حذر وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة «أي جهة تفكر بالتطاول على سيادتنا وسلامة بلادنا (..) وعليها ألا تتوقع منا القبول والرضوخ»، مشيراً إلى أن «اعترافات المتهمين بتشكيل خلية إرهابية كانت تهدف إلى تأسيس تنظيم عسكري دلت ضلوع إيران ومحاولتها للتدخل في شأن الأمن الداخلي البحريني».
وقال وزير الداخلية، خلال الاجتماع التشاوري الـ14 لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون في البحرين أمس، إنه «لابد من المضي لمزيد من التعاون والاتحاد بالكلمة وبالفعل بين دول التعاون، (..) مع استمرار أعمال العنف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وتنفيذ أعمال إجرامية من قبل إرهابيين ضد رجال الأمن والمدنيين في البحرين»، إضافة إلى حوادث أمنية في بقية دول التعاون.
وأضـــاف أن «الاجتمـــاع التشـــاوري لوزراء داخلية دول مجلس التعاون يأتي تجسيداً لمواصلة التعاون والتنسيق وتأكيداً لروابط الأخوة بين دولنا»، مؤكداً أنه «يبقى الخطر الذي يستهدف الأنظمة العربية في دول المجلس هو الذي يعنينا جميعاً الأمر الذي يتطلب الموقف الجماعي».
وأشار وزير الداخلية إلى أن «كل من لديه غاية مضادة يستغل حالة الفوضى التي يراد تعميمها والتي توفر المساحة لأي تحرك مخالف للأمن في الداخل أو الخارج»، مضيفاً: «أننا في البحرين أمام قضايا ومواقف أمنية يتصدر علاج حلها القانون، ولكننا بأي حال لا يمكن التفريط في حماية أمن البلاد».
وأبلغ الشيخ راشد بن عبدالله وزراء داخلية دول مجلس التعاون خلال الاجتماع بموافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون بالتصديق على الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس، مؤكداً أنه سيحال إلى السلطة التشريعية لاستكمال الإجراءات.
من جهته، قال الأمين العام، إن «نجاح البحرين المتميز في استضافة سباق الفورمولا 1، جاء بجهد كبير وملموس لوزارة الداخلية وكافة، وما اتخذته من إجراءات أمنية فاعلة لتوفير الأمن والسلامة للمشاركين في السباق وضيوف البحرين ممن حضروا لمتابعة هذا الحدث الرياضي العالمي».
وأضاف أن «التعاون القائم بين وزارات الداخلية في دول المجلس من أجل مكافحة خلايا التجسس والإرهاب، ومحاربة الفكر الإرهابي المتطرف، أدى إلى كشف شبكات تجسس وإرهـــــاب تستهـــــدف زعزعــة أمن واستقرار دول المجلس، وتعريض منجزاتها ومكتسباتها للخطر».
وأكد الأمين العام أن «هناك مخاوف من احتمال تعرض مفاعل بوشهر النووي إلى أضرار تؤثر على سلامة البيئة الطبيعية في منطقة الخليج العربي جراء الزلازل في إيران».
وخلال الاجتماع ، استعرض وزراء الداخلية دول مجلس التعاون، عددا من الموضوعات التي من شانها تعزيز العمل الأمني المشتـــرك وترسيـــخ التعـــاون والتنسيق القائم بين وزارات الداخلية بدول المجلس في مختلف مجالات العمل الأمني، إذ أعرب الوزراء عن تقديرهم واعتزازهم بالدعم والمساندة التي تلقاها وزارات الداخلية بدول المجلس والأجهزة الأمنية المختصة من لدن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلـــس، مؤكديــن أن أمـــن واستقرار دول المجلس يأتي في مقدمة الأولويات ويحظى باهتمام بالغ حفاظا على سلامة وأمن مواطني دول المجلس وحماية مكتسباتها ومنجزاتها التنموية .
وأكد الوزراء حرص وزارات الداخلية بدول المجلس وتصميمها على مكافحة خلايا الإرهاب والتجسس التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار دول المجلس وترويع الآمنين من أبنائها والمقيمين فيها ، مشيدين بالجهود الموفقة التي تبذلها كافة الأجهزة الأمنية في دول المجلس بهذا الشأن ، معربين عن تهانيهم ومباركتهم لمملكة البحرين ملكا وحكومة وشعبا على نجاح المملكة في تنظيم سباق الفورمولا1.
وأشادوا بالإجراءات الأمنية التي اتخذتها وزارة الداخلية في مملكة البحرين من أجل توفير أمن وسلامة ضيوف المملكة وزوارها.
وفيما يلي نص كلمة وزير الداخلية:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء الوفود المشاركة
معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
الإخوة أعضاء الوفود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يطيب لي أيها الإخوة؛ أن أرحب بكم جميعاً في بلدكم، متمنياً لكم طيب الإقامة، كما أود أن أرحب بسعادة اللواء عادل بن خليفة الفاضل وزير الدولة للشؤون الداخلية بمملكة البحرين، والذي ينضم إلى اجتماعنا التشاوري الرابع عشر. هذا الاجتماع الذي يأتي تجسيداً لمواصلة التعاون والتنسيق، وتأكيداً لروابط الأخوة التـي تجمع بيننا، وإنها لمناسبة طيبة أن أتوجه لكم بالشكر على الجهود المتواصلة والمشاركة الفاعلة لإنجاح هذا اللقاء وتحقيق أهدافــــه، مــــن خــــلال استكمـال الترتيبات والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية في وزارات الداخلية ومساندة جهود الأمانة العامة للمجلس والتـي تستحق الشكر والتقدير.
أيها الإخوة
منذ انعقاد اجتماعنا الأخيـر في مدينة الرياض في الثالث عشر من نوفمبر عام 2012، والأحداث الأمنيــــة تتوالـــى علـــى منطقتنـــا والتي تمثل امتداداً للأحداث التي سبقتها في الفتـرة الأخيـرة. ففي مملكة البحرين تمكنت الأجهزة الأمنيــة المختصـــة مـــن الكشـــف عن الخلية الإرهابية التي كانت تهدف إلى تأسيس تنظيم عسكري لتنفيذ أعمال إرهابية في عدد من المناطق الحيوية بالمملكة، حيث دلت اعترافات المتهمين والوقائع بتنقلاتهم واتصالاتهم والتحويلات المالية والتقنية الفنية المستخدمة في صنع المتفجرات على ضلوع إيران ومحاولتها للتدخل في شأن الأمن الداخلي البحرينـي، إضافة إلى استمرار أعمال العنف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وتنفيذ أعمال إجرامية من قبل إرهابيين ضد رجال الأمن والمدنيين. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ألقت السلطات الأمنية القبض على تنظيم ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين. كما تمكنت في الثامن عشر من هذا الشهر من القبض على خلية إرهابية تتبع تنظيم القاعدة وتضم أشخاصاً من جنسيات عربية. وفي المملكة العربية السعودية الشقيقة تم الكشف عن خلية تجسس مرتبطة بالاستخبارات الإيرانية تضم عدداً من الأكاديميين وغيـرهم، ومازالت الأجهزة الأمنية المختصة مستمرة في التحقيق مع عناصر هذه الخلية لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم. وفي سلطنة عمان الشقيقة حدثت بعض المظاهرات والاحتجاجات والتي تمت السيطرة عليها والتعامل معها وفق الإجراءات القانونية. وفي دولة الكويت الشقيقة تمكنت قوات الأمن الكويتية من التعامل مع الاحتجاجات وأعمال العنف التي شهدتها البلاد والسيطرة على الوضع بما يكفل حرية التعبير وفق الضوابط القانونية.
فمن خلال ما عرضناه من مجمل الأحداث الأمنية التـي وقعت في دول المجلس، يتضح بأن الوضع اليوم هو أن كل من لديـــه غايــــة مضادة يستغل حالة الفوضى التي يراد تعميمهــا والتـي توفر المساحة لأي تحرك مخالف للأمن في الداخل أو الخارج، ولكن يبقى الخطر الذي يستهدف الأنظمة العربية في دول المجلس هو الذي يعنينا جميعاً، وهو الأمر الذي يتطلب الموقف الجماعي والاتفــاق على تحديـــد التهديـــد المشترك وزيادة التنسيق وتحديد الأولويات عند نشوء أي تهديدات جديدة.
أيها الإخوة
إننا أمام قضايا ومواقف أمنية يتصدر علاج حلها القانون، ولكننا بأي حال من الأحوال لا يمكن أن نفرط في حماية أمن البلاد. وعلى أي جهة تفكر في التطاول على سيادتنا وسلامة بلادنا أن لا تتوقع منا القبول والرضوخ، وإن ما تعرضنا له من تعد، وما تعرضت له المنطقة من أحداث أمنية؛ جعلتنا ندرك الأخطار من حولنا، تلك التي تهدد أمننا واستقرارنا. وهو الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك بأننا لابد وأن نمضي نحو مزيد من التعاون والاتحاد بالكلمة وبالفعل.
أيها الإخوة
ونحن نتحدث عن الأخطار التي تشكل تهديداً للأمن الخليجي. فمن الضروري أن نلقي الضوء على تهديد الزلازل والهزات الأرضية، والدعوة إلى سرعة العمل بشكل مشترك لوضع التوصيات الجماعية المطلوبة، لما قد يترتب على ذلك الخطر من تداعيات بالغة التأثير على السلامة العامة لدول المجلس.
وقبل الختام أود أن أطلعكم على ما تم لدينا بشأن الاتفاقية الأمنية فقد صدر قرار مجلس الوزراء بالموافقة على مشروع قانون بالتصديق على الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس، وسوف يحال إلى السلطة التشريعية لاستكمال الإجراءات القانونية والدستورية.
ختاماً أكرر الترحيب بكم في بلدكم وبين أهلكم متمنياً لاجتماعنا هذا التوفيق والسداد، وأن يكون لقاء خيـر ومحبة تجتمع فيه كلمتنا لما فيه أمن أوطاننا وحق شعوبنا في الحياة الآمنة الكريمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص كلمة الأمين العام
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
معالي الفريق الركن / الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة
وزير الداخلية في مملكة البحرين، رئيس الاجتماع
أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية
الإخوة أعضاء الوفود المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
يسرني أن أرحب بكم في لقائكم التشاوري الرابع عشر الذي يعقد في رحاب مدينة المنامة العامرة، والدي يأتي تواصلاً للقاءاتكم الودية المباركة.
ويشرفني أن نرفع عظيم الشكر والتقدير إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، في مملكة البحرين حفظهم الله، على استضافة المملكة هذا اللقاء المبارك وما يولونه وإخوانهم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس «حفظهم الله» من اهتمام بالغ ودعم متواصل لمسيرة العمل الخليجي المشترك لاسيما في مجال التعاون الأمني.
معالي الرئيس،
أصحاب السمو والمعالي،،
ويطيب لي في هذا اللقاء أن أتقدم إلى معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بمملكة البحرين مباركاً ومهنئاً المملكة قيادة وحكومة وشعباً على نجاحها المتميز في استضافة سباق الفورمولا 1، مشيداً بالجهد الكبير والملموس الذي بذلته وزارة الداخلية وكافة أجهزتها المختصة، وما اتخذته من إجراءات أمنية فاعلة لتوفير الأمن والسلامة للمشاركين في السباق وضيوف البحرين ممن حضروا لمتابعة هذا الحدث الرياضي العالمي.
كما يطيب لي أن أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية، بمناسبة اختياره رئيساً لمجلس وزراء الداخلية العرب، سائلاً المولى العلي القدير لسموه التوفيق والسداد في قيادة المجلس في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي يشهدها وطننا العربي.
كما يسرني أن أشيد مع بالغ التقدير بالتعاون القائم بين وزارات الداخلية في دول المجلس والجهود الموفقة التي تقوم بها كافة أجهزتها الأمنية من أجل مكافحة خلايا التجسس والإرهاب، ومحاربة الفكر الإرهابي المتطرف الذي يتنافى مع مبادئ ديننا الإسلامي وقيمنا وتقاليدنا العربية الأصلية، مما أدى إلى كشف شبكات تجسس وإرهاب تستهدف زعزعة أمن واستقرار دول المجلس، وتعريض منجزاتها ومكتسباتها للخطر، داعياً المولى عز وجل أن يجنب دول مجلس التعاون وشعوبها شرور الإرهاب وآثاره المدمرة.
أصحاب السمو والمعالي،،،
لقد سادت منطقة الخليج العربي في الأسابيع الماضية حالة من القلق والترقب من جراء الهزات الأرضية التي شهدتها جمهورية إيران الإسلامية التي شعر بها المواطنون والمقيمون في دول المجلس، وما أثاره ذلك من مخاوف من احتمال تعرض مفاعل بوشهر النووي إلى أضرار تؤثر على سلامة البيئة الطبيعية في منطقة الخليج العربي.
وإدراكاً منها لخطورة تداعيات هذه الهزة بادرت الأمانة العامة إلى دعوة المسؤولين عن تنفيذ الخطط الوطنية للطوارئ بدول المجلس للاجتماع بمقر الأمانة العامة بمدينة الرياض وتدارس تداعيات الهزة الأرضية، والآثار المترتبة عليها، والإجراءات التي قامت بها دول مجلس التعاون في هذا الشأن.
معالي الرئيس،
أصحاب السمو والمعالي،،
رغم أن هذه اللقاءات المباركة تنعقد بلا جدول أعمال محدد، فهذا اللقاء يكتسب أهمية بالغة في ظل ما يشهده العالم من أحداث، ومستجدات أمنية متسارعة تتطلب منكم حفظكم الله تعالى التشاور والتنسيق حيالها، حرصاً على تعزيز التنسيق والتعاون الأمني بين الدول الأعضاء وتكريساً للحماية والحفاظ على ما تنعم به دول المجلس وشعوبها من أمن واستقرار ورخاء وازدهار.
أمام لقائكم المبارك إيجاز لما توصل إليه أصحاب المعالي والسعادة وكلاء وزارات الداخلية مشكورين، من توصيات خلال اجتماعهم الخامس الذي عقد في مدينة المنامة، تتعلق بالموضوعات التي تمت مناقشتها خلال ذلك الاجتماع.
شاكراً لكم حسن إصغائكم متمنياً للقائكم الكريم النجاح والتوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،