكتوبر 2012، والقصة من تأليف تود دورهام ودانيل وكيفين هاجمان، وكتب نصها بيتر بينهام وروبرت سميجل، والموسيقى لمارك موذربو، والأصوات للممثلين آدم ساندلر وآندي سامبرج وسيلينيا جوميز وكيفين جيمس وأيونيس وستيف بوسمي وآندا ديفيد سبيد وسي لو جرين.