عواصم - (وكالات): قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أبرز الحلفاء اللبنانيين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إن لسوريا أصدقاء في المنطقة والعالم «لن يسمحوا لها بأن تسقط»، وذلك في خطاب ألقاه أمس. وأقر نصرالله في كلمة نقلتها قناة «المنار» التلفزيونية التابعة للحزب بأن «مقاتلين من حزبه يشاركون في معركة القصير في ريف حمص الحدودي مع لبنان»، مشيراً إلى أن هذا التدخل «كان طبيعياً» بعد تطور الأمور في المنطقة التي يسكنها لبنانيون إلى «نقطة خطرة».
وقال نصرالله «لسوريا في المنطقة والعالم أصدقاء حقيقيون لن يسمحوا لسوريا أن تسقط بيد أمريكا أو إسرائيل أو الجماعات التكفيرية».
وفي تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، حذر خبراء من انتقال العنف إلى البلد الصغير المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومتحمسين للمعارضة، خاصة في ظل التقارير المتزايدة عن مشاركة حزب الله اللبناني في القتال إلى جانب قوات النظام.
ميدانياً، قتل 13 شخصاً وأصيب 70 في تفجير استهدف وزارة الداخلية السورية وسط دمشق أمس. وذكرت وزارة الداخلية السورية أن «حصيلة التفجير الذي استهدف الوسط التجاري والتاريخي لدمشق» هي 13 شخصاً وأكثر من 70 جريحاً. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التفجير ناجم عن سيارة مفخخة قرب الباب الخلفي لمبنى وزارة الداخلية القديم، وأدى إلى مقتل 14 شخصاً بينهم 5 عناصر من قوات النظام. واتهمت دمشق «الإرهاب الممول والمدعوم دولياً» بـ «ارتكاب مجزرة جديدة بشعة بحق المدنيين السوريين». وشهدت دمشق سلسلة من التفجيرات بسيارات مفخخة بعضها انتحاري خلال النزاع، استهدف آخرها أمس الأول في حي المزة موكب رئيس الوزراء وائل الحلقي الذي نجا، في حين قتل 6 أشخاص بينهم حارسه الشخصي.
وإزاء الضغوط التي يتعرض لها أوباما رداً على ما يعتبر تجاوزاً «للخط الأحمر» في موضوع الأسلحة الكيميائية، بدا الرئيس الأمريكي حازماً في التشديد على أن ثبوت استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي هو «التغيير في قواعد اللعبة» الذي سيدفع الولايات المتحدة إلى بحث «خيارات لا ننوي استخدامها» في الأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين.
وأضاف في مؤتمر صحافي «لا أعرف كيف استخدمت هذه الأسلحة ولا متى أو من الذي استخدمها»، متابعاً «إذا أمكنني التحقق من أن ليس الولايات المتحدة فقط وإنما المجتمع الدولي أيضاً على ثقة بأن نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية، فإن ذلك سيغير قواعد اللعبة».
وكشف أنه طلب من الجيش الأمريكي منذ العام الماضي الإعداد لخيارات بشأن سوريا.
وأقرت الولايات المتحدة الخميس الماضي للمرة الأولى بأن نظام الأسد استخدم على الأرجح أسلحة كيميائية في النزاع ضد المعارضة. وكان الملف السوري وخصوصاً السلاح الكيميائي محور اتصال هاتفي بين أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي تعد بلاده أبرز الحلفاء الدوليين لدمشق. وأمس، قالت هيئة الطيران الفيدرالية الروسية روزافياتسيا إن الطائرات المدنية الروسية باتت ممنوعة من التحليق في المجال الجوي السوري، وذلك لفترة غير محددة. وتأتي الخطوة غداة تعرض طائرة روسية على متنها 159 راكباً أثناء تحليقها فوق الأراضي السورية لإطلاق صاروخي أرض جو انفجرا على مقربة منها قبل أن يعدل الطاقم مسار الطائرة وينقذ المسافرين.
ميدانياً، كشفت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية عن اختفاء مراسل لها في سوريا منذ 20 يوماً، هو دومينيكو كويريكو الذي دخل سوريا قادماً من لبنان في 6 أبريل الماضي، وفقد الاتصال معه في التاسع من الشهر نفسه. وتواصلت العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية أمس حاصدة 90 قتيلاً. ونفذ الطيران الحربي السوري غارات على مناطق عدة. من ناحية أخرى، دعت السفيرة الأمريكية في لبنان مورا كونيلي إلى الإفراج فوراً عن مطراني حلب المخطوفين في سوريا منذ أكثر من أسبوع. من جهتها، طلب الأردن من مجلس الأمن الدولي مزيداً من المساعدة من المجتمع الدولي للتخفيف من «العبء الكبير» الذي يمثله مئات آلاف اللاجئين السوريين كما صرح السفير في الأمم المتحدة الأمير زيد بن الحسين.