كتب - عبدالرحمن محمد أمين:
جمال جاسم سيار من أبناء المحرق ومن فريج البنعلي «عين سمادة»، بدأت حياته الكشفية مع أشبال فرقة أبو عبيدة الجراح، وكانت أول رحلاته الكشفية إلى الكويت سنة 1979، ثم شارك في رحلات كثيرة إلى الإمارات وقطر والسعودية، ورأس وفد البحرين الكشفي لبعثة الحج مراراً.
جمال سيار محب للتراث ومفرداته وكل تفاصيله وما يتعلق بشؤونه، رحلته مع جمع التراث بدأت بمقتنيات الجدة أم دعيج، قبل أن تتحول إلى هواية وهوس وجمع الكثير منها وعرضها في مجلسه الكائن بمنطقة البسيتين.
فرقة الأشبال
اشترك جمال بفرقة الأشبال منذ الصف الرابع الابتدائي بمدرسة أبوعبيدة بن الجراح ومدرسة المثنى بن الحارثة سنة 1975، ثم مرحلة الفتيان بمدرسة عبدالرحمن الناصر، وبعدها مرحلة المتقدم بمعهد التدريب المهني «أصبحت قائداً سنة 1982، بعد اجتياز دورة المعلومات العامة ثم الدورة الأساسية وبعدها الدورة المتقدمة، ثم حصلت على الشارة الخشبية سنة 1987، ومساعد قائد تدريب سنة 2007 من الكويت، وكانت أول سفرة كشفية لي إلى الكويت في المرحلة الإعدادية سنة 1979 مع مدرسة عبدالرحمن الناصر».
تحت سقف آيل للسقوط
في منتصف العام الدراسي وفي عطلة الربيع تحديداً كانت مدرسة جمال آيلة للسقوط وانهيار السقف في أية لحظة «اضطررنا للانتقال إلى مدرسة عمر بن الخطاب، كانت المدرسة بعيدة نذهب إليها مشياً على الأقدام مع صلاح الدين عبدالرحمن وخالد أبو الشوك، وهناك التحقت بفرقة الكشافة بمدرسة عمر بن الخطاب.. كان القائد خليفة العامر، ثم انتقلت إلى المرحلة الإعدادية بمدرسة عبدالرحمن الناصر، وكانت الوالدة تسميها المدرسة البحرية لإطلالتها على البحر من جهتين».
يتحدث جمال عن مشاركاته في المخيمات الكشفية الخارجية «شاركت في مخيم مجلس التعاون الأول على حسابي الخاص في قطر سنة 1987، ومخيم مجلس التعاون الثاني بالإمارات سنة 1990، ومخيم مجلس التعاون الثالث بالمملكة العربية السعودية سنة 1992، والمخيم السادس في البحرين سنة 1998، وتشرفت برئاسة الوفد الكشفي لبعثة الحج عدة مرات».
كانت مشاركته الأخيرة في المشروع الكشفي للاحتفال باليوم الوطني بالمملكة العربية السعودية «مخيم الجوف» سنة 2012 رئيساً للوفد «في مدرسة أبو عبيدة بن الجراح كانت مرحلتي الابتدائية والتحقت بالحركة الكشفية مرحلة الأشبال، وكان القائد محمد بودهيش وبتشجيعه واهتمامه جعلني حتى الآن متمسكاً بالحركة الكشفية، ثم انتقلت من مدرسة أبو عبيدة القديمة إلى الجديدة، وكان مدير المدرسة مبارك بن دينة، ثم انتقلت إلى مدرسة المثنى بن حارثة ومديرها آنذاك أحمد فخرو، ومن زملائي في الكشافة أذكر يونس القلداري في الجمارك والملازم علي المناعي والدكتورعبدالله البناء».
إلى وزارة الداخلية
في سنة 1983 التحق جمال بوزارة الداخلية ـ الإدارة العامة للمرور، وكان مدير المرور الشيخ عبدالرحمن بن راشد ثم الشيخ دعيج ثم الشيخ خالد بن محمد ثم حسن الصميم وخالد العبسي وعبدالعزيز البنعلي والشيخ خليفة بن حسن ثم عبدالرحمن بن صباح، وكان رئيس القسم عيسى سلطان الرميحي يعامل الموظفين معاملته لأبنائه «كنا نناديه (يبه عيسى)، ومن المسؤولين في الأقسام أحمد سند وحمد أبو الشوك وحسن عبدالله غلوم والأخ العزيز محمد زايد وخليفة المحري ويحيى الحوطي وعبدالرحمن مسامح ويعقوب مراد وعبدالله السادة والكثير من الزملاء الآخرين».
رحلات الكشافة
ويتذكر جمال أولى سفراته الكشفية «كانت أول سفرة كشفية في حياتي إلى دولة الكويت سنة 1979م مع الإخوة شهير القيسي ووحيد الدوي وأحمد مفتاح وأحمد حبيل وناصر السليطي وفؤاد يونس وكانت المناسبة للمشاركة في المخيم السنوي 35».
بعدها انتقل إلى المرحلة الثانوية إلى معهد التدريب المهني بقسم كهرباء المباني «هناك أصبحت قائداً كشفياً سنة 1982 بالفرقة المهنية، ثم إلى مدرسة الشيخ محمد بن عيسى مع القائد مصطفى حميد ثم بعدها قدت فرقة الشيخ محمد بن عيسى وكونت فيها مرحلة الأشبال والفتيان والمتقدم، ومن الكشافين المتقدمين الذين مازلت أتواصل معهم محمد صالح عاشير وجمال راشد المناعي وأحمد حسن النعيمي وعبدالله شفيع ومحمد أمين، أما في مرحلة الفتيان منير أنور سعيد وجلال زيد وعلي العصاب وعلي أحمد زويد ووليد الشيخ وهاني عباس والكثير من أبناء الكشافة».
الكنعد دجاجاً
ويقول جمال «كان الصديق الوكيل أحمد راشد لا يأكل السمك مطلقاً، كنا مجتمعين على البحر والعشاء محمر وشيلاني كنعد وطابخين له مجبوس دجاج، جلس أمامي وقلت له أنا اليوم بأكل معاك ولم يمانع، وأثناء ذهابه لغسل يديه أخذت قطعة من سمك الكنعد وخبأتها داخل الرز في صحنه، وواصلنا أكلنا وكل مرة يغفل فيها أدفن له قطعة من الكنعد منقولة وكان يأكلها، وبعد أن أنهى طعامه أخرجت جلد الكنعد ولم يميز بين طعم الكنعد والدجاج، ومن يومها والزميل أحمد يعشق أكل السمك ويطلبه ويشكرني على المقلب الذي جعله يحب السمك ويتخلى عن مقاطعته».
مواقف لا تنسى
يضيف جمال «كنا في مخيم مجلس التعاون بالطائف بالمملكة العربية السعودية، ومن ضمن البرنامج أن نؤدي العنرة، القادة توجهوا إلى الطائرة الخاصة وركبت مع الكشافة الطائرة الحربية، وكانت المقاعد من أحزمة وخلال الرحلة تعرضنا لمطبات هوائية ومن شدتها أغمي على أحد الطلبة ونظر إليه أحد زملائه وأصابه الإغماء هو الآخر، وعندما نزلنا أخذناهم أنا ومعي الكشاف محمد بو نجمة الملازم في الداخلية الآن إلى المستشفى العسكري هناك، وأفاق أحدهم بينما فقد الآخر ذاكرته تماماً».
سأله جمال من أنت؟ ولم يجب.. من أنا؟ أنت من أين؟ ولم يحر جواباً «أخذناه إلى مكان السكن في بيوت الشباب وقلت لهم سأستحم وأرجع وأبات الليلة عند الباب لمنع خروجه، ونحن نيام وأنا أستحم أتاني بعض الكشافين مبشرين أن زميلهم رجعت إليه الذاكرة فقلت كيف؟ قالوا أريناه الصور التي معنا وهو فيها من المخيم فرجعت إليه الذاكرة، أثناء رجوعنا بالطائرة العسكرية وأثناء الهبوط فجأة ارتفعت الطائرة مرة ثانية، شعرنا بحركة غير اعتيادية بين مساعدي الطيار، وقالوا لنا لا تخافوا عجلة الطائرة لا تنزل ونحن الآن نصلحها، في النهاية تم تحرير عجلات الطائرة بالطريقة اليدوية».
مستقبل الأمنيات
ويردف جمال «عاشت البحرين فترة أزمة خانقة وبعون الله ورجالها المخلصين وحكمة الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ووزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي ورئيسة التربية الكشفية والمرشدات والخدمات الطلابية د.شيخة الجيب وقادة الكشافة عبدالسلام حمد مسيفر وعلي القصاب وعلي أحمد زويد وعيسى أمين وخالد المالود وأحمد جمال ويوسف سلامي وفهد ياقوت وآبائنا في الكشافة راشد إبراهيم ومحمد بوهيال وفؤاد قمبر الذين تكاتفوا لتصحيح الأوضاع في الكشفية لشعورهم بالانتماء إلى المجتمع وغرس جذور الانتماء الوطني في وجدانهم وتعليمهم تربوياً وثقافياً من خلال الاجتماعات الكشفية والمخيمات السنوية، وكلي أمل أن يتكاتف الجميع ونرتقي إلى أعلى مستوى ليصبح أبناؤنا رجالاً في المستقبل نبني عليهم طموحاتنا وآمالنا».
التراث وصيد السمك
من الهوايات التي أحبها جمال جمع التراث وصيد السمك «كانت البداية مع التراث بجمع كل ما أحصل عليه من أدوات ومقتنيات أثرية وأكثر شيء أعتز به أدوات جدتي أم دعيج، لأنها كانت تعمل بالكورار، أهدتني بعض الأدوات التي كانت تعمل عليها، ثم من الأهل والأصدقاء جمعت مقتنيات كثيرة، وتنامت معي هذه الهواية وكنت أعرض الأدوات في مقر الكشافة بعبدالرحمن الناصر ثم حصلت على بيت إسكان في البسيتين وعملت المجلس على الطراز القديم وعرضت فيه الأدوات التي اقتنيتها على مر السنين».