عواصم - (وكالات): قتل 125 شخصاً وأصيب 268 في أعمال عنف متفرقة في العراق على مدى يومين معظمهم ضحايا عملية اقتحام اعتصام مناهض لرئيس الوزراء وهجمات انتقامية مرتبطة بها، وسط تحذيرات سنية شيعية من «الفتنة واندلاع حرب أهلية»، بسبب سياسات رئيس الحكومة نوري المالكي.
وأعلن مدير صحة كركوك شمال بغداد صديق عمر رسول أن حصيلة ضحايا اقتحام اعتصام الحويجة غرب كركوك بلغت 50 قتيلاً مدنياً و110 مصابين.
وأعلنت وزارة الدفاع في بيان مقتل 3 عسكريين في عملية اقتحام منطقة الاعتصام وإصابة 9.
وبحسب مصادر عسكرية وأمنية وطبية، فقد قتل في أعمال عنف انتقامية أمس الأول 27 شخصاً في مناطق متفرقة في العراق وأصيب 9، بينما قتل 19 شخصاً في حوادث مماثلة أمس وأصيب 66.
وفي أعمال عنف منفصلة، قتل 15 شخصاً أمس الأول وأصيب 41، فيما قتل 11 شخصاً أمس بينهم عنصران في الشرطة وجندي و7 قتلوا بانفجار سيارة مفخخة في بغداد، وأصيب 33. ومع ضحايا يومي الثلاثاء والأربعاء، يرتفع عدد قتلى شهر أبريل في العراق إلى 340 شخصاً، وأعداد المصابين إلى 968.
وفي وقت لاحق، من جهة أخرى، تمكن مسلحون من السيطرة «بالكامل» على ناحية سليمان بيك الواقعة في محافظة صلاح الدين على الطريق بين بغداد وإقليم كردستان العراق إثر معارك مع الجيش العراقي الذي انسحب بشكل كامل ومفاجئ من المنطقة».
ويخشى مراقبون أن تتوسع مواجهات اليومين الأخيرين التي تحمل صبغة مذهبية إلى مناطق أخرى تقام فيها اعتصامات سنية معارضة لرئيس الحكومة الشيعي منذ نهاية العام الماضي، وأن تزيد من وتيرة العنف في بلاد تعيش على التفجيرات وحوادث القتل اليومي منذ غزوها عام 2003. وفي هذا السياق، أعلن رئيساً الوقفين السني عبد الغفور السامرائي والشيعي صالح الحيدري أنهما يقومان بتحرك سريع «لإطفاء الفتنة»، داعين قادة العراق إلى الاجتماع غداً الجمعة في مسجد في بغداد لبحث الأزمات السياسية المتراكمة منذ الانسحاب الأمريكي نهاية 2011. ودفعت حادثة الحويجة الدامية وزيرين سنيين للاستقالة من حكومة نوري المالكي أمس الأول، علماً أنه سبق وأن استقال وزيران سنيان آخران في مارس احتجاجاً على تعامل قوات الأمن مع الاعتصامات المناهضة للمالكي والمستمرة منذ نهاية 2012. في هذا الوقت، شيع المئات من أهالي محافظة كركوك ضحايا الحويجة على وقع هتفات التكبير والمطالبة بالثأر لضحايا اقتحام ساحة الاعتصام عبر شعارات بينها «سننتقم لشهداء الحويجة».
وعلى الطريق الرئيس أمام مبنى مجلس محافظة كركوك، سارت عشرات السيارات وسط حشود أهالي المحافظة الذين حملوا نعوش 34 من قتلى اشتباكات الثلاثاء، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الشرطة. وبدا الغضب واضحاً على الحشود التي سارت على مدى ساعة في طريقها إلى مقبرة الحويجة حيث المثوى الأخير للضحايا. وقال محافظ كركوك بالوكالة راكان سعيد خلال التشييع إن «ما حدث مجزرة والوضع مأساوي وخطير وينبغي العمل على حلحلته لان ما حدث سابقة خطيرة لا يمكن تحمل نتائجها». وفي تفاصيل أعمال العنف أمس، قال ضابط رفيع المستوى في الجيش أن «4 جنود وضابط برتبة نقيب قتلوا وأصيب 20 شخصاً في اشتباكات مع مسلحين في ناحية سليمان بيك» جنوب كركوك.
بدوره، أكد ضابط ثانٍ رفيع المستوى في الجيش أن الاشتباكات «تمثل امتداداً لاقتحام ساحة اعتصام الحويجة». وقالت النائب عن التحالف الكردستاني أشواق الجاف إن عشرات الأشخاص أصيبوا «بعد أن تم قصف بعض القرى بالطائرات من قبل قوات الجيش العراقي» في منطقة سليمان بيك. وفي وقت لاحق، قال ضابط إن «7 مسلحين قتلوا وأصيب 43 بينهم أكثر من 10 مسلحين خلال الاشتباكات». وأضاف أن «جميع المسلحين هم من عناصر جيش النقشبندية»، الجماعة المتطرفة التي تدين بالولاء للرجل الثاني إبان نظام صدام حسين عزة إبراهيم الدوري الملاحق.
وقتل أيضاً 4 من عناصر الصحوة وأصيب خامس بجروح إثر هجوم استهدف نقطة تفتيش في قضاء الخالص شمال بعقوبة، وفقاً لمصادر عسكرية وطبية، أكدت ارتباط الهجوم بحادثة الحويجة.