القاهرة- (رويترز): قال بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني إن المسيحيين في مصر يشعرون بالتهميش والتجاهل والإهمال من جانب السلطات التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين والتي تقدم تطمينات لكن لم تتخذ إجراءات تذكر لحمايتهم من العنف.
وفي أول مقابلة يجريها منذ انتهاء اعتكافه بعد مقتل 8 أشخاص في عنف طائفي بين المسلمين والمسيحيين الشهر الجاري وصف البابا الروايات الرسمية عن الاشتباكات التي وقعت عند الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة في 7 أبريل الجاري بأنها «محض افتراء». كما عبر عن استيائه من محاولات الحلفاء الإسلاميين للرئيس محمد مرسي إقالة آلاف القضاة الذين تم تعيينهم في عهد الرئيس السابق حسني مبارك قائلاً إن القضاء أحد أعمدة المجتمع المصري ويجب عدم المساس به.
وعن مشاعر الأقباط قال البابا «هذه مشاعر طبيعية وهناك شكل من أشكال التهميش والاستبعاد لكن نحن نحاول أن نحل مشاكلنا في إطار الأسرة المصرية الواحدة. نحاول لأنه يهمنا كثيراً السلام الاجتماعي». وأشار البابا إلى أن المسيحيين يشكلون 15% على الأقل من سكان مصر البالغ عددهم 84 مليون نسمة. ولدى سؤاله عن رد فعل الحكومة على أحداث العنف التي وقعت قال «وصفناها بأنها سوء تقدير وأيضاً فيها تقصير». وحاول مرسي ووزراؤه إصلاح الأمر بعد الاشتباكات التي وقعت في بلدة الخصوص شمال القاهرة وقتل خلالها 4 مسيحيين ومسلم.
وقال البابا «المشاعر أحياناً تكون طيبة من المسؤولين لكن المشاعر عايزة أفعال. والأفعال بطيئة وربما قليلة وأحياناً غائبة».
وبدا أن قوات الأمن تحجم عن التدخل في أول هجوم على مقر البابوية في مصر منذ أكثر من 1400 عام رغم أن كنائس ومراكز قبطية للخدمات الاجتماعية تعرضت لأعمال عنف من حين لآخر في السنوات الماضية.
وقال البابا إنه يشعر بالقلق لوجود مؤشرات على اتجاه بعض الأقباط إلى الهجرة لأنهم يخشون النظام الجديد. وأضاف أن آخرين يسافرون للخارج للدراسة أو البحث عن عمل أو الانضمام لأسرهم.
وقدم وزير الداخلية العزاء للبابا كما زاره وزيرا الإعلام والسياحة وبث التلفزيون المصري اللقاء.
لكن البابا قال إنه على الصعيد العملي لم يحدث شيء لتحسين أوضاع الأقباط وإن الأمر لم يتجاوز الوعود بالتحقيق في الوقائع وتقديم مرتكبيها للعدالة.
وأضاف البابا «مشاكل المسيحيين لها جانبين.. جانب ديني وجانب مدني. الجانب الديني فيه نقطتان، بناء الكنائس والأوقاف. الجانب المدني يدور في الشائعات حول العلاقات العاطفية التي تسبب مشكلة في البلد».
وانتقد البابا بشدة رواية نشرت على صفحة الفيسبوك الخاصة بعصام الحداد مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي عن أعمال العنف التي وقعت عند الكاتدرائية وقال إن هذا الكلام «مرفوض». وقال مكتب الحداد إن المسيحيين بدأوا الاشتباكات حين هاجموا سيارات أمام الكاتدرائية أثناء تشييع جنازة قتلى أحداث الخصوص وإنه تم استخدام أسلحة نارية وقنابل حارقة من داخل مجمع الكنيسة مما استفز قوات الأمن.