كتب ـ حسين التتان:
ينتعل عبدالرزاق أحمد أفخر أنواع «الزنوبة» ولا يجد بأساً في ذلك، ويشتري الواحدة بـ15 ديناراً تقريباً، فيما يرى الحاج عبدالله مرهون أن نعل «الزنوبة» لا يليق بالإنسان الرزين، وهو يقصر استعماله في المنزل.
ويقول عبدالله موسى إن رياح العولمة حولت «الزنوبة» من نعل منزلي إلى زي مجتمعي، بينما تصف نورة الحديث في هذا الجانب بمثابة تدخلاً في الخصوصية الفردية.
وتتخذ غادة محمد موقفاً وسطاً حيال الظاهرة «هي حرية شخصية مع مراعاة بعض الحالات»، ويقول حسين يوسف إن «زنوبة اليوم تختلف عن شقيقتها القديمة.. لا بأس من انتعالها».
«زنوبة» وطقم رسمي
يهوى عبدالرزاق أحمد انتعال «الزنوبة» كما يطلق عليها في الخليج العربي، وهو يشتري أفخر أنواعها من المحال التجارية الراقية «لا يقل سعر الواحدة عن 15 ديناراً» وهو يتباهى بلبسها في غالب المناسبات.
ويقول عبدالله موسى إن «الزنوبة» شاعت في فترة السبعينات «كان يقتصر لبسها على الفقراء والأطفال دون سواهم، وكان آباؤنا يتشددون في عدم لبسها كزي مجتمعي، لأنها تصطدم مع العادات والتقاليد البحرينية، لكن ومع مرور الوقت، وهبوب رياح العولمة، اختلف الحال وباتت ثقافات مهترئة بمثابة قيم مجتمعية».
ويأسف عبدالله لحال الكثير من الشباب والشابات يلبسون نعل «الزنوبة»، سواء في الأماكن العامة والمناسبات وفي كل مكان، دون مراعاة للعادات المجتمعية الرزينة.
قال عيب قال
نورة شابة بحرينية تنتعل «الزنوبة» دون مشكلة، ولا ترى ضيراً في ذلك، بل على العكس هي تعتقد أن «الزنوبة» أكثر نعومة وجاذبية ولطافة خاصة للفتيات المراهقات «لا علاقة للعادات والتقاليد بالموضوع.. هذه مسألة أخرى مختلفة، اليوم لا أحد يستطيع الوقوف بوجه إعصار الموضة».
وتضيف «الحديث عن الزنوبة بمثابة التدخل في حياة الأفراد الشخصية، هذا هو العيب، وليس العيب في نعل الزنوبة بحد ذاته».
ولا تجد غادة محمد فرقاً بين «الزنوبة» وغيره من أنواع الأحذية «ثقافة جديدة ما المشكلة.. يمكننا تطويعها كثقافة مجتمعية وانتهى الموضوع، نحن من يملك خيار تغيير النظرة المجتمعية نحو الأزياء باختلافها».
ومع ذلك ترى فاطمة ضرورة لبس «الزنوبة» في أماكن محددة، وألا يلبس في مناسبات وأماكن تصطدم وعادات مجتمع محافظ «المسألة باختصار شخصية مع مراعاة بعض الظروف المحيطة وعدم تجاهلها بذريعة الحرية الشخصية».
عيب ونص
ويرى الحاج عبدالله مرهون أن نعل «الزنوبة» لا يليق بالإنسان العاقل الرزين «هذا النوع من الأحذية يخصص لاستعمالات المنزل فقط، وفي الحمامات ودورات المياه والمسابح، ومن ينتعل الزنوبة خارج المنزل ـ رجلاً كان أو امرأة ـ فإنه يسيء إلى نفسه» وينصح عبدالله الشباب بتجنب لبس «الزنوبة»، خاصة في مناسبات تضم علية القوم.
شاب بحريني رفض الإفصاح عن اسمه يقول إن نعل «الزنوبة» لا يختلف عن غيره من الأحذية الشائعة الاستخدام في أوساط المجتمع البحريني، خاصة لدى فئة الشباب «أصبحت الزنوبة من الأحذية المشهورة حتى بين الماركات العالمية، وأسعارها في كثير من الأحيان تفوق بقية الأحذية الجلدية، متأثرة بعامل العرض والطلب».
حسين يوسف يلبس «الزنوبة» في أماكن مخصوصة لا تناله فيها ألسنة الناس وتعليقاتهم، وحين سألناه هل يعتبر لبس «الزنوبة» وسط المجمعات التجارية أمراً لائقاً؟ أجاب «لا بأس بذلك، لأن ظاهرة الزنوبة في المجمعات التجارية أصبحت طبيعية بين الذكور والإناث، ومن المؤكد حين تلبس الزنوبة لا أحد يلتفت لك.. الزنوبة اليوم لم تعد كشقيقتها بالأمس، هناك أنواع جميلة منها وغالية الثمن وتلائم مختلف المناسبات».