أكد وزير العمل جميل حميدان أن التعاون في قضايا العمل والتوظيف في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يتطلب استراتيجيات طويلة المدى تترجم إلى أعمال ملموسة يتوقع أن تعزز التحسينات في مستوى التوظيف والإنتاجية، فضلاً عن الاستجابة الفعالة للشروط والمتطلبات الجديدة لسوق العمل، كالنهوض بمهارات الأفراد العاملين في خدمات التوظيف. وترأس جميل حميدان صباح أمس وفد مملكة البحرين المشارك في أعمال الدورة الثانية لمؤتمر وزراء العمل في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والذي انعقد أمس ويختتم أعماله اليوم في مدينة باكو بجمهورية أذربيجان تحت رعاية وزير العمل والضمان الاجتماعي الأذربيجاني فيزولي علي أكبروف والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين أوغلي، وسط مشاركة واسعة من الدول الأعضاء في المنظمة حيث يشارك في المؤتمر جميع وزراء العمل وعدد من كبار الموظفين في الدول الأعضاء وممثلون عن المنظمات الإسلامية والدولية، وقد سبق اجتماع وزراء العمل الاجتماع التحضيري لكبار الموظفين يومي 23-24 أبريل 2013م.
ويهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والأيدي العاملة بين الدول الأعضاء في المنظمة وتشجيع نقل المعرفة والتجارب وأفضل الممارسات، واتخاذ التدابير المشتركة وإقامة برامج التدريب في هذه المجالات بغية تحقيق تحسينات فعالة في أسواق العمل، وبالتالي تخفيض نسبة البطالة وزيادة إنتاجية الأيدي العاملة، وتحسين الصحة ومستوى السلامة في العمل.
ويناقش المؤتمر عدداً من البنود الفنية المطروحة على جدول الأعمال. ويأتي على رأسها موضوع مناقشة وإقرار مشروع إطار منظمة التعاون الإسلامي للتعاون في القضايا المتصلة بالعمل والتوظيف. ويهدف المشروع إلى تعزيز التضامن الإسلامي في مواجهة التحديات المختلفة، وتعزيز تبادل التجارب والخبرات والتكنولوجيا وتحسين أسواق العمل وما يشمل ذلك من خفض البطالة المنتشرة لدى فئات الشباب والنساء بوجه خاص في الدول الأعضاء بالمنظمة، كما يشتمل مشروع إطار التعاون، الذي سينفذ على مدى عشر سنوات، خمسة مجالات هي (السلامة والصحة المهنية، الحد من البطالة، مشاريع تطوير قدرات القوى العاملة، العمالة المهاجرة، واستراتيجية معلومات سوق العمل).
وأوضح وزير العمل، في تصريح له، أن المشاركة في هذا المؤتمر تأتي للتأكيد على حرص مملكة البحرين على دعم التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والعمل على بناء قدرات هذه الدول. ويعتبر المؤتمر فرصة لعرض تجربة مملكة البحرين في المجالات التي يناقشها مشروع إطار التعاون، إذ تمتلك المملكة تجربة رائدة، بشهادة المنظمات الدولية.
وأشار حميدان إلى أن تجربة مملكة البحرين في الحفاظ على معدلات البطالة إلى ما دون 4% من شأنها أن تساهم في مساعدة بعض بلدان منظمة التعاون الإسلامي التي تكون فيها معدلات البطالة في حدود 10% إلى 15% مع وجود معدلات أعلى بشكل كبير للبطالة في أوساط الشباب والنساء تفوق بكثير في بعض الحالات نسبة 20%، الأمر الذي من شأنه أن يعيق الجهود الإنمائية لتلك الدول، معللاً ذلك إلى وجود بعض العوامل غير الملائمة في سوق العمل من قبيل نقص فرص العمل الملائمة والجاذبة، وعدم توفر المهارات المطلوبة، مشيراً إلى أن انخفاض الجودة في الوظائف يحول دون تحسين القدرة على الإنتاج ويعيق النمو الاقتصادي.