حذر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء من أن المستجدات في المنطقة ستلقي بظلالها على أوضاع البحرين الداخلية «ما ينبغي أن يدفعنا للمزيد من التكاتف والتركيز على ما يجمعنا لا على ما يفرقنا»، مؤكداً أنه «لن نرضى بالبحرين أن تكون نسخة مكررة من تلك الدول التي تفككت وتضعضعت أوضاعها بسبب الانجراف لسياسات التفرقة والإنصات لصوت الفرقة ولن نقبل أبداً بالتدخل في شأننا الداخلي من أي كان».
وأضاف سموه لدى لقائه رؤساء تحرير الصحف وكتاب الأعمدة أمس، أن «التدخل في شؤوننا مرفوض شعبي قبل أن يكون رسمياً، فحينما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن سنقف شعباً واحداً بكل معتقداته ومذاهبه لصد المخاطر وهذا ما تعلمناه من تاريخنا المضيء، محذراً من أن «المحاولات لإلهائنا وإشغالنا عن استكمال أولوياتنا تجاه شعبنا بافتعال الأزمات لن تجد لها صدى فالمواطن أولويتنا وضمان أن ينعم بالعيش في أجواء آمنة مستقرة هدفنا وشغلنا الشاغل وسنعمل دائماً على تحقيق ذلك».
وأكد «أننا نقف دائماً مع الإصلاح المرادف للتطوير والتحسين للأفضل، فهذه سياستنا وهذا دأبنا، ونحن في الحكومة نسخر كافة طاقاتنا وإمكاناتنا من أجل خير ورفاهية شعبنا، فأولوياتنا هي تحسين مستوى معيشة الناس وضمان حصولهم على أفضل وأجود الخدمات الحكومية ولن نتوان في ذلك أبداً».
وشدد سمو رئيس الوزراء على «أهمية الاتحاد بين دول مجلس التعاون فهو قوة وسلامة لدوله وشعوبه»، مشيراً إلى أن «اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يجب أن يحظى بالدعم والتفعيل لأن مقتضيات المرحلة وما تمر به الدول العربية والإسلامية من مرحلة دقيقة تجعلنا أشد ما نحتاج إليه اليوم هو الاتحاد فلا غنى عن الوحدة داخل البيت البحريني وداخل البيت الخليجي».
وأشاد بـ»دور المملكة العربية السعودية ودعمها المستمر لقضايا العرب والمسلمين مما أهلها لتكون هي السند القوي للجميع».
ووجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الشكر للصحافة الوطنية لدورها الوطني الداعم لاستقرار الوطن والحفاظ على مسيرته، معرباً عن الفخر والاعتزاز لما يوالي الصحافيون والكتاب والإعلاميون بذله من عطاء وجهد في خدمة بلادهم من خلال منبر الصحافة والكلمة.
وقال سموه للصحافيين إن «جميع الأبواب أمامكم مفتوحة ومنكم التنبيه ومنا العمل لأنكم مرآة للمجتمع وتعكسون ما يموج به، وإذا كان مجلس النواب هو بيت الشعب لأنه يضم كافة ممثلي وأطياف المجتمع البحريني فالصحافة الوطنية هي مرآة البيت البحريني لأنها الممثلة لكافة تلاوين الشعب».
وطمأن سموه بأن «البحرين بخير ولن يؤثر إن شاء الله في عافيتها وقوتها من يعاديها بزرع الفتن وإثارة الإرهاب فبتماسك شعبها وإرادة قيادتها ستظل أبية وعصية على من يعاديها.
وأعرب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عن «الأسف لبعض التقارير الدولية التي لا تنصف البحرين ولا إنجازاتها ولا تنظر لواقع الحال فيها بنظرة محايدة فهي مرفوضة رفضاً باتاً فنحن لا نضيق بالنقد لكن يزعجنا كثيراً التقليل من منجزات البحرين في كل المجالات التي لا تخفى على منصف».
وأكد أن «الحكومة تعمل بجهود دؤوبة لتحقيق التنمية المستدامة وتحرص في سبيل ذلك على استكمال الخدمات وتوفير أفضلها وفي مقدمتها القطاع الصحي والطبي حيث تولي الحكومة أهمية كبيرة للعلاج فأنشأت المراكز الطبية المتخصصة التي حظيت بسمعة إقليمية كمركز محمد بن خليفة آل خليفة لأمراض القلب وأن مساعيها متواصلة لإنشاء المزيد من المراكز والمستشفيات الطبية المتخصصة ولن نستغني عن الخبرات أبداً فهي ضرورة، كما إن الحكومة تنفق حوالي 15 مليون دينار سنوياً لعلاج المواطنين بالخارج وفي إطار التخفيف عن المواطن فإنها تخصص دعماً حكومياً كبيراً على السلع والخدمات وهذا ليس فضلاً بل واجباً تمليه رغبة حكومية أكيدة في رفاهية المواطن، لافتاً سموه إلى أنه حينما يشتكي المواطن من أمر ما من خلال الصحافة فإنني أحرص أن أتحقق من شكواه وأبادر بمتابعتها شخصياً».
وأبدى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء تفهمه ودعم سموه لما طرحه الصحافيون بشأن مشروع قانون الصحافة ومشروع قانون الإعلام المرئي والمسموع، مؤكداً «الحرص على العمل والتنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية للإسراع في إقرارهما».
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، أن الكلمة لها وقع أمضى من السلاح، ودورها التنويري والتثقيفي له الإسهام الواضح في التقدم والتطور لأي مجتمع.
وقال سموه: «إن صحافة البحرين أثبتت على مدى تاريخها الطويل أنها صحافة وطنية وحرة عبرت عن طموحات وتطلعات أبناء الوطن، ووقفت سداً في مواجهة من يسعى إلى نشر الفرقة والانقسام بين أبناء المجتمع الواحد».
وأكد سمو رئيس الوزراء «أننا فخورون بما حققته البحرين من منجزات تنموية وحضارية شملت كل المجالات، ونتطلع إلى المزيد منها، ورجال الصحافة والإعلام لهم دور هام في التوعية عبر فكرهم المستنير وعطائهم للوطن يجب أن لا يلين أو يتوقف»، مضيفاً أن «اليوم العالمي لحرية الصحافة هو مناسبة لتقديم الشكر إلى رجال الصحافة والإعلام في البحرين على الجهود المخلصة والدؤوبة في تنوير الرأي العام والتعبير عن نبض المواطنين وتطلعاتهم».
وقال سموه إن «البحرين تؤمن بحرية التعبير في جميع وسائل الإعلام، وجاءت رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى التي تجسدت في الدستور بما اشتمل عليه من نصوص ومواد، لتشكل الإطار الضامن لهذه الحرية والداعم لها، ولا تراجع مطلقاً عن حرية وسائل الإعلام وتطويرها»، مؤكداً أن «أبوابنا مفتوحة للجميع، وتماسكنا هو السد المنيع ضد كل محاولات التدخل في شؤوننا، ولقد عملنا وسنعمل على خدمة الوطن، ولن يستقيم هذا العمل إلا بوحدتنا الوطنية وتعزيز أمننا واستقرارنا، فوحدتنا هي القوة».
وأكد أن «حرية الرأي والتعبير في البحرين تشكل محوراً ودعامة لترسيخ أسس المجتمع المتحضر نحو المزيد من الرخاء والازدهار»، مشيراً إلى أن «الصحافة تحتل مكانة الصدارة في المجتمع بوصفها أداة فذة للاتصال والتواصل، وهي ليست بمعزل عن المجتمع الذي تعيش فيه بل تتفاعل مع قضاياه وهمومه ومرآة تعكس ما يدور فيه».
ودعا سموه إلى «الترفع عن كل فكر يعمل على تقويض وزعزعة مجتمع البحرين الآمن، وأن تنقل الصحافة كل ما هو قيم من أجل مجتمع منسجم تمثل المواطنة القاسم المشترك بين جميع أفراده»، مطالباً الصحافة بالوقوف «في وجه من يريد تقويض وهدم أركان المجتمع، وأن يكون الوطن أكبر همومها، حيث لا يمكن لأمة أن تحافظ على كيانها ما لم يكن لديها فكر خلاق يعمل على بناء الإنسان وتنويره بما يدور من حوله، وهو دور تلعبه الصحافة باقتدار مما سينعكس على استقرار المجتمع».
وأكد ضرورة «بناء الوطن وعدم حجب انطلاقته نحو التقدم والتطور بمناشط الحياة الآمنة، وعلينا أن نحفظ لهذا الوطن مكتسباته وإنجازاته من أجل أجيالنا القادمة، مشيداً بـ»موقف الصحافيين وكتاب الرأي البحرينيين في التصدي لمحاولات التشويه التي تعرضت لها المملكة، وقال سموه «إن هذا الموقف كان ولايزال مشرفاً، نعتز ونفتخر به جميعاً، وهذا هو دأب الصحافيين البحرينيين الذين سخروا أقلامهم للدفاع عن الوطن في مواجهة كل ما يتهدد أمنه واستقراره».
وشدد سموه على أهمية الرسالة الإعلامية في تكوين الوعي والفكر، وضرورة أن تنطلق من بواعث الضمير الوطني، حتى يصل صداها الصادق إلى وجدان مكونات المجتمع بكل أطيافه وتحقق أهدافها في صون تماسكه ووحدته الوطنية.
وأشار إلى أن تزامن يوم الصحافة هذا العام مع ذكرى مرور عشرين عاماً على إعلان اليوم العالمي لحرية الصحافة، يلقي مزيداً من المسؤولية على الصحافيين في مختلف أنحاء العالم في الحفاظ على القيم السامية لمهنة الصحافة، وتوجيه أقلامهم إلى كل ما يسهم في الارتقاء بأحوال البشر على كافة المستويات.
وجرت مداخلات بين سمو رئيس الوزراء والصحافيين والكتاب تناولت مجموعة من القضايا التي تهم المواطنين، قبل أن يتوجه الصحافيون والكتاب إلى سموه بخالص عبارات الشكر والتقدير لحرصه على التواصل مع معهم الالتقاء بهم واطلاعهم على كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن.
وأشادوا بدعم سموه المستمر للصحافة وحرية الرأي والتعبير، بما يجسد نهج سموه في التواصل مع كافة فئات المجتمع والاستماع إليهم للتعرف على كل ما يهم الوطن والمواطنين.