دعا رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس اللجنة العليا للمؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم، إلى العمل على تحقيق المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم، مؤكداً أنَّ مملكة البحرين تجعل من خدمة القرآن الكريم «درباً من دروب أصالتها وعزتها وتقدمها».
ونوه الشيخ عبدالله بن خالد بجهود الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في هذا المجال، معرباً عن اعتزازه بما حققه أبناء البحرين من مراكز متقدمة في محافل القرآن الكريم ومسابقاته الدولية.
جاء ذلك في كلمة سموه في افتتاح المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم، الذي يقيمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالتعاون مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي برعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حيث انطلقت فعالياته أمس ويستمر حتى الثلاثاء 30 أبريل لحالي، تحت شعار «المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم».
وافتتح رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المعرض القرآني الذي تشارك فيه أكثر من 20 جهة متخصصة في مجال القرآن الكريم، ونوَّه بالرعاية الملكية السامية للمؤتمر، لافتاً إلى أنها تعكس إيمان جلالة الملك بأهمية القرآن الكريم في حياة المسلمين، معرباً عن ترحيبه بضيوف المؤتمر والمشاركين فيه، متمنياً لهم طيب الإقامة ودوام التوفيق في أعمال المؤتمر، ناقلاً لهم تحيات العاهل المفدى.
من جانبه، نوَّه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د.عبدالله التركي رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بـ»جهود مملكة البحرين في خدمة القرآن الكريم، والتعاون مع الهيئات والجمعيات العاملة في مجاله، ومن ذلك هذا المؤتمر الذي يرعاه جلالة الملك سدد الله على الخير خطاه»، شاكراً لسمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة على افتتاح المؤتمر نيابة عن جلالة الملك وتعاون المجلس في عقده، مثنياً في الوقت نفسه على جهود المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ووزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف على حسن التعاون والتنسيق مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في عقد هذا المؤتمر القرآني المتميز.
وأكد الأمين العام أن التربية القرآنية حوَّلت الأمة من أمية إلى «أمة قارئة حاسبة كاتبة، متعلمة بحاثة غواصة، تقدِّر العلم وتنشد المعرفة»، مشيراً إلى أن «ما أصابها بعد ذلك من التراجع عن هذا المقام المحمود، إلا من تراخي صلتها بتوجيهات القرآن، وإصابتها بما حذر منه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، من إقامة حروفه وتضييع حدوده»، منبهاً إلى أنَّ المسلمين اليوم أحوج ما يكونون إلى هذه التربية، التي بها يستعيدون لحمتهم، ورابطتهم الإسلامية.
وأضاف الأمين العام إن «الابتعاد عن التربية القرآنية المؤلفة للقلوب، العاصمة من الفتن، الصائنة للحرمات، جر إلى ما نشهده اليوم في العديد من المجتمعات الإسلامية، من اضطراب أمنها واستقرارها وضعف أمل أبنائها في مستقبلهم، من جراء النزاع والفتن بين فئات تنتمي إلى أمة واحدة، نبيها واحد، وكتابها واحد، وقبلتها واحدة»، مشدداً على أن «إثارة النزعة الطائفية لتأجيج الصراع في أوطان المسلمين أمر في غاية الخطورة، إذ يصيب أبناء الأمة بحالة من الإحباط، ويخيب أملهم في التعافي من حالة الضعف التي يعيشونها».
وأهاب بقيادات الأمة الحكيمة، ورجالها المخلصين الحريصين على وحدتها وأمنها واستقرارها، أن يضاعفوا جهودهم في احتواء الطائفية التي أصبحت هاجساً مروعاً للأمة، من قبل أن تتفاقم وتتحول إلى مشروع بديل عن مشروع العمل للإسلام والدفاع عن قضايا الأمة الكبرى، ويقطع التواصل والتكامل بين فئات المسلمين، ويجند الطاقات المادية والبشرية لتعمل في غير طائل، بل في مزيد من التأزم والضعف والخذلان أمام الأعداء»، مشيداً بالجهود التي تبذلها البحرين في»لم شمل أبناء مملكة البحرين، والتصدي للطائفية البغيضة التي تسعى للتفريق بينهم.
وأثنى د.عبدالله التركي على «ما تبذله المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من جهود في خدمة القرآن والعناية به من دعم جمعيات التحفيظ، ورعاية العديد من الجوائز الوطنية والدولية، وطباعة المصحف مع ترجمة معانيه، ودعم الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم».
بدوره نوه وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة بالرعاية الملكية السامية للمؤتمر، لافتاً إلى أنها تعكس حرص واهتمام جلالة الملك وحكومته الرشيدة بالقرآن الكريم وحملته ومؤسساته.
وأكد أهمية عقد المؤتمر، لافتاً إلى أن «هذا المؤتمر يأتي استكمالاً لما بدأته الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم مشكورةً في مؤتمرها العالمي الأول لتعليم القرآن الكريم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعوديـــة قبـــل ثـــلاث سنـوات، وبرعاية سامية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود».
وأشار الوزير إلى جهود المسلمين عبر تاريخهم المشرق في العناية بالقرآن الكريم وعلومه، لافتاً إلى استمرار هذا الاهتمام والرعاية، موضحاً أنه «كان لمملكة البحرين نصيب وافر في هذا الميدان المبارك، منذ البدايات الأولى للدعوة الإسلامية، إسهاماً منها في ازدهار الحضارة الإسلامية والحفاظ على ثوابت الأمة وتأكيد الهوية الإسلاميـة»، مستعرضــــاً جهــود حكومة البحرين ووزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف في خدمة القرآن الكريم وتعليمه، مشيراً إلى عمق صلات التعاون بين حكومة البحرين ورابطة العالم الإسلامي في هذا المجال.
من جهته ألقى وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية د.طلعت عفيفـــي كلمـــة المشاركيــن في المؤتمر، تحدث فيها عن فضل القرآن الكريم وواجب التمسك به، مؤكداً أنه كتاب هداية أخرج الأمة من التخلف والضلال إلى الهدى والنور والتقدم، لافتاً إلى أن «أعداء الأمة يعون أن القرآن الكريم هو سبب رفعتنا، فحاولوا جاهدين إبعاد هذه الأمة عن كتاب ربها»، منبهاً إلى أن «عز الأمة وشرفها ورقيها لا يكون ولن يتحقق إلا بالتمسك بالقرآن الكريم»، مشيداً بجهود مملكة البحرين في خدمة القرآن الكريم. شاكراً استضافة المملكة للمؤتمر.