عواصم - (وكالات): تعرضت مئذنة الجامع الأموي الأثري في حلب كبرى مدن شمال سوريا للتدمير أمس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وأشرطة مصورة، في خطوة تبادلت المعارضة ونظام الرئيس السوري بشار الأسد الاتهام بالمسؤولية عنها، فيما لا يزال مطرانا حلب للروم الارثوذكس بولس يازجي والسريان الارثوذكس يوحنا ابراهيم قيد الاحتجاز شمال البلاد، في وقت حقق مقاتلو المعارضة تقدماً في مطار منغ العسكري قرب حلب مقابل سيطرة القوات النظامية على قرية العتيبة بريف دمشق. سياسياً، أعلنت دمشق أنها ستتعامل مع الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بصفته موفداً للأمم المتحدة «فقط»، من دون اعتباره مبعوثا مشتركا للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية.
من جهته، قال المرصد «انهارت مئذنة الجامع الاموي الاثري التي شهد محيطها اشتباكات عنيفة خلال الأسابيع والاشهر الماضية»، مع تبادل طرفي النزاع السيطرة على المسجد الواقع في المدينة القديمة وسط حلب، والمدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو».
من جهته، حمل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد مسؤولية تدمير المئذنة من خلال قصفها «بقذائف الدبابات، ما أدى الى سقوطها وتدميرها بالكامل».
واعتبر الائتلاف تدمير المئذنة «جريمة ضد الحضارة الإنسانية، وفعلاً همجياً يليق ببرابرة لا ينتمون الى اي من القيم الانسانية».من ناحية اخرى، قالت وزارة الخارجية السورية ان «سوريا تعاونت وستتعاون مع الإبراهيمي كمبعوث للأمم المتحدة فقط، ذلك لأن الجامعة العربية هي طرف في التآمر على سوريا»، وذلك في رسالتين بعثت بهما الى الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون ورئيس مجلس الأمن الدولي. وفي نيويورك، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إن الابراهيمي اقترح على مجلس الأمن الدولي فرض حظر على الاسلحة الموجهة الى كل الاطراف المتحاربة في سوريا حين تحدث امام المجلس الجمعة الماضي. واضاف فيلتمان خلال نقاش في مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الاوسط ان الابراهيمي «اكد الحاجة للوصول الى حل سياسي يرتكز على اساس بيان جنيف» الذي حدد المبادىء من اجل انتقال سياسي في سوريا «وحذر من العسكرة والتطرف المتناميين في داخل سوريا».
وعلى صعيد قضية احتجاز المطرانين الارثوذكسيين، قال الاب غسان ورد من مطرانية حلب شمال سوريا للروم الارثوذكس «ليس لدينا معلومات جديدة. لا يمكن القول إنه تم الإفراج» عنهما، مضيفا «لم نتواصل مع المطرانين» اللذين خطفا الاثنين في قرية كفر داعل قرب حلب.
واشار الى استمرار بذل الجهود للافراج عنهما، مؤكداً أن «قلقنا كبير» عليهما.
واتهمت المعارضة نظام الاسد بخطف المطرانين، فيما نفى الجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، اي ضلوع له في الخطف، متحدثا عن جهود يبذلها لاطلاقهما.
ميدانيا، قال المرصد «سيطرت القوات النظامية على بلدة العتيبة بريف دمشق، بعد اشتباكات عنيفة استمرت اسابيع عدة استخدمت خلالها الطائرات الحربية والدبابات وراجمات الصواريخ».
وفي محافظة حلب، قال المرصد إن اشتباكات تدور داخل مطار منغ العسكري في ريف حلب، أحد المواقع العسكرية المهمة للنظام شمال البلاد.
وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 56 شخصاً، وفقاً للمرصد.