قال خبراء في التعليم الأكاديمي إن:» تغييراً جذرياً» سيطرأ على طلبة المؤسسات التعليمية في دول الخليج التي تحوز اعتماد هيئات ولجان الاعتماد الأكاديمي المحلية، التي بدأت في الدول الست في أوقات متقاربة ويبلغ عمر بعضها نحو عشرة أعوام».
وأوضح الخبراء -الذين توافدوا على المملكة السعودية خلال الأيام الماضية بغرض حضور المؤتمر الدولي الثالث لضمان الجودة في التعليم «فوق الثانوي»، الذي ينطلق السبت في مدينة الدمام ويستمر حتى الاثنين المقبل- أن معايير الاعتماد الأكاديمي التي تطبقها مؤسسات التعليم تجعلها تتخلص من صور»الترهل» كافة في التعليم الذي تقدمه، ويوصلها إلى مرحلة تقدم خلالها «تعليما ذا جودة» عبر تقديم برامج أكاديمية تلبي مطالب سوق العمل، إذ لا تعتمد هذه الهيئات البرامج الأكاديمية إلا بعد أن تقدم ما يثبتأنها بحثت احتياج سوق العمل في خريجيها أثناء مرحلة تصميم البرنامج الأكاديمي، كما أن الاعتماد الأكاديمي يسهم في تقديم «تعليم» لا يطغى فيه الجانب النظري على جوانب المهارات.
وأكد الخبراء أن الاعتماد في جزء من معاييره يفرض على المؤسسة التعليمية أن ترفع مستوى اهتمامها بالطلبة، وتبحث كل ما يعكر صفو دراستهم لديها، وتوجد للعوائق التي يواجهها الطلبة كافة الضمانات اللازمة لحلها، وتقوم عبر أنظمتها، في معايير أخرى من معايير الاعتماد، بدفع مؤسسات التعليم العالي نحو تضييـق الخناق على الجامعي غير المتميز، بل إنها ستلجئ المؤسسة إلى طرد الأساتذة من ذوي الشهادات الوهمية أو الشهادات الصادرة عن جامعات تقدم تعليماً متدنياً.
وقال مدير جامعة الدمام د. عبدالله الربيش إن «الاعتماد بالنسبة لجامعته ليس غاية، وإنما الاعتماد عبارة عن وسيلة تدفع الجامعة إلى تحسين الأداء بما يوصلها إلى مرحلة الجودة».
وأشار أمين عام الهيئة السعودية للتقويم والاعتماد الأكاديمي إلى أن الهيئة لديها تعاون مع مملكة البحرين، لاسيما وأنها أيضا تقوم على تقويم جامعة الخليج العربي بغرض إيصالها إلى مرحلة الاعتماد، مبيناً أن نظام الاعتماد السعودي يعد أحد أقوى أنظمة الاعتماد الأكاديمي في العالم، وحظي بشهادة كبار خبراء الجودة والاعتماد في العالم.
وأعرب د. المسلم قبيل انطلاق المؤتمر عن أن نتائج عمل الهيئة ستحدث بإذن الله نقلة مهولة في مسيرة التعليم الجامعي في السعودية، تنعكس على الاقتصاد الوطني وعلى التنمية الشاملة – البشرية والمادية- وسيستفيد منها الطلبة بالدرجة الأولى.
ومن جهته قال مدير الجامعة المستضيفة للمؤتمر جامعة الدمام د. عبدالله الربيش إن «جامعة الدمام مرّت بتجربة «مضنية» في علاقتها مع هيئة الاعتماد السعودية، إلا أن الجامعة حرصت على أن تضع يدها بيد الهيئة بغرض تحقيق الجودة في كافة ما تقدمه من برامج لطلبتها، بما يحقق ازدهار التعليم والتعلم في الجامعة، مشيرا إلى أن مؤسسات التعليم بعد الثانوي إذا حققت الجودة فإنما تحقق نهضة وطنية حقيقية، وأن نتائج التطوير وفق معايير الاعتماد تؤثر في الناس كافة، سواء كانت لهم علاقة مباشرة بالمجتمع الأكاديمي أم كانوا أفراداً خارج منظومة العمل الأكاديمي والدراسة، مذكراً بأن الجودة مطلب إسلامي قبل أي شيء، وأنها اليوم لا تعد خياراً أمام مؤسسات التعليم، بل ضرورة ملحّة في ظل التغييرات المتسارعة.