دعا المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم «المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم» خلال جلسات الأمس، لتقديم الدعم للمؤسسات الشرعية لتواصل أداء رسالتها والقيام بوظيفتها في الأمة وفق المنهج النبوي في التعليم والتزكية. وبين د.عبدالهادي حميتو في ورقته «أساليب المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم»، أن القصد بالدعم الإعانة على الطاعة، وتفريغ أولئك المعلمين والمشرفين على المؤسسات للقيام بهذا الواجب الكفائي عن المسلمين، مطالباً بتخصيص قسط وافر من وفر الدولة وميزانيتها لرعاية هذه المؤسسات ودعمها وتجهيزها وإمدادها بالكفاءات العلمية والتعليمية. من ناحيته نبه أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن الكريم بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر د.عبدالكريم صالح أن ما وصفه بـ «الأمور المساعدة على تدبر القرآن الكريم»، ومنها: إخلاص نية القارئ في تلاوته وحفظه، الاستعاذة من الشيطان عند الشروع في القراءة، التجويد وحسن التلاوة، حسن الوقف والابتداء، تحسين الصوت بالتلاوة، الاستماع والإنصات، قيام الليل بما حفظ، التجاوب مع آيات القرآن الكريم، والتفكر والاعتبار، عارضاً أربعة أمور من معوقات التدبر، وهي: مرض القلب وانشغاله، الكبر، الغفلة وعدم الفقه، واقتراف الذنوب والإصرار عليها. وتساءل رئيس المجلس العلمي بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم د.رشدي سويد عن الكيفية التي حافظت على نطق الأصوات القرآنية كما أنزلت وإلى عصرنا هذا من غير أن يصيبها تغيير أو تبديل، وعن الضوابط التي وضعها أئمة القراءة واستطاعوا من خلالها المحافظة على النص الأصلي سليماً كما أنزل. بدوره أكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف د.محمد المهدي أن القرآن الكريم متميز في كل شيء، في مضمونه ورسم حروفه وأداء كلماته، وهو ما يوجب تلقيه بالمشافهة الموصولة بالحضرة النبوية، مشدداً على ضرورة المحافظة على طرق التلقي المعتبرة عند القراء، منبهاً إلى أن القرآن لا يحكم ولا تحفظ حروفه وحدوده إلا بتلك الطريقة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.ومن جانبه أوضح مدير مركز بحوث القرآن بجامعة ملايا بماليزيا د.أحمد كسار أن الكتابة والتدوين صنعتان للخط، وقد اعتمد عليهما القرآن الكريم منذ نزوله وإلى يومنا هذا، وهي سنة متبعة، فقد كتب القرآن الكريم وتم تدوينه (جمعه) بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحظي موضوع الكتابة والتدوين باهتمام الخلافة الراشدة رضي الله تعالى عن أصحابها.وبين كسار أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اختار الكتابة والتدوين منهجاً لتعليم القرآن الكريم، وكان حريصاً ودقيقاً في اللفظ القرآني المكتوب المعجز بلفظه ومعناه، فاختار بعض الصحابة ليكونوا كتاباً للوحي، وكتب المصحف الشريف على كل ما كان يكتب عليه في زمن نزوله، لافتاً إلى أن هذا المنهج هو نفسه الذي سار عليه الصحابة رضوان الله عليهم حينما جمعوا القرآن في عهدي أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، فلم يجمعوا القرآن من صدور الرجال؛ وإنما اشترطوا أن يكون مكتوباً، وعليه شاهدان يؤكدان أن هذا النص قد كتب بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله سلم).فيما أشار الأستاذ في كلية التربية بجامعة تكريت د.غانم الحمد إلى أن السنة التاسعة من الهجرة عرفت بسنة الوفود لكثرة الوفود التي قدمت فيها إلى المدينة المنورة، لافتاً إلى أن تلك الوفود تمثل القبائل العربية التي كانت تسكن الحواضر والبوادي خارج منطقة الحجاز، وجاءت تعلن إسلامها بعد أن فتحت مكة.وأضاف «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر بعض أصحابه باستضافة تلك الوفود، وكان يتعاهد كل وفد.. يحدثهم عن الإسلام ويدعوهم إليه، ويتلو عليهم القرآن ويبين لهم شرائع الإسلام، وإذا أعلن القوم إسلامهم أمر بعض الصحابة من القراء أن يعلموهم القرآن، ويفقهوهم في الدين، وإذا انصرفوا من المدينة راجعين إلى أقوامهم أمر لكل واحد منهم بجائزة، وقد يختار أميراً لهم من بينهم ممن يكون أكثر أخذاً للقرآن من غيره».من جانب آخر، عقدت أمس محاضرتان ضمن البرامج التدريبية؛ بعنوان «برنامج إبداعي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها» لـ د.عبدالعزيز عبدالرحيم ضمن البرنامج التدريبي الأول: «اللغة العربية منطلقاً لتعليم تلاوة القرآن الكريم»، وأخرى لـ د.حازم حيدر بعنوان «الوقف والابتداء في كتاب الله» ضمن البرنامج التدريبي الثاني «ثلاثية تعليم تلاوة القرآن الكريم». وتتواصل اليوم فعاليات المؤتمر بجلستين تطرح فيهما ست أوراق عمل متنوعة، وتختتم اليوم البرامج التدريبية المسائية بمحاضرتين اثنتين، فيما يستمر المعرض المصاحب حتى يوم غدٍ الثلاثاء.
970x90
970x90