وصل وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل عصر أمس إلى الرياض، ثالث محطة في أول جولة تقوده إلى الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن تركز المحادثات على الأوضاع في المنطقة، وصفقة صواريخ متطورة.
وسيلتقي هيغل ولي العهد وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز في وقت لاحق حيث ستتطرق المحادثات إلى النزاع في سوريا والبرنامج النووي الإيراني، وكذلك مناقشة التفاصيل الأخيرة لصفقة شراء آخر طراز من الصواريخ الأمريكية.
وجولة هيغل في المنطقة، وهي الأولى منذ توليه وزارة الدفاع قبل شهرين، تناقش خصوصاً إنهاء صفقة بقيمة إجمالية تبلغ 10 مليارات دولار لبيع الإمارات والسعودية وإسرائيل صواريخ متطورة وطائرات، وتم الكشف عن هذه العقود عشية الجولة.
وستشتري الإمارات مقاتلات «إف 16» وصواريخ بقيمة 5 مليارات دولار، أما السعودية فإنها ترغب في امتلاك آخر طراز متطور من الصواريخ الأمريكية.
وستسمح الصورايخ للمقاتلات السعودية بضرب أهداف من مسافة آمنة وبعيدة.
لكن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن تسليم هذه الأسلحة سيستغرق أشهراً.
وتشعر القيادة في السعودية والإمارات بقلق شديد تجاه برنامج إيران النووي وصواريخها المثيرة للجدل. ويؤكد المسؤولون أن صفقات الأسلحة تأتي بعد أشهر من «دبلوماسية مكوكية» مكثفة، حيث يسعى الأمريكيون إلى تعزيز قدرات حلفائهم العرب وفي الوقت ذاته الحفاظ على التزامهم القديم بالإبقاء على تفوق إسرائيل النوعي في المنطقة بشكل واضح. وقال مسؤول في وزارة الدفاع إنها «إحدى أكثر صفقات الأسلحة تعقيداً في التاريخ الأمريكي». وتساعد واشنطن في بيع الأسلحة إلى حليفاتها في الخليج من أجل تطويق إيران المتهمة بالسعي لامتلاك أسلحة نووية.
ويشكل تصاعد النفوذ الإيراني المبرر الرئيس للصفقة، حيث إنه يقلق دول المنطقة ويغير المعطيات الجيوستراتيجية.
وكان من المتوقع أن يلتقي هيغل نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان الذي أعفي من منصبه قبل يومين من دون اتضاح أسباب القرار الملكي الذي صدر «بناء على ما عرضه» ولي العهد. وخالد بن سلطان ناشر صحيفة «الحياة» الصادرة في لندن هو نجل ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي توفي في 21 أكتوبر 2011.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن خالد بن سلطان الذي تولى قيادة القوات العربية والإسلامية المشاركة في عملية عاصفة الصحراء خلال حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت لعب دوراً في صفقات الأسلحة لبلاده وخصوصاً الأمريكية منها. وأبرز هذه الصفقات أبرمت في خريف عام 2010 كأكبر صفقة من نوعها مع واشنطن تضمنت شراء عشرات الطائرات والمروحيات بنحو 60 مليار دولار.
وشملت الصفقة 84 مقاتلة قاذفة «إف 15» وتحديث 70 أخرى، و178 مروحية هجومية «70 أباتشي و72 بلاك هوك و36 ايه اتش 6 اي» و12 مروحية خفيفة للتدريب ام دي 530 إف. وتمتد فترة التسليم بين 15 و20 عاماً.
كما وافق البنتاغون خريف 2012 على بيع 20 طائرة نقل من طراز سي 130 و5 طائرات تموين من طراز «كي سي 130» للسعودية بقيمة 6.7 مليارات دولار.
وقالت الوكالة الأمريكية «إن السعودية بحاجة إلى هذه الطائرات للمحافظة على قوتها التي تتقادم»، مشيرة إلى أن 25 طائرة «لن تغير التوازن العسكري في المنطقة».
وقبل وصوله، قام هيغل بزيارة خاطفة إلى الأردن حيث التقى قائد هيئة الأركان الفريق أول مشعل الزبن. ووضع هيغل مع نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون اللمسات النهائية على صفقة أسلحة كبيرة كما أجرى محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول الأزمة السورية والخطر النووي الإيراني.
من ناحية أخرى، صدرت المحكمة الجزائية السعودية المتخصصة في جلستها المنعقدة أمس الأول أحكاماً ابتدائية تقضي بإدانة 27 متهماً من أصل 29 جميعهم سعوديون، عدا 2 من الجنسية اليمنية اشتركوا في مجموعة إرهابية واحدة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن المتهمين الـ29 حكم عليهم بالسجن مدداً متفاوتة والمنع من السفر بعد انقضاء محكوميتهم.
وجاءت إدانتهم بتهم مختلفة منها اعتناق المنهج التكفيري، وتأييد أعمال الفئة الضالة داخل المملكة، وتحريض الشباب للقيام بالأعمال الإرهابية داخل المملكة، والتستر على بعض المطلوبين أمنياً الذين عرضوا على بعض المدانين القيام بتنفيذ أعمال إرهابية داخل المملكة باغتيال أحد الأمراء ورجال الأمن وتفجير أنابيب النفط، وجمع التبرعات لدعم الإرهاب وتزوير أوراق وحيازة الأسلحة والذخائر.
«فرانس برس - يو بي أي»