كتبت ـ عايدة البلوشي:
دشن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالتعاون مع سفارة فلسطين لدى البحرين كتاب «بيت لحم.. تراث عالمي»، بعد أن جال في دافوس وواشنطن ومدينته الأم بيت لحم، بحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في البحرين وحشد من المهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي.
وعبر مؤلف الكتاب القس متري الراهب، الذي شاركه في التأليف البروفيسور فريد ستيكرت والمصور الفلسطيني غارو نلبنديان، عن سعادته بوجوده في البحرين وقال «استشعرت دفء المكان وعراقته خصوصاً بعد زيارة بيوت المحرق القديمة»، مضيفاً أن البحرين هي الأولى عربياً التي يدشن فيها الكتاب بما يعبر عن مكانة المملكة ثقافياً وتراثياً على خارطة الوطن العربي.
وتوقف الراهب عند مضمون الكتاب المدشن بمناسبة إدراج بيت لحم على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وهو يعبر عن حقب حضارية طويلة من تاريخ المدينة، حيث يعرض لوجوه من بيت لحم، يستشعر فيها القارئ روح فلسطين من خلال صور شخصية تمثل المجتمع الفلسطيني بكل أطيافه، و من ثم ينتقل لعرض تاريخي لأهم منشآتها المعمارية العائدة لأكثر من 5 آلاف عام.
ويقول الراهب إن الكتاب هو منتج فلسطيني تصويراً وتصميماً وطباعةً، ويأخذ الكتاب الفلسطيني إلى آفاق جديدة من ناحية النوع والإخراج، مضيفاً أن الإصدار هو الأول بعد إدراج كنيسة المهد ومسار الحجاج على لائحة التراث العالمي، وأيضاً هو أول كتاب بهذا الحجم والجودة ينتج ويطبع في فلسطين، ويعرف العالم ببيت لحم بما أن المدينة يؤمها ملايين الزوار والحجاج سنوياً، والكتاب باب يطل على بيت لحم وهي دعوة للأصدقاء لتصفحه للاطلاع عليه.
ولفت إلى أن الكتاب أطلق في مؤتمر دافوس الاقتصادي في سويسرا فبراير 2013، وتم إهداء نسخ منه إلى العديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية من رؤساء دول ورؤساء شبكات عالمية في المؤتمر، من أجل التعريف بمبادرة تنمية وتطوير بيت لحم، ومن ثم أطلق الكتاب في العاصمة الأمريكية واشنطن بحضور العديد من القادة السياسيين والاقتصاديين في الولايات المتحدة وفلسطين، والإطلاق الثالث في بيت لحم دار الندوة الدولية مارس 2013، ويسرنا أن تكون المحطة الرابعة هي البحرين خاصة أن مركز التراث العالمي الإقليمي يتخذ من المنامة مقراً له.
وقال المدير المساعد للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، إن تدشين الكتاب يأتي في الذكرى السنوية الأولى لافتتاح مقر المركز، مؤكداً أهمية أن يتعرف المجتمع على مواقع التراث العالمي، وأن المركز يؤمن بالتعاون بين مختلف الشعوب العربية للحفاظ على التراث العربي.
وأضاف أن «المركز يشجع الكتب التي تمس جميع شرائح المجتمع والهدف منها التوعية ونقل رسالة، خاصة أن مثل هذه الكتب تعد مصادر يمكن الاطلاع عيها مستقبلاً، و»بيت لحم..» مبني على الصور وسرد مبسط لموقع المدينة، ونحن نحاجة إلى مؤلفات مماثلة خاصة أننا في عصر نواجه فيه الكثير من التحديات، وهناك ضرورة لتوثيق ونقل المعارف واطلاع الناس على تراث مختلف الدول».
وأكد أن المركز يؤدي دوره في التوعية بالتراث العالمي والترويج له، ومثل هذه الفعاليات يحرص المركز على دعمها، لما لها من أهمية كبيرة خاصة أنها تدعم الثقافة العربية والتراث الفلسطيني.
وقال إن المركز ارتأى تسليط الضوء على الكتاب، لزيادة الوعي بالتراث العربي خاصة أن الكتاب اعتمد على الصور كعنصر جذب وأفضل وسيلة لنقل المعلومة، ووجود الكتاب يعد إنجازاً بحد ذاته والمركز داعم للثقافة والتعاون مع السفارة الفلسطينة حلقة في صور التعاون لتعزيز الوعي بالتراث العربي.
من جانبه هنأ وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق يحيى يخلف، البحرين على استضافتها مقر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، مشيراً إلى أن الثقافة والتنمية يفضيان في نهاية المطاف إلى تحقيق السلم والأمن الدوليين.
وأضاف «أن فلسطين عندما أخذت عضوية كاملة في اليونيسكو كسبت أفضل نتائج العضوية حيث أصبح بإمكان فلسطين كدولة تسجيل مواقعها الأثرية في قائمة التراث العالمي والتي يحاول الاحتلال الإسرائيلي طمس معالمها».
ونبه إلى أن الكتاب عبارة عن مجموعة صور مهمة ونادرة لبيت لحم تحكي عن الوجه الحضاري والإنساني للمدينة، ويظهر مهارة التصميم والإخراج والإنتاج الفني الفلسطيني والذي نسعى دائماً أن يليق بمكانة فلسطين في العالم عامة وبيت لحم خاصة.
وأردف «تمكنا بعدما أخذنا العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو واعترافنا كدولة، من تسجيل بيت لحم على لائحة التراث العالمي، وهذا موضوع مهم خاصة أن التراث الفلسطيني مهدد بسلطات الاحتلال، وهذه الدعوة من المركز الإقليمي للتراث العالمي هو دعم لتراث فلسطين المهدد، ونحن قررنا أن ندخل معركة مع الاحتلال الإسرائيلي للدفاع عن التراث الفلسطيني خاصة في مدينة الخليل والقدس».
وواصل «الكتاب باللغة الإنجليزية، ولاقى إقبالاً لافتاً والمقصود به التوجه للرأي العام العالمي وليس العربي فحسب».
والكتاب هو الأول من نوعه ويوثق 200 صورة لبيت لحم أخذت بعدسة المصور والفنان غارو نلبنديان، بينما كتب نصه النص القس متري الراهب والبروفيسور الأمريكي فريد ستريكيرت وقدم للكتاب رئيس شركة اتحاد المقاولين سعيد خوري.