عواصم - (وكالات): وجه رئيس ائتلاف المعارضة السورية المستقيل أحمد معاذ الخطيب، رسالة إلى الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، دعاه فيها لسحب قواته من سوريا، وسأله عن مدى التطابق بين مواقفه ومذهب «أهل البيت» مضيفاً: «هل يسركم اغتصاب آلاف النساء وقتل مئات الأطفال بالتعذيب؟»، كما «رفض زعم الحزب الدفاع عن الشيعة»، محذراً من «حرب مذهبية تستمر لعشرات السنين».وقال الخطيب في كلمته «لا يخفى عليكم أن المنطقة تُجر إلى فتنة ربما لا ينجو منها أحد، وأن هناك سعياً نحو تفتيتها، وإدخالها في صراع مذهبي مرعب يستهلكها عشرات السنين، ألم يكفنا سنة وشيعة أكثر من ألف عام من الخصام، لندفن العقلية المذهبية الضيقة ونخرج الأمة من وهم الانتصار».وذكر الخطيب نصرالله بلجوء اللبنانيين إلى سوريا خلال معارك 2006 بين حزب الله وإسرائيل مضيفاً: «أفهكذا تكون المكافأةُ لشهامة هذا الشعب المعطاء الكريم؟ هل يرضيكم قصفُ النظام لشعبنا بالطائرات وصواريخ سكود، وعجنه لحومَ الأطفال مع الخبز؟ هل يسرّكم اغتصابُ آلاف النساء! وقتلُ مئات الأطفال بالتعذيب حتى الموت!».وتساءل الخطيب: «هل مذهبُ أهل البيت عليهم السلام هو نصرُ الحق مطلقاً كما أفهم، أم الانتصارُ لنظام طاغوتي أرعن، إن ضمائر الناس لم تعد تتحمل، وما دعوة الشيخين الرفاعي والأسير إلا استجابةٌ لِما تقشعرّ له الأبدان من المذابح والدماء وصرخات الحرائر في السجون». ورفض الخطيب ادعاء «حزب الله» الدفاع عن القرى الشيعية بسوريا قائلاً: «هل كان الشيعة في خطر خلال مئات السنين؟ وهل في داريا والقابون طرفي دمشق أيُّ قرى شيعيةٍ لقدوم كتائب الحزب إليها، بل رفعِ أعلامهم فيها». من جانب آخر، اعتبر العديد من النواب الأمريكيين أن «الخط الأحمر» تم تجاوزه في سوريا بعد الإعلان أن الحكومة الأمريكية تعتبر أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية. وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين إن «رئيس الولايات المتحدة قال إنه إذا استخدم بشار الأسد أسلحة كيميائية فهذا الأمر سيغير كل شيء وسيشكل تجاوزاً للخط الأحمر». وأضاف «أعتقد أن المؤكد أنه تم تجاوز الخط الأحمر». وقالت الرئيسة الديمقراطية للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ دايان فاينستاين «أنا قلقة بأنه مع هذا الإقرار العلني يعتبر الرئيس الأسد ألا شيء لديه ليخسره».ورأى البيت الأبيض أن نظام بشار الأسد قد يكون استخدم أسلحة كيميائية «على نطاق محدود»، مشدداً على سعيه إلى إثبات هذا الأمر بأدلة ملموسة.وقالت لندن إن لديها أدلة «محدودة ولكن مقنعة» على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا بما فيها غاز السارين، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية البريطانية. وتحدثت أنباء في وقت سابق من هذا الشهر بأن علماء عسكريين بريطانيين درسوا عينات من التربة من منطقة مجاورة لدمشق وتوصلوا إلى وجود آثار لأسلحة كيميائية فيها. ميدانياً، قتل 10 أشخاص في غارات للطيران الحربي السوري على مدينة القصير في ريف حمص، بعد أيام من استيلاء القوات النظامية على عدد من قرى ريف القصير متقدمة نحو المدينة التي تعتبر معقلاً لمقاتلي المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفيما تكثفت غارات الطيران على ريف دمشق وريف إدلب والرقة وحلب والحسكة ودرعا، أفاد المرصد باشتباكات عنيفة في مدينة حماة حيث تمكن مسلحو المعارضة من الاستيلاء على مركز كانت تتجمع فيه القوات النظامية.وبلغت حصيلة قتلى أمس في أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا 59 قتيلاً، بحسب المرصد.ويرى خبراء أن النظام السوري أقدم خلال الفترة الأخيرة على تغيير استراتيجيته العسكرية، عبر فتح «حرب الاوتوسترادات» بهدف السيطرة على محاور المرور الرئيسة في البلاد ومحاولة عزل المقاتلين المعارضين في ريف دمشق، وذلك عوضاً عن تشتيت قواه في كل مكان في مواجهة خصومه.من جهته، حذر منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف من أن توجه «المئات» من الشبان الأوروبيين إلى سوريا للقتال يشكل «تهديداً جدياً» لأمن الاتحاد الأوروبي.من جانبه، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن خطف المطرانين الأرثوذكسيين في حلب شمال سوريا بولس يازجي ويوحنا إبراهيم «جريمة كبيرة»، مؤكداً خلال لقاء في بيروت أن بلاده تبذل جهوداً للإفراج عنهما.
970x90
970x90