كشف الشيخ عدنان القطان رئيس بعثة البحرين للحج عن تلقي بعثات الحج إشعاراً من وزارة الحج السعودية حول بدئها استحداث مسار للربط الإلكتروني لتكوين قاعدة بيانات موحدة لضبط عملية دخول الحجاج بطريقة منظمة، ومنع الحملات والأفواج غير المرخصة التي تعرقل حركة الحجاج، مؤكداً سعي البعثة البحرينية بالتنسيق مع وزارة الحج السعودية لتغطية العجز الحالي في الحصة المقررة لحجاج مملكة البحرين.
ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن القطان قوله إن «شركة متخصصة في مجال تقنية المعلومات تستحدث أنظمة إلكترونية في السعودية، تقوم على أساس تزويد بعثات الحج مركز معلومات الحج والعمرة بوزارة الحج ببيانات تفصيلية عن الحجاج من مواطني دولتها وفقاً للأعداد المعتمدة لهم في محضر ترتيبات شؤون الحجاج، وذلك قبل دخولهم المملكة العربية السعودية، قبل أن ترسل الوزارة البيانات إلى مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية ومن ثم تقوم الإدارة العامة للأحوال المدنية بطباعة تصاريح الحج أسوة بما يتم عمله لحجاج الداخل من مواطني المملكة العربية السعودية».
وقال الشيخ القطان: «إننا نتابع عملياً الخطة الموضوعة لموسم الحج القادم سواء على مستوى البعثة مع الحملات أو على مستوى علاقة البعثة بالجهات الرسمية والأهلية في ميدان الحج، ونسعى إلى عدم تكرار المشاكل التي تمت الموسم الماضي، كما إننا نقوم حالياً بوضع خطط احترازية هدفها سلامة الحاج قبل كل شيء».
وأكد القطان وجود حملات بحرينية مخالفة للأنظمة، مشيراً إلى أن وزارة العدل ورد إليها خطاب من الجهات المعنية يفيد بوجود حملات ارتكبت مخالفات كبيرة من خلال قيامها بمتاجرة غير شرعية لعدد كبير من الخيام في المشاعر المقدسة واحتوائها لحجاج غير نظاميين من جنسيات مختلفة، وهو ما يعد مخالفة صريحة للتعليمات المنظمة لشؤون الحج.
وأضاف أن «اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة وبناء على ما وردها من معلومات موثقة وبعد استدعاء هذه الحملات بغرض التحقق من هذه المخالفات، وبعد التأكد من ثبوتها فإنها مضطرة إلى اتخاذ هذا القرار باستبعاد أي مخالف»، كاشفاً وجود عدد من الحملات الوهمية أو غير المرخصة.
وتابع القطان أنه تم رصد الكثير من الحالات التي كان الحجاج فيها ضحية تسجيلهم لدى حملات غير مرخصة أو وهمية، وقد شهدت بعض المواسم السابقة حوادث وإشكالات كبيرة نتيجة القرارات غير الصائبة التي يتخذها بعض الراغبين في أداء مناسك الحج، حيث يتم التسجيل مع حملات غير مرخصة لا تضمن للحاج أبسط مقومات خدمته، ويتعرض معها إلى العديد من الإشكاليات.
ونوه القطان بنجاح تطبيق النظام الإلكتروني بشكل تجريبي في موسم الحج 1432هـ، مشيراً إلى أن هذا النظام يسهم بشكل كبير في تنظيم العلاقة بين الأطراف المعنية «البعثة، الحملات، وبعض الوزارات والجهات..» من جانب، والتسهيل والتخفيف على أصحاب الحملات الذين كانوا يحتاجون إلى التواجد بشكل مستمر في مكتب شؤون الحج والعمرة قبل تدشين هذا النظام.
وتحدث رئيس بعثة مملكة البحرين للحج عن ملتقى بعثات الحج الخليجية الذي بدأ كفكرة حرصت بعثة مملكة البحرين للحج على تحويلها إلى فعالية قبل سنوات، ودعت إليها رؤساء بعثات الحج الخليجية بهدف توثيق العلاقات والاستفادة من التجارب المتميزة في كل دولة وتعميمها، ثم تبلورت فكرة الحاجة إلى لقاء مستمر يعزز هذه الروابط ويدعم جهود التعاون المشترك الذي كان موجوداً ولكنه لم يتعد العلاقات الثنائية في شؤون الحج بين بعض البعثات الخليجية فجاء هذا الملتقى ليضع منهجاً في التعاون الذي يؤدي بالضرورة إلى دعم الجهود الجبارة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في لجنة الحج العليا ووزارة الحج.
ودعا القطان الراغبين في أداء فريضة الحج إلى التأكد من تحديث بياناتهم وتحديث جوازات سفرهم قبل وقت كافٍ، لأن عملية تسجيل الحجاج إلكترونياً مرتبطة بالوثائق الرسمية للفرد كجواز السفر والبطاقة الذكية، فإن من المهم أن تكون هذه الوثائق محدثة من حيث تاريخ الانتهاء أو أية معلومات أخرى مهمة كي لا يترتب على ذلك عدم إمكانية قبول التسجيل، وهذا ما واجهه بعض الحجاج في الموسم الماضي مما أدى إلى تذمرهم.
وأعرب عن أمله أن يسرع الحجاج من عملية تحديث بياناتهم تسهيلاً لعملية التسجيل وضماناً لأن تكون هذه الوثائق صالحة للاستخدام أثناء السفر.
وأكد الشيخ عدنان القطان أن بعثة مملكة البحرين للحج وعموم حجاج مملكة البحرين يحظون برعاية واهتمام بالغين من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وهناك تعاون مشكور من قبل المسؤولين في وزارة الحج، كما إن التعاون بين بعثات الحج الخليجية أضاف إلينا الشيء الكثير من حيث الخبرات والأفكار، إذ نحن جميعاً نمثل واجهات مختلفة لوزارة الحج السعودية، ونحرص على أن يكون الحاج الخليجي قدوة في التزامه بالأنظمة والقوانين، وعامل دعم لكل ما من شأنه أمن وسلامة جميع الحجاج.
وأشار إلى أن اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة برئاسة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة تضع سلامة الحاج وحفظ حقوقه على رأس سلم أولويات عملها، مقدراً في هذا الصدد التوجيهات السديدة من القيادة الرشيدة، التي تؤكد دوماً على دعمها للجهود المبذولة في خدمة الحجاج من المواطنين والمقيمين.
وحول «أزمة قطار المشاعر» التي هددت سلامة الحجاج خلال الموسم الماضي، قال إنه «منذ الوهلة الأولى من حدوث أزمة القطار حرصنا أن نكون متواجدين في الموقع بهدف تنظيم عملية تحرك الحجاج وتفويجهم، وتم تكثيف عدد أعضاء البعثة المتواجدين في الميدان من أجل حماية الحجاج، وقد نجحت خطة الطوارئ المعدة لهذا الغرض»، مضيفاً أنه «بعد ذلك عقدنا عدة اجتماعات مع المسؤولين في وزارة الحج ومؤسسات الطوافة المسئولة عن هذا الأمر، وتم إطلاعهم على كل الملاحظات التي سُجلت خلال تلك الفترة، كما أننا رصدنا مدى التشابه في هذه المشكلات مع بعض دول الخليج، وتم طرح هذه المشكلات أثناء اللقاء الجماعي الذي عقد في مقر وزارة الحج بحضور جميع رؤساء بعثات الحج الخليجية، ووجدنا تقبلاً من كل الجهات».
وأشار إلى أنه «مازلنا نتابع عملياً الخطة الموضوعة لموسم الحج القادم سواء على مستوى البعثة مع الحملات أو على مستوى علاقة البعثة بالجهات الرسمية والأهلية في ميدان الحج، ونسعى إلى عدم تكرار مثل هذه المشاكل، كما أننا نقوم حالياً بوضع خطط احترازية هدفها سلامة الحاج قبل كل شيء».
وعن تأخر تسليم الأراضي والمخيمات في المشاعر، أوضح الشيخ القطان: «نحن نستلم هذه المساحات والخيام مباشرة من مؤسسة الطوافة المسؤولة عن ذلك بعد تسلمها من قبل وزارة الحج، ثم نقوم بإجراءات المسح الهندسي وتقسيم هذه الأراضي والخيام وفق الأعداد المخصصة لكل حملة، وبالتالي فإن أي تأخير من قبل هذه المؤسسة في تسليمنا يؤثر سلباً على إجراءات التسليم النهائي للحملات. لذلك وضعنا هذا المحور ضمن أولويات جدول أعمال اجتماعنا مع وزارة الحج ومؤسسة الطوافة خلال الأيام القليلة القادمة، إضافة إلى أننا سنعقد اجتماعاً خاصاً مع الإدارة المعنية في وزارة الحج لتحديد بعض الاتفاقات التي تسهم في تسريع عملية التسليم خصوصاً أننا لمسنا من خلال اجتماعاتنا ولقاءاتنا السابقة مع بعض المسؤولين حرصهم على إعادة النظر في الجدول الزمني لتسليم الأراضي بحيث يتم تسليمها اعتباراً من هذا العام في أوقات مبكرة تمكن البعثات من الاستفادة من الوقت في عملية التقسيم والتوزيع وتوفير الخدمات».
وفي ما يخص مواعيد المغادرة وأزمة تكدس أعداد من الحجاج عند المنافذ، قال القطان إن محضر الاتفاق مع وزارة الحج السعودية ينص على أن آخر موعد لقدوم الحجاج إلى المملكة العربية السعودية عبر المنافذ الرسمية هو نهاية شهر ذي القعدة، وإلى ذلك تشير التعليمات والتعاميم الصادرة عن وزارة الحج، إلا أن وزارة الحج ونظراً لخصوصية وقرب دول مجلس التعاون وسهولة إجراءات السفر في هذه الدول كان المعمول به أن حملات الحج الخليجية تستطيع القدوم حتى بعد التاريخ المذكور».
وأردف أنه «واجهنا في الموسمين الماضيين تشديداً في هذا الإجراء مردّه الالتزام بما تنص عليه التعليمات الرسمية، وقد سبق التنسيق في الموسم الماضي لإتاحة المجال لحجاج مملكة البحرين للمرور براً حتى الرابع من شهر ذي الحجة، وجواً حتى السادس من الشهر، ونحرص في هذا الموسم على إجراء ذات التنسيقات والمتابعة الدقيقة لهذا الموضوع بحيث يتم العمل بما كان في الموسم الماضي، ونحن على ثقة بأن الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية حريصة على إبداء التعاون بما يسهل حركة الحجاج وفق توزيع زمني للحملات».